الأخبارفضاء الرأي

مساندة إسرائيل تلحق خسائر بأمريكا .. و”حماس” تسعى إلى تحرير الأسرى

الصدى /هسبريس

تستمر الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في حصد المزيد من الضحايا من المدنيين والأطفال، في ظل تعالي الأصوات المطالبة عبر العالم بهدنة، والإيقاف الفوري لواحدة من أكبر المجازر التي ارتكبت في فلسطين.

ضبابية تلف سيناريوهات هذه المعركة في ظل مطالب لجيش الاحتلال بالتمييز في العمليات العسكرية بين حماس والمدنيين الفلسطينيين، في الوقت الذي يكثف قصفه وعملياته البرية في القطاع.

تراكم
إبراهيم المدهون، كاتب ومحلل سياسي فلسطيني، قال إن هذه الحرب هي نتيجة تراكمات طويلة وصراع طويل مع الاحتلال الإسرائيلي، مبرزا أنها شهدت تطورا واضحا من قبل المقاومة الفلسطينية، خصوصا كتائب القسام التي بادرت إلى عملية “طوفان الأقصى”.

وأشار المدهون، في تصريح لهسبريس، إلى أنه لأول مرة تبادر المقاومة الفلسطينية بعملية عسكرية واسعة تؤدي إلى هذا العمل والنتيجة، “حتى أن إسرائيل بدورها تقول إنها لم تتعرض لمثل هذه الأزمة منذ تأسيس الكيان الصهيوني، فلأول مرة تتم مباغتة العدو بهذا الشكل، ولأول مرة يتم أسر جنود بهذا العدد، ويتم قتل إسرائيليين بهذا العدد، والسيطرة على الأرض بهذا الاتساع، ودخل الفلسطينيون إلى أرض فلسطين التاريخية، كما أن المقاومة سيطرت على مستوطنات”.

ووصف عملية “طوفان الأقصى” بالنوعية التي تم الإعداد لها على مستوى مركز من كتائب القسام، مبرزا أنها ليست المواجهة الأولى التي تتم بين الاحتلال وكتائب القسام وحركة حماس، وإنما السادسة، مشيرا إلى أن أولى المواجهات كانت سنة 2006 حينما استطاعت المقاومة الفلسطينية أسر الجندي جلعاد شاليط، والمواجهة الثانية كانت بمبادرة من الاحتلال الإسرائيلي، الذي عمل على شن هجوم وعدوان سافرين على كل مراكز الشرطة والمراكز المدنية سنة 2008 واستمرت المواجهة لمدة 20 يوما.

أما المواجهة الثالثة فكانت سنة 2012، بعدها مواجهة رابعة كانت سنة 2014 واستمرت بين حماس والاحتلال الإسرائيلي مدة 51 يوما، والمواجهة الخامسة كانت سنة 2021، وهي مواجهة بادرت فيها كتائب القسام بإطلاق صواريخ دفاعا عن المسجد الأقصى.

وحول الفرق بين هذه الأحداث وعملية أكتوبر 2023، قال المتحدث: “صحيح أن المواجهات السابقة امتداد لهذه المواجهة، لكن تختلف عنها من حيث المبادرة والقوة والنتيجة التي نجحت بها العملية في البداية، ومن حيث القدرة على إلحاق هزيمة بالاحتلال”، لافتا إلى أنه “قبل هذه العملية كان ينظر الاحتلال إلى حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بكونهما تهديد تكتيكي محصور، لكن بعد “طوفان الأقصى” أضحى ينظر إلى الحركة بأنها تهديد وجودي لأنه لأول مرة يستشعر أن زواله ممكن، ولهذا يريد اليوم أن يقول: نكون أو لا نكون، والشعب الفلسطيني يقول إن هذا الاحتلال لن يستمر ولن نقبل به”.

الداخل والخارج
قال المدهون إن السلطة الفلسطينية فوجئت بقوة المقاومة، وحتى اللحظة رفضت إدانة عملية “طوفان الأقصى”، كما رفضت إدانة المقاومة وإدانة حركة حماس، لكن عليها القيام بأكثر من ذلك، والعمل على تجييش الضفة الغربية من أجل مساندة وإشراك الشعب الفلسطيني في عملية الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن السلطة الفلسطينية “قصرت في إغاثة أهالي غزة الذين يتعرضون لإبادة وعملية تجويع، ناهيك عن نقص في الدواء والشراب والمأكل، والسلطة يجب أن يكون لها دور في هذا الإطار، لكنها رفضت في المجمل الامتثال للرواية الإسرائيلية”.

أما فيما يخص المجتمع الدولي، فأكد المتحدث أنه منقسم، مشيرا إلى أن هنالك من هو في صف الولايات المتحدة الأمريكية، وأن معظم دول العالم ضد العدوان وغير متفهمة له، وتدعو إلى توقفه وتدين حرب الإبادة، كما أن بعض المنظمات الدولية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد تقتنع بالرؤية الإسرائيلية، لذلك فإن الزمن لصالح الفلسطينيين، ويكشف إجرام الاحتلال الإسرائيلي. وسجل أن هناك أكثر من 120 دولة مع فلسطين وتدعو إلى وقف إطلاق النار.

وتابع في السياق ذاته أن “أمريكا تخسر اليوم بمشاركتها في هذا العدوان، في ظل وجود مظاهرات في لندن والولايات المتحدة الأمريكية، وكل محاولة لإرهاب الناس ومنعهم من مساندة غزة فشلت، كما أن الدعم الدولي يتعاظم لصالح القضية الفلسطينية”.

الأسرى والنهاية المتوقعة
جوابا عن سؤال هسبريس حول “صفقة الأسرى” التي تم الحديث عنها، أوضح المحلل الفلسطيني أن المقاومة الفلسطينية ترغب في إخراج كل المسجونين بالسجون الإسرائيلية، وعددهم أزيد من 6 آلاف أسير فلسطيني، ومنهم من أمضى في الأسر 20 سنة و40 سنة.

وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تدرك بأنها تستطيع أن تخرجهم بما تمتلكه من أوراق وأسرى، حيث يمكن أن تعقد صفقة قوية للتبادل، مبرزا أن حوارا يجري تحت النار، لكن الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في الخضوع لهذه الصفقة لأنه يعتبر أن عقد صفقة التبادل يعد هزيمة وهو ما يخشاه، لذلك يستمر في عملية القتل.

واستدرك المتحدث قائلا: “رغم ذلك أعتقد أنه ليس أمام الاحتلال الإسرائيلي خيار إلا الذهاب إلى صفقة تبادل بشكل أو بآخر، والمقاومة الفلسطينية تعرف هدفها وماذا تريد، وأعتقد أنها تمضي في ذلك، ولا أعتقد أننا سنشهد عملية تبادل سريعة، ربما سنشهد هذه العملية مع مرور الوقت”.

وفيما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة لنهاية هذه الحرب، أكد المدهون أنه من الصعب التكهن بنتائج هذا العدوان لكونه عملية كبرى فاقت كل التوقعات، وفي ظل وجود عملية إبادة كبيرة واستخدام مجنون للقوة، حيث تم إطلاق ما يوازي قنبلتين نوويتين على قطاع غزة.

وشدد الكاتب الفلسطيني على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، مضيفا أن المقاتلين بإمكانهم القتال شهورا، وأن إسرائيل لن تستطيع السيطرة على قطاع غزة، وأنها غير قادرة إلى حدود اللحظة على تحقيق اجتياح بري أو القضاء على حركة حماس، وهو الهدف المعلن.

وبالنسبة للمدهون، فإن أهداف حماس واقعية لكونها ترغب في تحرير الأسرى وتوقيف العدوان الإسرائيلي على الأقصى، وأن يرفع الاحتلال يده عن غزة لتعيش مثل باقي العالم وتكون قادرة على الإعمار والتنمية، وأن يتمكن مواطنوها من السفر، ويكون بها مطار وميناء مع الاستفادة من الغاز الطبيعي الذي على سواحلها. “غزة تريد أن تعيش ويجب أن يسمح لها بأن تعيش”، يختم الكاتب الفلسطيني.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى