ازدواجية المعايير .. تكشف أن السياسة هي المحرك لكل شيئ / المختار اسباعي
ما يحدث الآن في العالم من حولنا ، يؤكد شيئا واحدا ، وهو أن الرياضة لم تكن يوما بعيدة عن السياسة ، و لكن يتم التعامل مع التحديات ، وفق حجمالمصالح و درجات التأثير ، و النافعة المستخلصة من ضرر الأزمة الروسية الاوكرانية ، هي كشف قناع زيف مبادئ الغرب و خبثه ..!
و شاءت الأقدار أن يكون واحد من أقوى أندية الانكليز و العالم ، الحجر الذي سيدمي جبين العار لتبعية الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا ، و تباين قراراتهالمنساقة خلف مصالح طرف عن طرف ..
الأزمة هذه المرة دخل فيها الجميع ، و بين عشية و ضحاها ، تنكر الحاضر للماضي ، وغيرت الشعارات و طغت المصلحة و التوجه السياسي على كل شيئ ..
و بعد أزيد من عشرين عام من استثمار رجل الأعمال الروسي ابراموفيتش في إنكلترا ، هاهي الصحافة البريطانية تبدأ الآن على هامش مواقفها من الأزمةالروسية الاوكرانية ، باتهام الرجل في مصادر ثروته ، واصفة إياها بطرق مشبوهة حتى لا أقول أسوأ من ذلك ..
و الواضح أنها حملة موجهة ، بعدما ضيقت السلطات البريطانية على الرجل ، و جمدت حساباته ، و دفعته لبيع ناديه تشلسي ، الذي يعيش وسط هذه الأزمةحالة صعبة جدا ، يكاد على إثرها ينهار بكل أمجاده ، إن لن يجد حلا في الوقت القريب ، وهو ما قد يطرأ جديد بشأنه في الأيام القليلة القادمة ، لأن الناديوضع فعلا للبيع ، و المتقدمون لخطب وده كثر ..!
لكن الملفت في هذه الأزمة هو كونها كشفت أقنعة الغرب ، و هشاشة شعارات “ محاربة تدخل السياسة في الرياضة “ ، و أعطتنا حقيقة صادمة ، وهو أن كلالمبادئ عرضة للتغيير عندما تمس المصالح ، و الكيل بمكيالين هذا ، ضرب ثقة الغرب في كل أنحاء العالم ، وثقة العالم في نزاهة الفيفا كذلك .!
حيث توقف الجميع عند اللحظة التي كان فيها الغرب يرفع شعارات الديموقراطية و الإنصاف و المساواة و الحرية و السلام ، في أزمات العالم الآخر ، عندماكانت تعاقب منتخبات و دول و تجمد أنشطة و تغلق ملاعب من طرف الفيفا ، لأن السياسة تدخلت في الرياضة ، و الأمثلة على ذلك كثيرة ، في إفريقيا وغيرها من القارات ..
قبل أن يُضرب بكل تلك البنود و الدساتير عرض الحائط ، في الأزمة الروسية الاوكرانية ، لتسلط عقوبات مجحفة في حق روسيا و الرياضيين المنتمين إليها ، والذين جمدت نشاطاتهم و تم استبعادهم من المشاركة في المنافسات الرسمية ..
المؤكد الآن أن كل المواقف المتخذة على هامش الحرب الروسية الاوكرانية ، على مستوى الرياضة تحديدا ، ستكون لها عدة انعكاسات على أمد بعيد ، وستضع الفيفا تحت ضغوط و حرج كبير مستقبلا ، إزاء التعامل مع أي حدث مماثل في مختلف دول العالم .