الحمدانية منهج / الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الامام
بنو حمدان أسرة عربيّة قامت بتأسيس الدولةِ الحمدانيّة، التي حكمت مدينتي الموصل وحلب، ومن أبرز ملوكها سيف الدولة الحمداني الذى قال فيه المتنبي
عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ
وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِم
وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها
وتَصغُـر فـي عَيـنِ العظيم العظائم
لا أعني هنا تلك الدولة ولكنني أعني هذه الأوصاف والنعوت التى خبرتها ورأيتها رأي العين والبصيرة فى شيخنا العلامة حمدا ولد التاه ..
ولقد اعتاد الطلبة الكتابة عن أشياخهم الذين مضوا وما اعتاد الناس أن يكتب عن الأحياء الأحياء ..
لكنني هنا سأخرج عن القاعدة لانعدام الموانع و حصول الشروط ..
لقد عرفت الشيخ حمدا بداية الألفية هذه وعايشته لسنوات طويلة ..
لم أكن لاودعه الا لقيلولة قليلة أو بعد عشاء طويل ..
سامرته وسامرت خلانه وجالسته وجالست خلانه
كان مجلسنا مجلس علم رائع ..
كانت نكت الونشريسي ونوازله حديثنا اذا كنا فى خلوتنا معه .
وكان أبواسحق الشاطبي نموذجنا فى التنظير للمسائل والمستجدات ..
وكنا فى بعض الأحيان نفتش فى مسائل الخلاف العالي مع الشعراني فى ميزانه الكبرى والصغرى ..
لقد مضت سنوات طويلة وبرنامجه اليومي يبدأ عندما يجلس صباحا فى صالونه العامر بإذن الله ويظل الناس بين غاد ورائح حتى تغيب فى مغربها مرات وهو جالس ذاك المجلس يعطى هذا ويعالج ذاك ويتوسط لذاك ويفتى ويوسع على ذاك أو هذه ..
أغلب وقت الشيخ تشغله فتاوى المستفتين لكنه فى بعض الاوقات قد يحضر فيه الترفيه والرقائق ..
لا تعجب إن لقيت هناك النعمة بنت اشويخ أو لبابة بنت الميداح أو ولد الميداح أو ولد انقذي وغيرهم فالبيت بيتهم منذ القديم وحمدا يعرفون ما يطربه وما يسليه ويريحه ..
و لقد كنت من قبل أعرف فى قومي احترامهم للفن والفنانين لكنني ما اعتدت مجالستهم من قبل
فعرفت منه ان مجالستهم لا تضر مروءة لكنها نافعة للاذهان و للابدان ..!!
يتواصل ..