الأخبارفضاء الرأي

قراءات سريعة في خطاب افتتاح حملة المرشح غزواني- ح1 الصحفي :أحمد ولد مولاي امحمد

أعلنها المرشح الرئيس محمد ولد الغزواني واضحة صريحة:
“لن يكون هناك مكان بيننا لمن يُصرُّ على مد يده للمال العام، كائنا من كان، ولن يراعى في ذلك أي اعتبار.”
جاء ذلك في خطاب افتتاح حملته الانتخابية فجر الجمعة بملعب المرحوم شيخه بيديا أمام قرابة 5 آلاف من سكان العاصمة وأعضاء الحكومة والمسؤولين والساسة ورجال الأعمال والمتطفلين وغيرهم
إنه التزامٌ صريح من المرشح بأنه “لا مفسد في المأمورية الثانية”، ويأتي هذا الالتزام بعد التزامات وإشارات سابقة من ولد الغزواني تعهد فيها بمحاربة الفساد والمفسدين وعدم السماح بنهب ثروات المواطنين؟!
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو أين الرئيس الغزواني من تعهداته الانتخابية خلال حملته سنة 2019 حيث تعهد بما مضمونه أنه سيحول البلد خلال سنة واحدة إلى واحة للرخاء وسيكون كل موريتاني يعتز بانتمائه لهذا الوطن لما يوفره له من راحة البال ورغد العيش “وحين يسافر إلى المغرب أو أي مكان آخر ويسألونه من انت فيجيبهم انا موريتاني يردون عليه “انت محظوظ” أو بعبارة الرئيس “يا سعدك”؟! ترى هل تحقق حد أدنى من ذلك؟ لا شك انكم تعرفون الجواب وتدركون الأسباب. ف”القوة القاهرة” التي تحيط بكم ترفض أي إصلاح وتواصل جلد المواطن حتى الموت سواء من خلال ارتفاع الأسعار المتواصل أو انعدام الدخل ومحدوديته أو هيمنة المفسدين والمنافقين على المشهد والواجهة في كل شيء، لذلك لم تحققوا ما تعهدتم به في مأموريتكم المنقضية ولن تحققوا أي شيء في المأمورية القادمة، حال فوزكم المضمون، ما لم تتخلصوا من اقرب المفسدين المحيطين بكم ومعظمهم محل ثقتكم وهم منشغلون بتصفية الحسابات لا بناء الوطن.
وقلتم، في خطاب حملتكم، فجر الجمعة: “سنضرب بيد من حديد ونواجه بكل قوة وصرامة كافة مسلكيات وممارسات الفساد والرشوة والتعدي على المال العام، ومن أجل ذلك سنتخذ مع بداية المأمورية المقبلة كل الإجراءات الضرورية لتعبئة الأجهزة الإدارية والرقابية والقضائية كافة من أجل تحقيق هذا الهدف.” انتهى الاستشهاد.
ترى أين كانت “يد الحديد” هذه التي ستضربون بها، طيلة خمس سنوات خلت؟ واين كانت الأجهزة الرقابية والقضاء؟، أم انكم ادركتم أن المحيطين بكم هم هدفكم المقبل لخلاص البلاد وللشروع في نهضة تنموية حقيقية فور تخلصكم منهم بالعقوبة واستعادة الثروات التي نهبوها خلال سنوات مأموريتكم المنصرمة؟
لا شك أنكم على علم تام، أكثر مني ومن غيري، بأن العديد من الوزراء والمسؤولين في حكومات ماموريتكم هذه، هم من أصحاب السوابق خلال العشرية، حيث نهبوا واختلسوا وتمت معاقبتهم واسترداد كل أو معظم ما نهبوه من أموال الشعب، فكيف رضيتم، سيادة الرئيس، بتقليدهم مناصب وزارية ومسؤوليات حساسة في عهدكم؟!
الا تدركون أن صفقات التراضي تضاعفت بصورة مخيفة في مأموريتكم المنصرمة وهي مكمن الفساد وسرقة المال العام، ومن ينفذون تلك الصفقات- السرقات، هم وزراؤكم والمسؤولين في نظامكم، فهل ستتخلصون منهم بالفعل وتضربون بيد الحديد هذه عليهم وعلى فسادهم ام أنها مجرد وعود انتخابية ستنسونها فور تسلمكم لمهامكم حال فوزكم؟
سيادة الرئيس،
سأحاول، خلال اسبوعي الحملة الانتخابية، أن اتطفل عليكم وأذكركم بمظاهر الفساد والغبن والحرمان والتهميش التي عرفها عهدكم، والزبونية والجهوية المقيتة والمحاباة، التي عادت سلوكا يوميا، كما سأحاول أن اذكركم بأبرز المظالم التي رفض أقرب معاونيكم أن تجدوا لها حلا لأنهم هم “أصحاب الحل والعقد” وانتم “مشغولون بما هو أهم” من مظالم نخب ومجموعات وطنية كان لها شعورها بالانتماء لهذا الوطن قبل تسلمكم مهامكم رئيسا.
ولا شك أنكم ستتذكرون كل ذلك، لأنني معكم ناصح أمين لا أريد جزاء ولا شكورا ولا اي منصب يدفعني لقول الحقيقة وإنما حال الوطن ومستقبل الأمة هو دافعي الأول والأخير متمنيا أن تجد نصائحي آذانا صاغية عندكم وأن تتدبروا المثل الحساني المأثور “اسمع قول امبكيينك ولا تسمع قول امظحكينك”. فماذا بعد المأمورية الثانية، وماذا بعد ذلك؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى