الأخبارعربي و دولي

السعودية تنخرط في سباق الدخول الواسع في أفريقيا

– أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، خلال كلمة له في المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي، أن بلاده تتجه إلى ضخ استثمارات ستغير قواعد اللعبة في أفريقيا، وهو ما يشير إلى أن الرياض تستعد للانخراط في سباق الدخول الواسع في أفريقيا، بالرغم من أن السعودية لم تعلن إلا عن وعْد بضخ 533 مليون دولار.

ويعكس التصريح حجم مراهنة السعودية على أفريقيا كوجهة اقتصادية واستثمارية من ناحية، ومن ناحية ثانية كساحة للتنافس الدولي والإقليمي الذي تريد المملكة أن تكون طرفا مؤثرا فيه بعد أن ظلت تتعامل مع ما يجري في القارة السمراء بحذر رغم تزايد نفوذ قوى إقليمية منافسة لها هناك مثل إيران وتركيا.

ويرى مراقبون أن التصريحات المتفائلة لوزير الاستثمار السعودي، عن استثمارات سعودية ستغير قواعد اللعبة في أفريقيا، تظهر نية الرياض الدخول بقوة في سباق النفوذ الاقتصادي بأفريقيا مستفيدة من تراجع نفوذ دول مؤثرة تاريخيا في القارة مثل فرنسا، وانشغال إيران وتركيا بقضاياهما الداخلية ما يحد من فرص منافستهما لها.

خالد الفالح: السعودية تتجه لضخ استثمارات ستغير قواعد اللعبة في أفريقيا
وستكون المنافسة هذه المرة مختلفة بالنسبة إلى السعودية، فهي لا تبحث عن التأثير الناعم من بوابة الأنشطة الدينية والدعوة، كما كان يحصل في السابق ويضع أمامها العراقيل، وستركز على الاستثمارات، بما يتماشى مع رؤية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

والخميس قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن صندوق الاستثمارات العامة يتجه إلى استثمار ملياريْ ريال (533 مليون دولار) في دول أفريقية.

وقد وردت تصريحات الجدعان على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي بالعاصمة السعودية الرياض، وتستمر أعماله يوما واحدا.

وذكر الجدعان أن المملكة تبدي اهتماما بضخ استثمارات في العديد من الدول الأفريقية، في قطاعات حيوية، مشيرا إلى أن القارة السمراء تمثل إحدى أولويات صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وبدوره أكد وزير الاستثمار خلال كلمة له في المؤتمر أن بلاده تتجه إلى ضخ استثمارات ستغير قواعد اللعبة في أفريقيا.

وقال “حجم الاستثمارات السعودية في دول القارة الأفريقية بلغ حتى الآن 274 مليار ريال (73 مليار دولار). هذا الرقم مرشّحٌ للتصاعد بقوة، خاصة في مجالاتٍ حيوية مثل التعدين، والزراعة والأمن الغذائي، والطاقة التقليدية والمتجددة”.

وزاد “القارة الأفريقية تزخر بفرصٍ استثمارية متميزة، وتملك ثروات طبيعية هائلة، فهي على سبيل المثال تمتلك حوالي 30 في المئة من احتياطي الثروات المعدنية في العالم”.

وأشار إلى وجود مشروعات استثمارية نوعية يجري العمل عليها مع شركات أفريقية في مختلف المجالات الاقتصادية، منها على سبيل المثال السياحة والثقافة وصناعة الأغذية والطاقة.

وانطلقت الخميس أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي بحضور عدد من المسؤولين في المملكة والدول العربية والأفريقية، وقادة المال والأعمال والاستثمار من القطاعين الحكومي والخاص، والاتحادات التجارية والمنظمات الدولية. ولا شك أن الاتفاق الدفاعي الذي تم قبل أشهر مع تشاد سيتيح للرياض فرصة تثبيت نفوذها في أفريقيا ويظهر أنها باتت تعتمد على النفس من دون وسطاء.

وشملت مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها في الرياض عددًا من المجالات الدفاعية، أبرزها تطوير التعاون على مستوى التدريبات والتمارين العسكرية والمساندة الإمدادية والخدمات الطبية العسكرية والتوعية بطرق مكافحة الإرهاب.

وإذا مضت مقاربة السعودية في المجال العسكري مع تشاد إلى أبعد مما هو معلن بشأن مذكرة التفاهم فسوف تبرز الرياض كلاعب إقليمي يتجاوز دورُه الفضاءَ الخليجي. والخميس وقّع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان خمس مذكرات تفاهم بين المملكة وعددٍ من الدول الأفريقية، هي إثيوبيا والسنغال وتشاد ونيجيريا ورواندا.

  1. وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) بأن المذكرات التي وُقّعت خلال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي، الذي انعقد في العاصمة الرياض، شملت التعاون في مختلف مجالات الطاقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى