أكد الكاتب والصحافي الإماراتي محمد الحمادي، والإعلامي الكويتي عمار تقي، أن المرونة وسرعة الاستجابة هي الفيصل في التواصل، وأوضح الحمادي أن من أهم نماذج المرونة تقليص الإجراءات البيروقراطية التي تعطل العمل، وتعزيز ثقة الجمهور من خلال سياسات الاتصال المرنة والذكية والسريعة والتواصل مع الشارع والناس وتدريب المسؤولين الحكوميين على طرق التخاطب. جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “الاتصال الحكومي.. ركيزة المرونة والاستجابة في المؤسسات الحكومية”، التي استضافتها قاعة “شبابنا ثروتنا”، ضمن فعاليات اليوم الثاني للدورة الـ13 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي.
الشارقة 24:
ضمن فعاليات اليوم الثاني للدورة الـ13 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار “حكومات مرنة..اتصال مبتكر”، استضافت قاعة “شبابنا ثروتنا” جلسة بعنوان “الاتصال الحكومي.. ركيزة المرونة والاستجابة في المؤسسات الحكومية”، وشارك فيها كل من الكاتب والصحافي الإماراتي محمد الحمادي، والإعلامي الكويتي عمار تقي، وأدارتها الإعلامية الأردنية هند خليفات، مدير عام منصة دراية للمتحدثين.
أكدت الجلسة التي أقيمت بالتعاون مع دراية ومركز الشباب العربي، على أهمية المرونة وسرعة الاستجابة في الاتصال الحكومي، وضرورة إذابة المسؤولين في الحكومات العربية لجبل الجليد الذي يفصلهم عن الناس.
سرعة الاستجابة
محمد الحمادي، مهد مداخلته في الندوة بحديث حول الفروق بين الحكومات الناجحة والحكومات الفاشلة، مبيناً أن المرونة وسرعة الاستجابة هي الفيصل في التواصل، ما يتطلب من الحكومات إعطاء أهمية أكبر لإيصال المعلومة بشفافية واحترام للجمهور، لأن حق المعرفة والاتصال من الحقوق الأساسية التي كفلتها المواثيق الدولية، وترك الجمهور بلا معلومة وبلا رؤية يدفع إلى مزيد من اللغط، لذلك على المسؤولين في الحكومات أن تكون لديهم الشجاعة في المرونة والتعاطي لتصحيح المغالطات ورفع اللبس خلال الأزمات.
تقليص البيروقراطية
وأكد الحمادي أن إشكالية العديد من حكوماتنا العربية بخصوص التواصل تكمن في التأخر في الرد أو عدم الرد، وعدم التعامل مع الأحداث بسرعة وحجب المعلومات، وقد رأينا كيف تفاقمت الأحداث في “الربيع العربي” بسبب عجز بعض الحكومات عن مواكبة الأحداث وطرقها المتباينة في الاتصال، ما خلق عدم ثقة في التصريحات.
وأشار إلى أن من أهم نماذج المرونة تقليص الإجراءات البيروقراطية التي تعطل العمل، وتعزيز ثقة الجمهور من خلال سياسات الاتصال المرنة والذكية والسريعة والتواصل مع الشارع والناس وتدريب المسؤولين الحكوميين على طرق التخاطب ليكونوا جاهزين في أوقات الأزمات والأوقات التي تتطلب التصريح العاجل.
تحفظات وقيود
كشف الإعلامي عمار تقي، صاحب برنامج “الصندوق الأسود” الحواري، أن المسؤولين الحكوميين في العالم العربي يكونون أقل تحفظاً بعد ترك المنصب، حيث تتمدد مساحات الحوار معهم دون قيود، أما العلاقة بهم وهم على رأس أعمالهم فهي علاقة شائكة، حيث تكون التصريحات خاضعة للعديد من التحفظات والقيود، مبيناً أن الإشكالية المزمنة تكمن في طريقة التعاطي مع وسائل الإعلام، وهو أمر يبدأ مبكراً من خلال تهيئة الأجواء الشفافة في الاتصال الحكومي، وعدم إخفاء المعلومة ومواجهة الجمهور وإذابة جبل الجليد الوهمي الذي يفصل المسؤول عن الناس.
الاستماع.. الوصفة السحرية
ولخص عمار تقي الوصفة السحرية للمسؤول الحكومي لكي ينجح في الاتصال تتجسد في التواصل المباشر والنزول إلى الميدان ومعرفة المشاكل والاختلالات من خلال الاستماع الجيد، لأن الاستماع من أهم الخطوات، كما عليه أن يتحدث ويحاور، ويعرف كافة وجهات النظر، لأن الحقيقة لا يمكن اختزالها في وجهة نظر واحدة، فحين يستمع المسؤول الحكومي لكافة وجهات النظر بإمكانه اتخاذ قرارات موضوعية وسليمة، كما على المسؤولين الحكوميين التدرب على مهارات الاتصال الجماهيري، مع الامتلاك الضروري لأساسيات هذه المهارات، خصوصاً إذا كانوا متحدثين رسميين، مثل مخارج الحروف واللغة السليمة والإلقاء الجيد.