أخبار موريتانياالأخبار

السفير الفلسطيني في نواكشوط: عالمنا ظالم قاس لئيم حاقد تقوده العنصرية والكراهية

نظم السفير الفلسطيني في موريتانيا د. محمد الأسعد صباح اليوم بمقر السفارة في نواكشوط، نقطة صحفية لخص فيها الموقف الفلسطيني من جرائم الاحتلال الصهيوني وما تتطلبه المرحلة الراهنة من تلاحم ووحدة في وجه إرهاب وعنهجية الاحتلال الصهيوني وما يشنه من حرب إبادة شد الشعب الفلسطيني في كل مكان.

وقال سعاد السفير “نذكر العالم بأننا حذرنا مرارا وتكرارا من النتائج المترتبة على استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، بما يرافقه من ارتكاب انتهاكات وجرائم يومية ضد المواطنين المدنيين العزل وأرضهم ومقدساتهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومنشآتهم ومؤسساتهم، على يد قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين المنظمة والمسلحة، وفي وضح النهار وسط تحريض ودعم وإسناد أركان أساسية في الحكومة الاسرائيلية أمثال المجرمين بن غفير وسموتريتش”.

وأضاف: “نعم لقد حذرنا مطولاً من ازدواجية المعايير الدولية والصمت الدولي على جميع إجراءات اسرائيل أحادية الجانب غير القانونية وفي مقدمتها الاستيطان واستباحة المقدسات الإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، وما يتعرض له من اقتحامات تهويدية من أجل تكريس تقسيمه الزماني.

اليوم أيها السادة من حقنا أن نسأل: ما هي النتيجة لكل ما سبق ذكره، من حصار ظالم غير إنساني لقطاع غزة ومحاولات تكريس فصله عن الضفة الغربية، إلى انتهاكات وجرائم الاحتلال والمستوطنين، إلى فشل دولي في تطبيق القانون الدولي على الحالة في فلسطين المحتلة؟”

وهذا هو النص الكامل لكلمة سعادة السفير محمد الأسعد أمام الصحفيين الموريتانيين والمراسلين الدوليين:

الإخوة ممثلي وسائل الإعلام

الإخوة الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اسمحوا لي أن أستهل كلمتـي بالتوجه بتحية إكبار وإجلال لأبناء وبنات الشعب الفلسطيني العظيم، الذين يواجهون اليوم حرب إبادة مسعورة من قبل الاحتلال العنصري الاستعماري الاسرائيلي الغاشم، وأن أترحم على شهدائنا الأبرار، وأتمنى لآلاف الجرحى الشفاء العاجل، واسمحوا لي أيضا ان أعبـر بالنيابة عنكم عن فخرنا واعتزازنا بالشعب الفلسطيني الأبي في قطاع غزة الحبيب، وسائر فلسطين الذي يواجه بعزة وكرامة بطشا ساحقا ويبقى صامدا بشكل أسطوري.

 

الإخوة والاخوات..

بداية نود أن نذكر العالم بأننا حذرنا مرارا وتكرارا من النتائج المترتبة على استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، بما يرافقه من ارتكاب انتهاكات وجرائم يومية ضد المواطنين المدنيين العزل وأرضهم ومقدساتهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومنشآتهم ومؤسساتهم، على يد قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين المنظمة والمسلحة، وفي وضح النهار وسط تحريض ودعم وإسناد أركان أساسية في الحكومة الاسرائيلية أمثال المجرمين بن غفير وسموتريتش.

نعم لقد حذرنا مطولاً من ازدواجية المعايير الدولية والصمت الدولي على جميع إجراءات اسرائيل أحادية الجانب غير القانونية وفي مقدمتها الاستيطان واستباحة المقدسات الإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، وما يتعرض له من اقتحامات تهويدية من أجل تكريس تقسيمه الزماني.

اليوم أيها السادة من حقنا أن نسأل: ما هي النتيجة لكل ما سبق ذكره، من حصار ظالم غير إنساني لقطاع غزة ومحاولات تكريس فصله عن الضفة الغربية، الى انتهاكات وجرائم الاحتلال والمستوطنين، إلى فشل دولي في تطبيق القانون الدولي على الحالة في فلسطين المحتلة؟

 

الإخوة والأخوات..

يصعب علينا وصف ما يشهده قطاع غزة اليوم من مجازر جماعية أشبه ما تكون بالإبادة بجميع أنواع الأسلحة حتـى المحرمة دوليا، إننا إزاء كارثة إنسانية تتشكل أمام ناظرينا، تتمثل بالقتل المستهدف والتدمير الممنهج، والترحيل القسري، عن قطع المياه والكهرباء والوقود والغذاء والدواء، عن تدمير المنازل وتشريد قاطنيه في حال لم يتم تصفيتهم بالكامل، عن تدمير البنيةالتحتية وكل ما يرمز الى حياة يومية في غزة، يريدون أن يعود قطاع غزة كما كان قبل مئات آلاف السنين بدون قاطنيه، منطقة عازلة مفرغة أمنية، وهناك من يصفق أو يغمض أعينه يتجاهل حقيقة ما يحدث، أو يبـرر تلك الجرائم، عالمنا ظالم قاس لئيم حاقد، تقوده العنصرية والكراهية، يقضي على التعاون والتعايش، إنهم أولئك من يريد ان يعلمنا الدروس وهم من يستحقها، أولئك يتباهون بالديمقراطية والقانون وهم من يخرقوها، وحتـى هذه الساعة بلغ عدد الشهداء 2670 شهيداً و9600 جريحاً معظمهم من الاطفال والنساء، وتدمير أكثر من 30.000مبنـى وتشريد أكثـر من مليون إنسان، وتدمير 14 مشفى بالإضافة ألى تدمير البنية التحتية والمدارس والجوامع والمقرات الحكومية والبنوك والمصانع، إنهم يتجهون إلى التدمير الشامل.

يكفي شعبنا دعمكم وموقفكم وموقف موريتانيا قيادةً وحكومةً وشعباً، وأحزاباً ومؤسسات على رأسها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وموريتانيا من أوائل الدول التي أعلنت إدانتها واستنكارها لهذا العدوان الغاشم وإدانتها للمجزرة البشعة بحق مستشفى المعمداني وإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام في موريتانيا، وأيضا دعم الشعوب الحرة في العالم ويكفيه ما بدأ يراه من تحركات شعبية في كثيـر من عواصم العالم، تنتفض على الظلم وعلى سياسات حكوماتها، المهم الآن هو وقف تلك الإبادة ووقف هذه الكارثة، وقف العدوان والقتل والدمار، أسر وعائلات بأكملها شطبت من السجل المدني، مدارس ومنازل وعمارات وأبراج ومؤسسات ومساجد ومستشفيات ومناطق بأكملها سويت بالأرض، عملية تهجيـر تحت القصف للمواطنين المدنيين العزل، استهداف كل شيء في قطاع غزة، الأطفال، النساء،كبار السن، المرضى، في جرائم ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تتم على شاشات الفضائيات أمام العالم بغطاء من اطراف دولية متسرعة اعطت نتنياهو الضوء الأخضر لاستباحة القطاع بمواطنيه ومعالمه، لدرجة بات المسؤولين الاسرائيليين يتفاخرون بما يرتكبونه من جرائم يندى لها جبين البشرية بحجة)الدفاع عن النفس(، بعض الأطراف الدولية فوضت نتنياهو وحكومته ارتكاب إبادة جماعية بحق أهلنا في قطاع غزة، بما في ذلك قطع المياه والكهرباء والمواد الطبية والغذائية والوقود، استهداف الطواقم الطبية، الصحفيين والإعلاميين، لم يبق شيء في القطاع إلا وتم استهدافه، هل هذا دفاع عن النفس؟ أم مخطط له مسبقا؟؟ هل توجيه الغزيين من قبل أطراف اسرائيلية بالخروج من قطاع غزة دفاعا عن النفس؟؟

من جهة اخرى يظهر توجه خطيـر تديره بعض الدول الاوربية بوقف وتجميد المساعدات التنموية عن فلسطين، وهذا عقاب مباشر للشعب الفلسطيني، هذا اسمه إفلاس سياسي وعنصرية مفرطة وفقدان للبوصلة السياسية وتخبط تحت ضغط اسرائيلي وصهيوني أوروبي، إذا كانوا يعتقدون ان هذا سيخضع شعبنا للموافقة عما رفضه بدماء أبناءه طوال سنين طويلة، فهم واهمون.

 

الإخوة والأخوات..

نطالب بوقف العدوان والحرب فوراً، ولا يجوز للمجتمع الدولي أن يبقى صامتاً إزاء ما يتعرض له شعبنا من جرائم ومجازر.إن ما اقترفته اسرائيل من ارتكاب مجزرة بحق مستشفى المعمداني فإننا نحمل الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات حربها المدمرة والكارثة الانسانية التـي حلت بشعبنا في قطاع غزة، وتداعياتها ليس فقط على ساحة الصراع وإنما على المنطقة برمتها، ونرى ان نتنياهو يحاول التغطية على فشله السياسي من خلال ارتكاب جرائم بشعة بحق المدنيين الفلسطينيين وبالكارثة الانسانية التي حلت بهم، هروباً من تحمله مسؤولية فشل سياساته ومواقفه المعادية للشعب الفلسطيني، في ذات الوقت نعبـر  عن استغرابنا الشديد من مواقف بعض الدول التـي لم تتخذ حتـى الآن موقفاً واضحاً تجاه الجرائم ضد الانسانية التـي ترتكبـها اسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين العزل على الفضائيات والشاشات وأمام وسائل الإعلام. وندين بأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في المستشفى المعمداني بغزة، ونعتبرها جريمة ضد الانسانية يحاسب عليها القانون.

ونطالب بتدخل دولي عاجل لإجبار دولة الاحتلال على وقف حربها المدمرة على قطاع غزة وجرائم التطهير العرقي بحق أبناء شعبنا.

ونطالب قادة العالم بإدانات قوية لهذه المجزرة، لهذه المذبحة، لهذا العمل الإرهابي الاسرائيلي، والمطالبة بمحاسبتهم ووقف أي اتصال رسمي مع دولة الارهاب الاسرائيلي، وضرورة توفير الحماية الفورية للشعب الفلسطيني الأعزل.

ننتظر من كل قادة العالم إدانة لا لبس فيها وواضحة وتدين إرهاب دولة اسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة وتحديدا المجزرة التـي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا في المستشفى المعمداني.

كما نطالب قادة العالم إجبار اسرائيل على وقف عدوانها على قطاع غزة ووقف القصف الارهابي المتواصل بحق شعبنا هناك.

أي تقصير من قادة العالم بتحمل مسؤولياتهم أمام هذا الحدث يجعلهم شركاء في الجريمة وفي هذه المجزرة.

إن الكارثة الماثلة أمامنا وما تفرض علينا مسؤوليات جسام وواجب الإصرار  على الحل الجذري ومعالجة الظلم الأساس ومصدر الوحشية والعنف الأساسي والوحيد وجذر الصراع وهو  الاحتلال الاستعماري، فمن غيـر المقبول التعاطي بجدية مع التصريحات والمواقف السطحية التـي تشوه حياة الفلسطينيين وحقوقهم، او تجردهم من إنسانيتهم، أو تجاهلها، وتعالج فقط أعراض هذا الظلم الذي طال أمده. ودون ذلك سيبقى العنف والتطرف والعنصرية والاحتلال والاستيطان وارتكاب المزيد من الجرائم والدمار هو سيد الموقف.

وفي النهاية، وكما قال السيد الرئيس ابو مازن :

لن نقبل إطلاقاً اي كلام غير وقف الحرب

لن نرحل من أرضنا ولن نسمح لأحد بترحيلنا

لا لنكبة اخرى

ندعوا جماهيرنا الفلسطينية الى الوحدة والتلاحم لأن الوضع خطير جداً

معاً وسوياً حتى القدس حتى القدس عاصمة فلسطين الأبدية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى