إمام تونسي يندد بترحيله عن فرنسا ويلجأ للقضاء
ندّد إمام تونسي رحلّته فرنسا بعد اتهامه بالإدلاء بتصريحات تحضّ على الكراهية، الجمعة، من تونس بما وصفه بالقرار “التعسفي”، مؤكدا أنه سيلجأ الى القضاء من أجل العودة إلى فرنسا حيث تقيم عائلته.
نشرت في: آخر تحديث:
أوقف محجوب محجوبي الذي كان يقطن منطقة في جنوب فرنسا ثم رُحلّ الخميس إلى تونس حيث وصل قبيل منتصف الليل في رحلة جوية من باريس.
ويعيش الإمام في فرنسا منذ منتصف الثمانينات، وهو متزوج وأب لخمسة أبناء، وطالب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بسحب تصريح إقامته الأحد.
واتُهم محجوب محجوبي ببث مقطع فيديو وصف فيه “العلم الثلاثي الألوان” من دون أن يحدد ما إذا كان العلم الفرنسي، بأنه “علم شيطاني”.
وقال الامام لاحقا انها “زلة لسان”، موضحا أنه كان في الواقع ينتقد المنافسات الشديدة بين مشجعي البلدان المغاربية خلال فعاليات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة لكرة القدم.
وأوضح محجوبي الذي يعمل في مجال المقاولات في تصريح لوكالة فرانس برس من مقر سكنه في منطقة سليمان (شرق) التي تبعد حوالى 30 كيلومترا عن العاصمة تونس أن “القرار الإداري لوزير الداخلية تعسفي بالطبع، سأدافع عن نفسي وسأفعل كل شيء من أجل العودة إلى زوجتي وأولادي”.
وتابع “المحامي سيقدم قضية الى المحكمة بفرنسا من أجل حق الدفاع. وسنواصل العمل وإذا لم لم تنصفني المحكمة سنلجأ إلى المحكمة الأوروبية”.
وأضاف محجوبي (52 عاما) الذي يحمل ابناؤه الجنسية الفرنسية واصغرهم يعالج من مرض السرطان “لم أسبّ الجالية اليهودية ولم اسب العلم الفرنسي…لم أدع قط إلى الكراهية أو التطرف، بل على العكس من ذلك، والجميع يعرفني”.
وأوضح في حديثه عن افراد عائلته “بقوا لوحدهم ومن المستحيل أن يعيشوا من دوني”.
وكان دارمانان طلب من المحافظ إبلاغ القضاء بالتصريحات التي أدلى بها إمام المسجد في مدينة بانيول-سور-سيز، ليصل الأمر إلى إعلان المدعية العامة في نيم (جنوب) سيسيل جينساك الإثنين، أنّها فتحت تحقيقاً أولياً في القضية.
وأوقف محجوبي ظهر الخميس بناء على قرار ترحيل في حضور أبنائه وزوجته، بحسب محاميه سمير حمرون، وتم نقله إلى أحد مراكز التوقيف الإداري في منطقة باريس.
“قرار تعسفي”
وأعلن دارمانان أنه “بعد أقل من 12 ساعة من توقيفه” تم ترحيله إلى تونس.
وأضاف وزير الداخلية عبر منصة إكس “إنه دليل على أن قانون الهجرة (الذي تم إقراره مؤخرا)، والذي بدونه لم يكن من الممكن تنفيذ مثل هذا الطرد السريع، يجعل فرنسا أقوى”.
وتابع “الحزم هو القاعدة”، منتقدا “+الإمام+ المتطرف صاحب التصريحات غير المقبولة”.
ورأى الامام في تصريحاته لوكالة فرانس برس أن “قرار الترحيل تعسفي من قبل وزير الداخلية الذي أراد أن يخلق اثارة مستندا الى قانون الهجرة الجديد”.
وعلّل تحرك الوزير الفرنسي ب “اقتراب الانتخابات” وتأخر حزبه في استطلاعات الرأي.
ومحجوبي ليس أول إمام ترحله فرنسا، اذ سبق أن تم ترحيل عبد الرحيم صياح بتهمة الترويج لأعمال إرهابية. وصياح جزائري كان مسؤولا في مسجد في فرنسا أُغلق عام 2018، وتعتبره السلطات “زعيماً للسلفية” وقد رحل إلى الجزائر في حزيران/يونيو الماضي.
مطلع العام 2020، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون نيّته إنهاء مهام حوالى 300 إمام أرسلتهم دول مختلفة، وفي الوقت نفسه زيادة عدد الأئمة المتدرّبين في فرنسا. ومنذ الأول من كانون الثاني/يناير، لم تعد فرنسا تقبل أئمة جددا “أجانب” ترسلهم دول أخرى.