إفريقي ومغاربيالأخبار

ارتفاع غير مسبوق في أسعار اللحوم الحمراء بالمملكة المغربية

شهدت أسعار اللحوم الحمراء في المغرب ارتفاعا ملحوظا خلال الأيام الأخيرة حيث بات ثمن الكيلوغرام الواحد يتراوح بين 90 و120 درهما (ما بين 9 و12 دولارا تقريبا) مع تفاوت بسيط حسب كل منطقة.

وتساءل رئيس الفريق البرلماني لحزب الحركة الشعبية (معارض) إدريس السنتيسي،  في سؤال كتابي وجهه إلى وزير الفلاحة مؤخرا، عن الإجراءات الحكومية المزمع اتخاذها لجعل تلك الأسعار في متناول المغاربة، مشيرا إلى أنه “على الرغم من الدعم الذي خصصته الحكومة لاستيراد الأبقار والأغنام فإن أسعارها في السوق زادت ارتفاعا عما كان عليه الحال قبل القرار الحكومي”.

ويتزامن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء مع استمرار ارتفاع أسعار العديد من المواد الاستهلاكية وهو ما يثير انتقادات نشطاء في مجال الدفاع عن حقوق المستهلك في الوقت الذي يبرر مهنيون ارتفاع أسعار اللحوم بالجفاف وارتفاع أسعار العلف.

“الجفاف وغلاء الأعلاف”

وفي هذا الصدد، عزا رئيس “الجمعية المهنية لجزاري عمالة (محافظة) الصخيرات تمارة”، عبد الفتاح مرشيش، الزيادات التي شهدتها أسعار اللحوم الحمراء مؤخرا إلى “ارتفاع أثمنة الأعلاف وقلة الأمطار وغلاء المحروقات والخصاص الكبير في رؤوس الأغنام والأبقار”.

وتابع مرشيش تصريحه لـ”أصوات مغاربية”، أن “أثمنة اللحوم الحمراء الحالية التي تتراوح ما بين 90 و120 درهما قد ترتفع أكثر في الشهور المقبلة أمام استمرار الأوضاع الحالية”، مؤكدا أن “اللحوم المستوردة هي التي تحافظ على الأسعار في الأسواق وتُجنب المستهلك زيادات مهولة”.

وحذر المتحدث ذاته من تداعيات ارتفاع تكلفة الإنتاج على مربي الأغنام والأبقار خاصة في ظل “عدم استفادتهم بشكل مباشر من الدعم الحكومي”، منتقدا في السياق “قرار الحكومة بدعم المستوردين وتهميش الفلاحين الصغار”.

ولفت المتحدث ذاته، إلى أن الإقبال على اللحوم الحمراء “انخفض بشكل كبير مؤخرا مما يلحق خسائر وخيمة بالجزارين ويهددهم بالإفلاس”، داعيا إلى “تدخل حكومي يوازن بين العرض والطلب والقدرة الشرائية للمستهلكين”.

“صعوبة شراء اللحوم”

ومن جانبه، ندد رئيس “الجامعة المغربية لحقوق المستهلك”، بوعزة الخراطي، بـ”الارتفاع المهول” الذي تشهده أسعار اللحوم الحمراء وتداعياته على القدرة الشرائية للمستهلك.

وقال الخراطي في تصريح لـ”أصوات مغاربية”، إنه “رغم إزالة الضريبة على القيمة المضافة والرسوم الجمركية ودعم استيراد الأغنام بـ500 درهم للرأس (حوالي 50 دولارا) في فترة عيد الأضحى إلا أن أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المغربية ظلت مستقرة في مستواها العالي والمرتفع إلى أن ارتفعت مؤخرا”.

وتابع الخراطي أن المستهلك المغربي “بات من الصعب عليه شراء اللحوم أمام استمرار ارتفاع أثمنتها إلى جانب مجموعة من المواد الاستهلاكية”، مردفا أنه “بالكاد يتعايش مع هذه الزيادات خاصة بعد زيادة أسعار المحروقات خمس مرات في ظرف شهر واحد”.

وبدوره، لم يستبعد الخراطي أن تستمر أثمنة اللحوم الحمراء في الارتفاع إلى غاية شهر مارس المقبل “بسبب قلة الكلأ الذي أغلبه يتم استيراده بأسعار مرتفعة”، مضيفا أن “تربية المواشي أصبح قطاعا مفلسا ويهدد الفلاحين البسطاء والمتوسطين بمصير مجهول”.

“سنتان لاستعادة التوازن”

وسبق أن شهدت أسعار اللحوم الحمراء في الأشهر الأولى من السنة الجارية ارتفاعا ملحوظا وهو ما أثار استياء واسعا ودفع عددا من الفرق البرلمانية إلى توجيه أسئلة إلى الحكومة بخصوص الموضوع.

ومن جانبها، أعلنت  الحكومة حينها عن اتخاذ عدة إجراءات لتخفيض أسعار اللحوم الحمراء من بينها إعفاء مستوردي الأبقار من الضريبة على القيمة المضافة واعتماد المرسوم الخاص بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار الأليفة.

وفي ماي الماضي، أوضح رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش في جوابه على أسئلة برلمانيين بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، أن الجفاف والتقلبات المناخية وانعكاسات الأزمة الصحية قد أثرت “بشكل مباشر على التوازن في القطاع الحيواني مما انعكس سلبا على سلسلة اللحوم الحمراء والحليب”.

وقال أخنوش إنه “في ظل إشكالية الجفاف فقد حدث اضطراب في سلسلة اللحوم الحمراء التي تحتاج إلى سنتين لاستعادة توازنها”.

المصدر: أصوات مغاربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى