أخبار موريتانياإفريقي ومغاربيالأخبارالاقتصاد والتنمية

هل تنسف شركة “بي بي” bp أحلام موريتانيا والسينغال بقرارها المفاجئ ؟ وماذا دار بين غزواني وصال في نواكشوط مؤخرا ؟

الرئيس غزواني وصديقه السينغالي ماكي صال خلال زيارته لانواكشوط مؤخرا

الصدى – خاص/

يبدو أن الحلم المعلن رسميا  من طرف السلطات الموريتانية والسينغالية بشحن أول باخرة من غاز حقل “أحميم” المشترك بين الجارتين للأسواق العالمية ، في الربع الأول من العام الجديد 2024م ، سيتبدد نهائيا بعد  القرار المفاجئ لشركة بريتيش بتروليوم ( الشركة المشغلة لحقل الغاز الكبير تورتو/أحميم) وهو القرار المتعلق برفع تكلفة الإنتاج مما سيترتب عليه خفض كبير جدا لنسبة البلدين من الحقل ، فالشركة قررت وبدون سابق تنسيق مع البلدين رفع تكلفة الإنتاج من ثلاثة مليارات الى تسع مليارات دولار وهو مبلغ ضخم ستذوب فيه كل الإيرادات التي رسمت الدولتان خططها التنموية المستقبلية على أساسها

القرار المفاجئ هذا أثار حفيظة الدولتين موريتانيا والسينغال وقرر الرئيس السينغالي التوجه فورا لصديقه غزواني لتبادل وجهات النظر حول ردة الفعل المناسبة لهذا القرار الخطير والصادم ، وحسب المصادر كانت وجهة نظر الصلبة لدى ماكي صال هي الرفض الكلي لهذا القرار الظالم ، ولكن الرئيس غزواني طرح رؤية أخرى هي فتح مفاوضات سرية مع الشركة للتعبير عن رفض القرار ومحاولة التوصل لقرار مشترك يرضي الأطراف الثلاثة موريتانيا والسينغال و الشركة المشغلة للحقل

وفي خضم هذه الأزمة الصامتة لا ترشح معلومات دقيقة عن مسار المفاوضات التي يبدو أنها ستكون شاقة بحجة أن الشركة ترى أن توقعاتها للانفاق على الحقل تضاعفت كثيرا ، وهو ما جعل موريتانيا والسينغال تتحركان في اتجاه التعاقد مع مكتب خبرة دولي لإجراء تقييم مالي لنفقات الشركة على الحقل ، مع تأكيدهما على أن الشركة لا يحق لها الخروج عن إطار الاتفاق الموقع مهما كانت الظروف.

وفي انتظار ما سيرشح من خفايا هذه الأزمة الخطيرة تبقى الأسئلة الحائرة معلقة وننتظر إجابات شافية حول مستقبل الحقل وهل يحق للبلدين فسخه مع الشركة بعد أن استثمرت مليارات الدولارات في عمق المياه ؟ وهل بنود الاتفاق تسمح للدولتين بإجراء تحقيق مالي في سجلات الشركة ؟ وهل يحق للشركة رفع تكلفة الإنتاج لتسعة مليارات دولار بدلا من ثلاث مليارات الأمر الذي سينسف كل أحلام التنمية والرفاه في البلدين ، وماهي ياترى ردة فعل الأسواق العالمية التي تنتظر الغاز الموريتاني السينغالي منذ سنوات وكانت على موعد مؤكد معه في الربع الأول من هذه السنة أي بعد أقل من شهرين ؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى