إفريقي ومغاربيالأخبارفعاليات

مراكش.. افتتاح أشغال الدورة الثالثة للقمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته

انطلقت، اليوم الثلاثاء بمراكش، أشغال الدورة الثالثة للقمة العالمية للهدروجين الأخضر، (World Power-to-X Summit)، بمشاركة ثلة من أصحاب القرار السياسي، والصناعيين والخبراء، يمثلون 30 بلدا، الذين سيتقاسمون خبراتهم وتجاربهم خلال 35 جلسة علمية و5 أحداث موازية.

 

وسينكب المشاركون، خلال هذه الملتقى العالمي، المنظم على مدى يومين، تحت الرئاسة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على دراسة ونقاش الاستراتيجيات المبتكرة في مجال الهيدروجين الأخضر الذي يعد من أهم المصادر النظيفة للطاقة.

 

وتهدف هذه القمة،  المنظمة بإشراف من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، بمبادرة من معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة ، وتكتل الهيدروجين الأخضر بالمغرب وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية  بشراكة مع مجلس جهة كلميم واد نون ومجلة صناعة المغرب  “Industrie du Maroc”،  إلى تعزيز الحوار الإقليمي والدولي حول فرص وتحديات سلسلة القيمة الصناعية واللوجستية والتكنولوجية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته، وإبرام شراكات من أجل عصر جديد للطاقة النظيفة.

 

وعبر جميع المتدخلين خلال الجلسة الافتتاحية لهذه القمة العالمية، عن تضامنهم مع جميع المتضررين من الهزة الأرضية القوية التي ضربت إقليم الحوز ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري، وكانت لها تداعيات على المدينة العتيقة لمراكش، مؤكدين أن الإبقاء على هذه القمة بالمدينة الحمراء يشكل فرصة مباشرة لتقديم الدعم، والتعبير عن التضامن والمساهمة في الإنعاش الاقتصادي وتعمير المنطقة.

 

وأكد سمير رشيدي  المدير العام بالنيابة لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، أن الهيدروجين يمثل حلقة أساسية في الانتقال الطاقي، وقاطرة لطاقة ذات قيمة عالية، وهو يندرج، في الآن ذاته، ضمن رهانات التنمية الاقتصادية، والتنمية المستدامة.

 

وأضاف رشيدي، وهو أيضا الكاتب العام ل”تجمع الهيدروجين الأخضر” Cluster Green H2، أن المغرب وبتوجيهات وتعليمات ملكية سامية يبرهن من جديد على صموده ومواجهته لمثل هذه الأزمات، مبرزا أن المملكة المغربية تتوفر على العديد من المؤهلات لتطوير سلسلة دينامية للهيدروجين.

 

وأشار إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمغرب، وبالإضافة إلى تشجيع نمونا الاقتصادي، سيساهم في تخفيض انبعاثات الكربون لصناعتنا، وسيمكننا من التمويل المشترك لانتقالنا وأمننا الطاقي.

 

من جانبه، كشف هشام الهبطي رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن المجتمع الدولي قطع خطوات كبيرة في الحد من الاعتماد على المحروقات الأحفورية، من خلال اللجوء إلى مصادر متجددة للطاقة، مذكرا بأن الوكالة الدولية للطاقة كانت قد اعتبرت، سنة 2021، أن الطاقة الشمسية والريحية والهيدروجين وغيرها من الطاقات المتجددة ستمثل نسبة 30 بالمائة من الانتاج العالمي للطاقة، وهو رقم قياسي.

 

وأضاف أن المغرب رسخ، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ منتصف سنوات 2000، مكانته كرائد إفريقي وعالمي في إنتاج الطاقة النظيفة.

 

وأوضح الهبطي، أن تحقيق الاستقرار في المجال الطاقي أمر مهم، وبالتالي فإن التغير المناخي يحتاج إلى استجابة منسقة وسريع، مشيرا الى أن الاعتماد على الوقود الاحفورية من الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى التغيرات المناخية.

 

وخلص الى أن إفريقيا تعاني من 50 في المائة من انبعاتات الغازات وتدهور الغلاف الجوي، مؤكدا في هذا السياق، أن بعض الدراسات أظهرت بأن افريقيا بإمكانها إنتاج ملايين الأطنان من الهدروجين بحلول سنة .

 

بدورها، دعت مباركة بوعيدة رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون، المجالس الجهوية الى لعب دورها كفاعلين في مشاريع التنمية المستدامة ومساهمين للنهوض بالطاقات الجديدة، لكون الجهات هي القلب النابض للابتكار والنمو الاقتصادي، مشيرة الى أن الجهات بإمكانها  أن تكون أراضي خصبة للمشاريع وابرام شراكات جديدة لاختبار ابتكارات تكنولوجية جديدة .

 

وأجمعت باقي المداخلات، على أن النسخة الثالثة من القمة العالمية للهدروجين الأخضر تكتسي أهمية خاصة، لكونها تنعقد في سياق أزمة طاقية عالمية فاقمتها التوترات الدولية والتحولات السياسية المتسارعة.

 

وعلى هامش هذه القمة، جرى توقيع عدة شراكات تتعلق بالهيدروجين الأخضر، تتوخى النهوض بالبحث والابتكار حول الهيدروجين الأخضر، وانتهاز الفرص التي توفرها هذه الشعبة الاقتصادية والصناعية، بغية توطيد الانتقال الطاقي للمغرب.

 

ويشكل استضافة المغرب للنسخة الثالثة من هذه القمة العالمية للهدروجين الأخضر، خطوة مهمة بالنسبة للمملكة الواقعة في شمال أفريقيا، لاسيما مع مساعيها الدائمة لتطوير شراكات واسعة في جميع أنحاء أوروبا، لتطوير إنتاجها من الهيدروجين، بالإضافة إلى بناء إستراتيجيات جديدة للتمويل، وتطوير المشروعات المختلفة في هذا المجال.

 

وتتضمن النسخة الثالثة من هذه القمة العالمية برنامجا علميا متكاملا، بدء بالجلسات العامة والندوات المتخصصة المتوازية، إضافة إلى دورات تدريبية، حيث سيعمل هذا البرنامج على تعميق فهم مختلف الجوانب المتعلقة بالهيدروجين الأخضر وتطبيقاته واستعمالاته، مثل الإنتاج والتحويل والتخزين والتوزيع والاستخدام، دون إغفال جوانب التمويل والاستثمار والبنى التحتية، كما سيتار خلال هذه القمة أسئلة بشأن الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية وسبل تمويل وتنظيم وتطوير مشروعات الهيدروجين وإزالة الكربون، وطرق نقله وتخزينه، بالإضافة إلى مناقشة الطرق التي يمكن بها فتح أسواق جديدة لتصدير الإنتاج، والقطاعات التي تحتاج قدرًا أكبر منه.

 

وستفتح هذه النسخة المجال أمام العارضين بأروقة المعرض قصد استعراض أحدث الابتكارات والمشاريع الناجحة التي تعتمد على الطاقة الخضراء والتكنولوجيا النظيفة، حيث ستوفر منصة مثالية للمشاركين لتبادل المعرفة والخبرات والاستفادة من الأفكار الابتكارية.

 

يشار إلى أن القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته، تعد أحد أهم وأبرز الفعاليات العالمية المختصة بالهيدروجين الأخضر، حيث ستبحث النسخة الثالثة الإمكانات الواعدة والتحديات التكنولوجية التي تواجه إنتاج الهيدروجين، والانتقال صناعيًا إلى تطبيقاته، وطرق استغلالها لتحقيق أهداف الاستدامة.

 

 المصدر : الصحراء المغربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى