الوحدة الوطنية أعزُّ مطلوب / بقلم : السيناتور السابق مصطفى سيدات
يتكلم الجميع عن الوحدة الوطنية منذ الاستقلال، ويرغب في تعزيزها ويخاف عليها، ومع ذلك لا يبذل الكثير لصيانتها والدفاع عنها عندما تتعارض مع مصالحهم الضيقة وطموحاتهم الآنية.
إن من المعوقات الأساسية التي ما زالت قائمة وتشكل عقبة حقيقية ، التفاوت الطبقي والاجتماعي وعدم التكافؤ في الاستفادة من خدمات الدولة وعدم تطبيق معايير ثابتة للتشغيل والترقية تكون متعارفا عليها ومحترمة ونزيهة، مبنية على أساس الكفاءة والخبرة والمهنية. كما يشكل غياب العدالة في التمثيل السياسي وفي التعينات في المناصب الإدارية، وفي توزيع الثروة الوطنية والمرافق العمومية والمشاريع والاستثمارات والبنية التحتية، بعدالة وشفافية تامة بين الولايات والمقاطعات والبلديات والمواطنين، عقبة من نوع آخر تتطلب و بسرعة التغلب عليها .
تشكل التنظيمات ذات الطابع العرقي أو الشرائحي أو القومي أو القبلي أو الجهوي خطرا علي الوحدة الوطنية لأنها تنمي لا محالة روح الانعزالية والتصادم الاجتماعي والتفرقة ويجب على الجميع الصرامة في مواجهتها بحزم .
و من أسباب التفاوت الطبقي والاجتماعي وانتشار الفقر: الموروث التاريخي وضعف أساليب الإنتاج وغياب سياسة استصلاحية واستثمارية ناجعة وتأثير التغيرات المناخية والبيئية القاسية.
إن تشجيع الاختلاط بين القوميات والشرائح في القرى والتنظيمات المهنية و النقابات والاحزاب السياسية والمنظمات الثقافية والمدنية ، والقيام بمشاريع تنموية وثقافية مشتركة سيعزز لاشك من الارتباط والتفاهم ويبني جسور الاحترام والمحبة وتبادل المصالح وينمي التضامن والأخوة بين المواطنين .
هذا الاختلاط المنشود سيفضي بطول الوقت إلى تداخلات اجتماعية ومصاهرات تعزز هي الأخرى بدورها من اللحمة والتفاهم وتقلل من الفوارق الثقافية والاجتماعية.
كما سيمكن احترام الخصوصية الثقافية لكل القوميات وتطوير اللغات المحلية وإدخالها في التعليم من تسهيل التفاهم والتعامل بين المواطنين من مختلف القوميات.
إن على القائمين على الشأن العام التفكير بجدية حول تعزيز الوحدة الوطنية واتخاذ كل التدابير اللازمة وبالسرعة المطلوبة، للبدء في التشاور بين كل الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين للاتفاق على ميثاق وطني مُرْضٍ
و الله ولي التوفيق