صناعة المحتوى السياحي / بقلم : الإعلامي محمود النشيط
المصدر : الكاتب /
تعرف صناعة المحتوى بأنه “المساهمة في نشر معلومات في سياقات محددة، عن طريق وسائط وعلى الأخص وسائط الإعلام الرقمي، وذلك لفائدة المستخدم النهائي ويسمى الجمهور.” ، إلا أن الواقع الذي نشاهده خاصة بما يتعلق في الشأن السياحي يغلب عليه بعض المبالغة التي يمكن أن يطلق عليها مصطلحات أخرى بعيدة عن التعريف.
التعريف واضح وصريح، ويصلح العمل به في جميع القطاعات ولم يستثني أي مجال ولأي سبب كان، وبالتالي على من يقدم المحتوى أن يلتزم بمعايير العمل المتعارف عليها ولا يخرج عن سياق الواقع لا بالمبالغة أو التقليل من قيمة أو جودة خدمات المنافسين بأي حال من الأحوال في سبيل حصد أكبر عدد من المشاهدة أو التفاعل الافتراضي من أجل أن يعكس بالفائدة على الهدف المعلن عنه.
المحتوى هو «شيء يمكن التعبير عنه من خلال بعض الوسائط، مثل الكلام أو الكتابة أو أي من الفنون المختلفة» للتعبير عن الذات والتوزيع والتسويق أو النشر. وكل ما تم ذكره تم اعتماده في مناهج أكاديمية تدرس من قبل مختصين في هذا المجال من أجل تخريج جيل واعي يعي أهمية صناعة محتوى هادف بالإحترافية واقعي ليس فيه شبه الخداع عبر إبراز زوايا جمالية في الصورة أو بكلمات منمقة تنافي الواقع الذي ربما يصدم به المتابع.
صناعة السياحة تستخدم كثيراً التقنية الحديثة في شتى قطاعاتها. وبعض القائمين على هذه المشاريع الخدمية يستعينون ببعض المشاهير للترويج لخدماتهم السياحية دون الإكتراث من قدرات الشخص المكلف بهذه المهمة. وهل هو فعلاً قادر على صناعة محتوى محترف حقيقي أو أنه مجرد مصور يردد كلمات ترويجية تم صياغتها له من قبل العميل دون أن يكون له رأي صادق يقدمه لمتابعينه.
مع الأسف بعض من العاملين في أقسام ودوائر العلاقات العامة والتسويق في المنشئات السياحية يحتاجون إلى دورات مكثفة لمعرفة الهدف الصحيح من أختيار محتوى يساعد على النمو المستمر للمنشئة طويل الأمد، وليس قصير لا يتعدى شهرة المقدم من المشاهير الذين يتفاخرون بعدد متابعينهم والذين من بينهم ربما الكثير من المراهقين الذين لا يعون ما يطرح رغم إعجابهم الشديد بأصناف الأكل المعروض، أو مساحة الغرفة ومرافقها من حمام سباحة أو السفر على الدرجة الأولى والسيارة الفارهة التي يتنقل بها.