قراءات في خطاب حملة المرشح الرئاسي غزواني/ ح 2/الإعلامي أحمد ولد مولاي امحمد
قال المرشح للانتخابات الرئاسية السيد محمد ولد الغزواني خلال افتتاح حملته فجر الجمعة 14 يونيو 2024 من ملعب شيخا بيديا بنواكشوط امام قرابة 5 آلاف من المواطنين والوزراء والمسؤولين والمتطفلين وغيرهم، ما نصه:
“نعتبر أن التجربة والخبرة التي اكتسبناها تجعلنا الأكثر تأهيلا لقيادة البلد في السنوات المقبلة بحول الله”. انتهى الاستشهاد.
سيادة الرئيس المرشح،
لا يعلم الكثيرون قيمة حقيقية للتجربة ما لم تصاحبها إنجازات ملموسة على أرض الواقع لصالح الفئات الهشة والشباب والعاطلين عن العمل وفي مقدمتهم حملة الشهادات من أطباء ودكاترة ومهندسين لا يجدون أي فرصة للعمل في وطنهم مما أدى بالأطباء إلى الاعتصام والتظاهر والدخول في إضراب مفتوح عن الطعام متواصل حتى مع الأيام الأولى للحملة الانتخابية، رغم بساطة مطالبهم وحاجة منظموتنا الصحية لهم.
كما أن الوضعية لم تشهد تغيرا أفضل مما كانت عليه في نظام العشرية حيث استتب الأمن داخل البلاد وعلى حدودها بعد دحر الجماعات الإرهابية إلى أعماق دول الجوار، وفي المقابل تنتشر جرائم السطو والسرقة (سرقة وكالات مصرفية ووكالات تحويل اموال ومنازل المواطنين) وتتفشى المخدرات بين المراهقين والشباب، فضلا عن تعرض مواطنينا للقتل الهمجي على الحدود مع مالي الشقيقة ومع الصحراء الغربية شمالا. فأين هي أهمية التجربة إذا عجزت عن إيجاد حلول جذرية لمشاكل أمنية بهذه الخطورة، خصوصا وانكم صاحب خلفية عسكرية وأمنية عريقة؟!
لذلك أتمنى أن تقدموا للمواطن حلولا للمشاكل الجذرية التي يواجهها في بلده وأهمها الأمن ومحاربة البطالة وتشغيل الشباب وإطلاق مشاريع مدرة للدخل لفائدة الأسر التي تعيلها نساء أو عجزة، فضلا عن بناء مستشفيات مرجعية في مختلف المناطق ذات الكثافة السكانية التي يضطر المواطنون فيها إلى السفر عشرات الكيلومترات بحثا عن مركز صحي لتلقي إسعافات أولية. دون أن نغفل محاربة الفساد باعتماد آليات فعالة لا تستثني أي مفسد مهما كان قربه أو بعده منكم أو من معاونيكم، وإرساء أسس دولة القانون والمؤسسات على حساب دولة الجهة والقبيلة واستغلال النفوذ.
سيادة الرئيس،
تفشت المظالم في عهدكم بصورة غير مسبوقة، كما ذكرت لكم في القراءة السابقة، وهي مظالم اعترفتم بها حين قلتم إن بريد الرئاسة وصله كم هائل من رسائل التظلمات بعضها بسيط جدا ولكن إهمال مسؤولي تلك القطاعات هو ما جعل أصحابها يتوجهون إليكم، وأذكر أنكم وجهتم تهديدا مبطنا لوزرائكم بهذا الخصوص على غرار كلمتكم بالمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء حيث توقع الجميع “مسح الطاولة بالحكومة” لكنكم اعدتم الثقة في الوزير الأول ذاته وعينتم أصحاب سوابق في اختلاس المال العمومي وقربتم مفسدين.
سيادة الرئيس،
إذا توكلتم على الله وتقربتم من جماهير شعبنا المطحونة بالظلم والغبن والتهميش، فلن تحتاجوا الاعتماد على اي من رموز الفساد المحيطين بكم سواء من رجال السلطة او رجال المال والأعمال او الجيش، لانكم ببساطة انحزتم لجماهير الأمة التي ستشكل لكم غطاء حماية حقيقي.
لذلك فإنكم، وقلبكم عامر بالطيبة وحب الخير، بحاجة إلى مؤمنين بالوطن وبعملية البناء والتنمية وبدولة القانون والمواطنة ولستم بحاجة إلى “الاسماء المتغيرة” التي تسيء إليكم وتواصل سحق شعبكم. فانحازوا لها مهما كلفكم ذلك.
وبخصوص تهدئة الأجواء السياسية، يمكننا القول إنكم قضيتم على المعارضة التقليدية ولكن في المقابل فتحتم عليكم جبهات من السخط من جهات أخرى أولها صديقكم لأربعين سنة وهو الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، فضلا عن المعارضة الجديدة التي بدأت تتشكل ولها وزنها الانتخابي وكذلك الشباب الساخط الذي غادر نصفه البلاد بحثا عن الحياة والكرامة في الغرب وفي إفريقيا والخليج، كما غادر منصات الملعب أثناء إلقائكم خطاب الترشح فجر الجمعة لأنه لم يعد يثق بالوعود لما يعانيه من الحرمان والتهميش والظلم.
سيادة الرئيس،
اسمحوا لي أن اواصل معكم سرد نماذج من مظالم شعبكم في الحلقات القادمة حتى تتذكروا جيدا أننا ما زلنا محكومين بالأمزجة واستغلال النفوذ وليس بقواعد دولة القانون والمؤسسات كما كنا نتمنى. … يتواصل