الأخبارالاقتصاد والتنمية

الإعلامي ولد بكار ردا على وزير النفط والطاقة الجديد: موريتانيا تواجه عدة مشاكل ومعوقات

قال وزير من الحكومة الجديدة للنفط والطاقة في مقطع صوتي( فيديو )نشره موقع الأخبار تحت صفة “وزير الاقتصاد “أن موريتانيا أفقر بلد في العالم وعلل ذلك بمعادلة وجود موارد اقتصادية وانعدام الموارد الذهنية والعلمية “.والعكس هو الصحيح فموريتانيا من أغنى بلدان العالم بالنسبة للثروات السمكية والزراعية والحيوانيّة المعدنية والطاقوية الهوائية والشمسية والغازية والنفطية وكل هذا ليس مستغلا استغلالا نموذجيا بنسبة 10٪% ،كما أن لها نخبة متعلمة مهجرة في الخارج قادرة على النهوض بالبلد لو حصلت على الفرصة المواتية لذلك ، لكنها وتواجه عدة مشاكل ومعوقات .

 المشاكل هي سوء الحاكمة المتمثل في الاستمرار في الوقوع تحت وصفات البنك الدولي العلاجية التي لا تنتهي نحو وضع صحي أبدا فسياسته المركزية هي إغراق البلد بالدين توجيه اقتصاده نحو الميوعة وإضعاف سيادته المالية وعملته الوطنية كما أن كل القروض لاتدخل في بناء قاعدة اقتصادية صناعية ولا زراعية ولا تطوير قطاع الصيد ولا بناء قطاع تعليمي ولا تمويل الاستخراج ففي حين يمول تازيازت بقرض قيمته 300 مليون دولار لن يمول للدولة أي مشروع للاستخراج بل تذهب كل تمويلاته للدراسات وتمويل الأسفار والمشاريع الوهمية والنظرية التي لاتُرى لها فائدة على أرض الواقع بل تحول بين الدولة والمجالات الأساسية لبناء الاقتصاد والتطور وتجعلها خادمة للديون ومنفذة لوصفاته الكارثية التي تقود لمزيد من التنازل في سبيل حصولها على تقييم جيد منه لكي تحصل أيضا على مزيد من الديون وهكذا دواليك .
المشكل الثاني هو العمولات على الطاقة والمحروقات التي تعرقل أي بنية اقتصادية وترفع جميع الأسعار ولاتدعم أي مبادرة اقتصادية بل هي شراكات وهمية استنزافية تحمي المستثمرين الأجانب وتحول دون تنفيذ دفتر الالتزامات وإنفاذ القوانين .
المشكلة الثالثة هي أن جميع الأدوات التي ظلت الدولة تعمل بها وتحكم بها صارت بالية ومنتهية الصلاحية خاصة شرعية المؤسسة العسكرية في الحكم ينضاف إلى ذلك عدم وجود خطط وعدم جود بنية اقتصادية قابلة للتطور فلا يوجد أي قطاع تحقق فيه النجاح والتراكم وهكذا عند تعيين أي وزير أو مسؤول فإنه لا يجد وراءه خطة ولا رؤية لكي يكملها ولا يجد هو الوقت ولا الصلاحيات ولا المناخ لتنفيذ خطته إن كان يملكها في الأساس ينضاف إلى ذلك أيضا عدم شفافية سياسة الإصلاح ومحاربة الفساد وعدم وضوح الرؤية والأهداف والسقف المرتبط بها .
أما المعوقات فهي عدم تقييم النجاحات ولا تقديرها وعدم عزل الإخفاقات وذمها بل تتويجها وترقيتها مع غياب فكر الاستشراف والتخطيط في فكر النظام وأن الحكومة لا تنفذ سياسات واضحة وتراكمية فلكل حكومة أولويات وبدايات ، وقلة عدد السكان وانعدام الكادر البشري المكون والنظيف .
لكن الحقيقة التي تلخص كل ذلك هي أن موريتانيا هي دولة مستقرة على الفشل !وكل الجهود خارج سياق بناء الأسس بل هي في أحسن صورها وأسطع تجلياتها تقويم الاعوجاجات الكبيرة الآئلة بها للسقوط وهو ما نسميه “تزينا”العودة للأساسات (….).
وهذا الأمر سيضطرّني للكتابة في مشروع نهضة بالبلد .

من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى