الأخبارفضاء الرأي

كتب شيخ تجكجة السابق: الأستاذ المصطفى سيدات *التوجه إلى الوئام الوطني

هل نحن علي دراية بأنه منذ بداية المسلسل الانتخابي في تسعنيات القرن الماضي والرأي العام الوطني منقسم إلى قسمين أقرب للتوازن من حيث العدد (حوالى 52% مقابل 48%) مع بعض الشبهات من التزوير واستخدام المال العام وشراء الذمم وتدخل الإدارة لدعم مرشح النظام الحاكم.

أكثر من ثلاثين سنة والطرف الحاكم ينعم بالسلطة التامة و بخيرات البلاد بدون منازع وبدون ضوابط ولا معايير ولا أسس قانونية محترمة ولا رؤية تنموية توافقية، بينما الطرف الآخر محروم ومهمش ومطارد حتي اقتنع المواطن أ ن لا منفذ إلى حقوقه مهما كانت ولا إلى خدمات الدولة إلا بالموالاة للحاكم وأعوانه، وهو ما أجهض المسلسل الديمقراطي برمته وفكك الأحزاب و أفقد المواطن حريته في الاختيار وقضى على الروح الوطنية وشجع التزلف والنفاق والابتذال والزبونية .

خلال كل هذه الفترة لم نستفد إلا كثرة الانشقاقات السياسية و الاجتماعية وخيبة الأمل والاحباط والارتباك وتنامي الخطاب الشراحي والكراهية .
هل من سبيل إلى الخروج من هذا النفق المظلم ؟ نحن الآن نتحضر للانتخابات الرئاسية في أجواء لم تتحدد معالمها بعد، لكثرة التغيرات في المشهد السياسي وفقدان الأمل في التبادل السلمي على السلطة، والشكوك حول احتمال عدم نزاهة العملية واستخدام المال العام ، وتدخل الإدارة و إغراء الناخبين .

هل يمكن تصحيح هذا المسار التراكمي أو بعضه خلال هذه الاستحقاقات الحساسة ، التي جاءت في ظرف من عدم الاستقرار حولنا لا مثيل له وبوادر تأزم وضعنا الداخلي . إن علينا جميعا أن نعمل على ضمان تسيير الانتخابات المقبلة بكل شفافية ونزاهة تامة وخطاب هادئ ومسؤول من كل الأطراف الداعمة والمترشحين.

و مهما تكن نتيجة الانتخابات فإن علينا أن نفكر في الائتلاف ومشاركة الجميع في تسيير الشأن العام، لتعزيز جبهتنا الداخلية وتحصينها أمام كل الاحتمالات والتغيرات المتسارعة حولنا لضمان الاستقرار وبدء الإصلاحات الضرورية لتحضير الإقلاع التنموي في جو من الوئام والوحدة وتوافق الرؤى

نواكشوط 22 – 05 – 2024
والله ولي التوفيق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى