زيارة العراق وجولة فى معالم بغداد/ بقلم الإعلامي والدبلوماسي البارز الأستاذ محمد الحافظ ولد محم
خلال زيارته مؤخرا للعراق ممثلا لاتحاد المجال الإسلامية في الدورة 34 للبرلمان العربي زار الأستاذ محمد الحافظ ولد محم معالم العراق رفقة الوزير الأول الأسبق محمد الأمين ولد أكيك ممثل الجامعة العربية لدى مؤتمر بغداد
الصدى – خاص/
ووجدت شعب العراق كما عهدته شعبا كريما ودودا ، شهما أبيا، معتزا بانتمائه العربى والإسلامي، واثقا من قدرته على تجاوز كل الصعاب
لقد زرت العراق فى الفترة ما بين 24 و 27 فبراير 2023 ، ووجدت شعب العراق كما عهدته شعبا كريما ودودا ، شهما أبيا، معتزا بانتمائه العربى والإسلامي، واثقا من قدرته على تجاوز كل الصعاب ، مقدرا لكل الأشقاء وقوفهم معه فى الظروف الحرجة التى عاشها .
جئت إلى العراق لحضور المؤتمر الرابع والثلاثون للاتحاد البرلماني العربي وكانت ءاخر زيارة لى للعراق ، قبل ذلك هي فى سنة 1987 ، حيث حضرت مهرجان بابل ، مع وفد موريتاني من قطاع الثقافة والشؤون الإسلامية والاعلام ، وكان الوفد برئاسة الاستاذ محمد محجوب ولد بيه مدير الثقافة حينها ، وضم إلى جانبه الاستاذ والعلامة اسلم بن سيدى المصطف المدير العام للمعهد العالى للدراسات والبحوث الإسلامية حينها ، والزميل محمد عبد الله بن التلاميد مدير صحيفة شنقيط ، والمرحوم الفنان سيمالى بن همد فال ، وكاتب هذه السطور ، رئيس تحرير جريدة ،”الشعب” حينها .
وما بين 1987 و2023 شهد العراق العظيم الكثير من التطورات ، ومن أفظع ما عاشه هذا الشعب العظيم الحرب عليه التى أراد اصحابها ان يعيدوه إلى العصر الحجري، ولكن شعب العراق نهض من تحت الركام كما فعل حينما هاجمه المغول وحرقوا كل شيء فى بغداد .
جئت إلى بغداد ليلة الجمعة 24 فبراير واستقبلت بحفاوة فى المطار من طرف النائب فى البرلمان العراقي ورئيس إحدى لجانه سعادة السيد محمد صديق خوشناو وتفاءلت خيرا حينما قدم لى مرافقى نفسه وقال لى انه اسمه المنصور ونزلت فى فندق المنصور كذلك .وكان سيدنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام يتفاءل بالاسم الحسن .
طلبت من مرافقى ان يخبر المنظمين اننى أرغب فى زيارة سيدنا علي بن أبى طالب كرم الله وجهه فى النجف وان أزور سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما فى كربلاء .وابلغني ان ذلك صعب بسبب ضرورة اتخاذ الاحتياطات الأمنية، وحينما اختزلت فترة المؤتمر فى يوم واحد اعدت الطلب لكن قالوا ان قصر فترة مقامى تحول دون ذلك .وأرجو من الله ان يتقبل نيتى ، باعتبار أن نية المومن أبلغ من عمله فقد كنت مشتاقا لهذه الزيارات .
زيارة لمعالم بغداد استجابة لرغبة ممثل الجامعة العربية محمد الأمين ولد أكيك
وفى مساء اليوم الذى يسبق يوم مغادرتنا استجاب المنظمون لطلب معالى الدكتور محمد الامين بن اكيك رئيس الحكومة الموريتانية الأسبق وممثل جامعة الدول العربية فى الاجتماع بزيارة بعض معالم بغداد ورافقته انا وصديقنا السيد حسن علي عبد الرحمن ممثل الاتحاد البرلمانى الافريقي وسعادة الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي ، وكان معنا فى بعض مراحل الزيارة الأمين العام لبرلمان البحر الأبيض المتوسط ، وكان مع كل منا مرافقه مع فرقة مسلحة لحماية أمننا.
كانت أول محطات الزيارة ” نصب الشهيد ” ، وهو معلم من معالم مدينة بغداد يتمثل فى نصب تذكاري صممه النحات العراقي إسماعيل فتاح الترك عام 1983 ، ويبدو من بعيد كما لو انه قبة مسجد قطعت نصفين وطول كل جزء 40 مترا . وفى وسطها نصب للعلم العراقي ، وقالوا لنا ان فى الداخل متحف كبير لكن لم نزره لأننا جئنا قريبا من الليل .
ثم بعد ذلك زرنا ساحة التحرير وهي إحدى الساحات الرئيسية في وسط مركز مدينة بغداد ، و يزينها على الجانب الشرقي منها نصب كبير يعرف باسم نصب الحرية والذي صممه ونفذه النحات العراقي جواد سليم، حيث تقع واجهة النصب على ساحة التحرير وعلى الجانب الغربي من الساحة يقع جسر الجمهورية،.وتزينها كذلك نافورات مياه بالوان زاهية خاصة فى الليل .
شارع المتنبي
زرنا بعد ذلك شارع المتنبي في وسط العاصمة العراقية بغداد بالقرب من منطقة الميدان وشارع الرشيد. ويعتبر شارع المتنبي السوق الثقافي لأهالي بغداد حيث تزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها ومجالاتها .
وشاهدنا الكتب معروضة هنا وهناك مع اننا جئنا فى الليل .
وفى نهاية الشارع تمثال للمتنبى كتب عليه بيت المتنبي:
انا الذى نظر الأعمى إلى أدبى & وأسمعت كلماتى من به صمم
كرم عراقي أصيل… و شاي عراقي بثلاثة كؤوس !!
وقد زرنا مقهى الشابندر الشهير والتقينا بالحاج محمد الخشالى الذى يدير المقهى منذ عشرات السنين وشربنا مع الحاج محمد الشاي وهو يحدثنا عن تاريخ العراق ، وقد زين المقهى بصور تاريخية من عهد الملكية فى العراق . ورفض أصحاب المقهى مغادرتنا قبل أن نشرب ثلاث كؤوس من الشاي واحد من الشاي الحامض كأنه أضيف اليه الليمون .
ولم نكن على علم بأن طقوس الكؤوس الثلاثة من الشاي توجد خارج بلادنا موريتانيا .
حرص العراقيون خلال هذه الزيارة على إكرامنا أيما إكرام، فخلال مقامنا القصير حضرنا مأدبة غداء نظمها رئيس البرلمان العراقي وحضرها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إلى جانب المدعوين ، وحضرنا مأدبة عشاء نظمها رئيس الوزراء العراقي على شرف الضيوف .
وكنا موضع ترحيب واكرام حيثما حللنا .
الأمر الثانى الذى حرص عليه العراقيون هو المحافظة على أمننا، فقد جندت لذلك فرق مسلحة فى سيارات مصفحة ترافق سياراتنا ، وفيها جنود على أهبة الاستعداد لكل طارئ .
إشادة بمؤتمر بغداد
على صعيد آخر أود أن اشيد بالظروف التى جرى فيها مؤتمر الاتحاد البرلمانى العربي فى بغداد ، ويعود الفضل فى ذلك للبرلمان العراقي بتنظيمه المحكم ، ولمعالى الأمين العام للاتحاد السيد فايز الشوابكة الذى يمتلك تجربة غنية فى تنظيم المؤتمرات وهو حائز على ثقة مستحقة من جميع الأعضاء بل ومن المنظمات التى لها علاقة بالاتحاد .
واختم هذه الدردشة ببعض ما تضمنه ” اعلان بغداد ” الصادر عن المؤتمر :
اولا : أكد المشاركون ان المؤتمر ينعقد فى وقت استلزم منا إعادة الزخم لقيم التضامن والتلاحم والتعاضد بين الشعوب العربية التى باتت بأمس الحاجة لتطبيق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ” مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” .
ثانيا: ان هذا الاجتماع ينعقد فى بغداد ، أرض الحضارات القديمة والإرث التاريخي العريق ، وهو اجتماع يجسد أسمى قيم التضامن العربي ومساعدة الأشقاء لبعضهم وغيرتهم على استقرار العراق الأبي وسيادته وازدهاره .
ثالثا ؛ لا يغيب عن ذاكرتنا العربية ان العراق الشقيق كان وما يزال سباقا لبذل اي جهد او مسعى يصب فى المصلحة العليا للأمة العربية والإسلامية ، فضلا عن كونه البلد العربي الذى شهد تأسيس اول دولة مدنية فى التاريخ.
—————————————–
صورة مع العلم الوطني… وإشكالية المقعد الشاغر !!!
بدافع الحنين إلى الوطن والاعتزاز بعلم الجمهورية الإسلامية الموريتانية قررنا نحن الثلاثة أن نلتقط صورا مع العلم الوطني إلى جانب أعلام الدول العربية ، بعد أن بحثنا عن وفد موريتانيا ولم نجده .
نحن ( فى الصور المرفقة ) :
– صاحب المعالى الدكتور محمد الامين بن اكيك رئيس الحكومة الأسبق والاطار النزيه الكفء الذى تقلد العديد من المناصب السامية وهو حاليا الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس قطاع الشؤون القانونية ، وجاء لهذا المؤتمر لتمثيل جامعة الدول العربية .
– سعادة السيد حسن علي عبد الرحمن نائب فى برلمان النيجر وجاء لهذا المؤتمر ليمثل الاتحاد البرلماني الافريقي( وهو رجل من قبيلة لغلال أحفاد ابى بكر الصديق رضي الله عنه ، ولد فى النيجر وعاش فيها وهو مرتبط بمحيطه القبلي فى موريتانيا ، وقد التقيت به عدة مرات فى مؤتمرات الاتحاد البرلماني الافريقي وفى مؤتمر رابطة برلمانيون من أجل القدس ، يمثل بلاده احسن تمثيل ومعتز باصوله ) .
– كاتب هذه السطور ( محمد الحافظ بن محم ) وقد جئت لهذا المؤتمر لتمثيل اتحاد مجالس الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامي الذى اتقلد فيه منصب مستشار ، مدير ديوان الأمين العام .
هكذا التقينا ثلاثتنا فى المؤتمر الرابع والثلاثون للاتحاد البرلماني العربي الذى افتتح يوم السبت 25 فبراير 2023 فى العاصمة العراقية – بغداد تحت شعار : ” الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته ” .
وقد حرص العرب على تجسيد هذا الشعار من خلال حضور غالبية البرلمانات العربية وممثلة فى غالبيتها برؤساء البرلمانات ، لابراز دعمهم لاستقرار العراق وسيادته .
وقد تغيب البرلمان الموريتاني عن هذا المؤتمر على الرغم من أن العراق له منة علينا بل وعلى كل العرب كما ورد ذلك على ألسنة بعض المتحدثين ولكننا التمسنا العذر لبرلماننا بأنه قد دخل أجواء الانتخابات المقبلة .
وأتمنى أن يجعل برلماننا المقبل من أولوياته عدم ترك مقعد موريتانيا شاغرا فى المؤتمرات البرلمانية العربية والافريقية والإسلامية وكذلك الدولية .
وأنه ليؤلمنى ويحرجنى كثيرا أن احضر مؤتمرا وأشاهد مقعد بلادى شاغرا ، وحينما يسألني المنظمون لا أجد جوابا مقنعا يشرف بلادى .
ولعل بعض مسؤولينا لا يدركون أن سياسة المقعد الشاغر تؤثر سلبا على سمعة بلادنا التى ترك لها الأجداد سمعة طيبة خاصة فى محيطها العربي والافريقي والإسلامي.
ويشاطرنى الدكتور محمد الامين بن اكيك نفس مشاعر الحرص على حضور موريتانيا لاجتماعات أية منظمة تنتمى إليها.
ويبقى علمنا الوطنى رمز لعزتنا وكرامتنا .
محمد الحافظ بن محم