مقالات و تحليلات

ثورة الروح / بقلم : المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي

معالي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي/ كاتب ومفكر ، مدير ديوان سابق للرئيس الاماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

لحظة فارقة مرت في حياة الشعب المصري يوم 30 يونيو غيرت مسار تاريخ وطن كان منبع الحضارة الإنسانية من آلاف السنين.

 

تداعت أرواح الماضي من أبناء الشعب المصري صُناع الحضارة ودعاة العلم والموحدين، واحتشدت تلك القوة الكامنة في جينات المواطن المصري تتحدى كل الجبابرة والذئاب والثعالب الذين خططوا لاختطاف الدولة المصرية وتجريدها من تاريخها وحضارتها؛ حتى لا يستمر نورها يضيء للعالم معاني العدل والحرية والسلام والتعاون وصحوة الضمير.

 

فاستعان الأعداء التاريخيون للدولة المصرية بحلفائهم الذين استطاعوا تطويعهم والسيطرة على مقدراتهم وقرارتهم السياسية والمالية والإعلامية، وسخروهم في محاصرة الشعب المصري وتمزيق الوحدة الوطنية وفك الارتباط والتلاحم بين مكوناته؛ ليسهل تقسيمها وتوزيع ولاءات الشعب إلى طوائف وفرق تقاتل بعضها كما حدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال.

 

واستعانوا بمن تربّوا في أحضان المستعمر البريطاني -الإخوان المسلمين- الذين أنشأتهم المخابرات البريطانية سنة 1928م ليكونوا الطابور الخامس، لتوظيفه لتنفيذ مخططاتهم في إسقاط الدولة المصرية والقضاء على مقدراتها لتتمكن إسرائيل من تحقيق حلمها التاريخي بقيام دولتهم من النيل إلى الفرات، ويتحقق الانتقام التاريخي من المصريين من تجفيف نهر النيل وإصابتها بالجفاف فتموت الأنعام من بقر وخرفان وتتساقط الطيور من العطش، ويموت الناس في الطرقات.

 

30 يونيه علامة في التاريخ

حينها يستمتع الإسرائليون بالعقاب الإلهي كما تدّعي كتبهم في العهد القديم والتلمود وتشاء العناية الإلهية أن تفشل مخططاتهم في يوم أعد الله لهم مفاجأة صادمة لكل أمنياتهم، بخروج الشعب المصري عن بكرة أبيه منادياً بصوت اهتزت له الأرض والسماء: (لن تمروا فوق أرضي، لن تمروا ودماء الشعب تسري في رمال الأرض زرع وياقوت ودر؛ ليبقى يوم 30 يونيو علامة ووسام على كتب التاريخ).

 

صرخة شعب أطاحت بالقوة الجبارة لاستعباد الشعب المصري وإذلاله، فمن ناحية تم إسقاط حلم الإخوان، كما سقط حلم بني صهيون، ومن ناحية أخرى نسمع بكاء مسز (كلينتون) وحزنها على ضياع أملها الذي تم التخطيط له منذ سنة 2008 م تحت إشراف المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، تحت رعاية الرئيس السابق أوباما الذي ألقى خطابًا في جامعة القاهرة العريقة يدشّن به بداية تنفيذ المخطط الشيطاني على يد إخوان الشيطان الذين خدعوا المسلمين بتوظيف رسالة الإسلام الخالدة التي تدعو للرحمة والعدل والحرية والسلام والتعاون والدفاع عن الحق في خدمة أعداء الإسلام لتدمير الوطن العربي.

 

نجحوا فى العراق وسوريا واليمن والصومال، وفشلوا أمام عظمة الشعب المصري وإيمانه بحضارته وتاريخه المجيد، وستظل مصر بوعي قادتها وإدراك شعبها في التلاحم بين كل أطيافه صخرة تتحطم عليها كل مؤامرات الصعاليك من الذئاب والثعالب، ولم يدركوا بأن الله سبحانه حين تجلّى على أرض مصر إنما نشر نوره في كل حبة رمل من رمالها، وأيقظ في أبناء الشعب المصري روحًا تثور على الظلم.

 

تدافع عن الحق، تستقبل المستضعفين، تعين المكلومين تقف مع أشقائها في السراء والضراء؛ فالله حاميها وباطل كل من يدّعي نفسه وكيلًا عن الله في الأرض أو مرسلًا منه سبحانه؛ لينشر الإسلام وأن -الإسلام هو الحل- ذلك الشعار المخادع، فالله سبحانه لم يرسل غير محمد عليه الصلاة والسلام، رسولًا للناس ليبلغهم رسالته وخاتمًا للنبيين.

 

إخوان الشياطين خدعوا الشعب المصري

ولذلك فعلى الشعب المصري أن لا ينساق خلف أتباع الشيطان والمنافقين الذين يظهرون على الناس بملابس الوداعة والرأفة، إنما هم ذئاب في ملابس حمل وديع.

 

فكم أحرقوا من مراكز الشرطة، وكم دمروا من مؤسسات عامة ملك للشعب المصري، وكم من عمليات اغتيال نفذوها إلى اليوم، وكم أنشأوا فرقًا إرهابية تنشر الخوف والفزع وتهدد حياة المواطن المصري باسم الإسلام.

 

لقد سولت لهم نفوسهم الشريرة بشن حرب على الله ورسوله ودينه فباسمه يقتلون ويدمرون ويحرقون،  يشردون النساء والكهول والأطفال، فكانت صرخة الشعب المصري في 30 يونيو أقضت مضاجعهم وتبخرت أحلامهم وسقطت كل آمالهم في التسلط على حكم مصر.

 

حمى الله مصر وحفظ شعبها وأعان رئيسها ليستمر مع شعبه في تحقيق الإنجازات والتطور، بيد تبني ويد تحمل السلاح لترهب أعداء الله وأعداء الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى