الأخبارعربي و دولي

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: ممارسة الضغوط علينا لن تجدي نفعا … و محمد بن عبدالوهاب ليس رسولا بل داعية فقط

الأمير محمد بن سلمان (أرشيفية- فرانس برس)

لا يمكن لشخص الترويج لمذهب معين وجعله الطريقة الوحيدة لرؤية الدين في المملكة

ممارسة الضغوط علينا لن تجدي نفعاً

الإصلاحات أتت من أجل السعودية وليس استرضاء لأحد

الإخوان لعبوا دورا ضخما في صناعة التطرف

الصدى – متابعات/

شدد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان اليوم الخميس على أن الدين الإسلامي يحث الناس على احترام الديانات والثقافات أيا كانت.

 

وقال في مقابلة مع مجلة أتلانتيك الأميركية، اليوم الخميس إن المملكة تحوي سنة وشيعة بمختلف مذاهبهم، ولا يوجد احتكار للرأي الديني.

 

أما في ما يخص الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فأوضح أنه كسائر الدعاة وليس رسولًا، بل كان داعية فقط، ومن ضمن العديد ممن عملوا من السياسيين والعسكريين في الدولة السعودية الأولى.

 

“أسيء استخدام أقواله”

وأوضح أن المشكلة في الجزيرة العربية كانت آنذاك أن الناس الذين كانوا قادرين على القراءة أو الكتابة هم فقط طلاب محمد بن عبدالوهاب، فتمت كتابة التاريخ بمنظورهم، وقد أسيء استخدام ذلك من متطرفين عديدين.

 

إلا أنه أضاف “إنني واثق لو أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ عبدالعزيز بن باز، ومشايخ آخرين موجودون الآن، فسيكونون من أول الناس المحاربين لهذه الجماعات المتطرفة الإرهابية، والحقيقة في الأمر هي أن تنظيم داعش لا يستخدم شخصية دينية سعودية كمثال يتبعه، ولكن عندما تموت هذه الشخصية، يبدأ عناصر داعش بعد ذلك باقتطاع كلماتهم من سياقها، دون النظر لظروف الزمان والمكان التي صدرت بها.”

 

لدينا المذهب السنّي والشيعي

إلى ذلك، أوضح أن “الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليس السعودية، فالمملكة لديها المذهب السنّي والشيعي، وفي المذهب السنّي توجد أربعة مذاهب، ولدى الشيعة مذاهب مختلفة كذلك، ويتم تمثيلها في عدد من الهيئات الشرعية، ولا يمكن لشخص الترويج لإحدى هذه المذاهب ليجعلها الطريقة الوحيدة لرؤية الدين في المملكة، وربما حدث ذلك أحيانًا سابقًا؛ خصوصًا في عقدَي الثمانينات والتسعينات، ومن ثم في أوائل القرن الحادي والعشرين، لكن اليوم نحن نضعها على المسار الصحيح”.

 

كما أكد أن “المملكة الآن ترجع إلى الأساس، إلى الإسلام النقي، للتأكد من أن روح السعودية القائمة على مستوى الإسلام، والثقافة، والقبيلة، والبلدة أو المنطقة، تخدم الدولة، والشعب، والمنطقة، والعالم أجمع، وتقودنا إلى النمو الاقتصادي، وهذا ما حصل في السنوات الخمس الأخيرة،

 

وختم قائلا “لو عملنا هذا اللقاء في 2016م، قد تقولون: إن ولي عهد السعودية يضع افتراضات، ولكننا فعلنا ذلك، وترونه الآن بأعينكم في السعودية، تعالوا فقط وتفقدوا الوضع، وانظروا إلى فيديوهات للسعودية قبل ستة أو سبعة أعوام، لقد فعلنا الكثير، ولا تزال هنالك أمور باقية لنفعلها، وسنعمل على فعلها.”

 

الإخوان لعبوا دورا ضخما في صناعة التطرف

وأكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن جماعة الإخوان لعبت دورا كبيرا وضخما في صناعة التطرف.

 

وقال ولي العهد السعودي أننا “عندما تتحدث إلى الإخوان لا يبدون وكأنهم متطرفون، ولكنهم يأخذونك إلى التطرف”.

 

كما تابع “على سبيل المثال: أسامة بن لادن والظواهري كانا من الإخوان المسلمين، وقائد تنظيم داعش كان من الإخوان المسلمين، ولذلك تعد جماعة الإخوان المسلمين وسيلة وعنصرا قويا في صنع التطرف على مدى العقود الماضية، ولكنَّ الأمر لا يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين فحسب، بل خليط من الأمور والأحداث، ليس فقط من العالم الإسلامي، بل حتى من أمريكا التي بخوضها حربًا في العراق أعطت للمتطرفين فرصة سانحة”.

 

وأضاف “كما أن هناك بعض المتطرفين في السعودية ليسوا من جماعة الإخوان المسلمين قد لعبوا دورًا في ذلك، خصوصًا بعد قيام الثورة في إيران عام 1979م، ومحاولة الاستيلاء على المسجد الحرام بمكة المكرمة”.

 

ممارسة الضغوط علينا لن تجدي نفعاً

وشدد الامير محمد بن سلمان  في مقابلته  مع مجلة أتلانتيك الأميركية اليوم، على أنه “ليس لأحد الحق في التدخل في شؤون المملكة الداخلية، فهذا الأمر يخص السعوديين.

علاقة قوية مع أميركا

كما أشار ولي العهد السعودي إلى وجود علاقة طويلة وتاريخية مع أميركا، قائلا “بالنسبة لنا في السعودية هدفنا هو الحفاظ عليها وتعزيزها. إذ لدينا مصالح سياسية، واقتصادية، وأمنية، ودفاعية، وتجارية، لدينا العديد من المصالح، ولدينا فرصة كبيرة لتعزيزها، كما لدينا أيضا فرصة كبيرة لخفضها في عدة مجالات، وإذا سألتنا في المملكة، فنحن نريد تعزيزها في جميع المجالات.”

 

لدينا فرصة كبيرة لتعزيز المصالح مع أميركا كما لدينا أيضا فرصة كبيرة لخفضها في عدة مجالات

وتابع قائلا :”إذا كنتَ تعتقد أن لديك وجهات نظر معينة في الشأن الاجتماعي، وكانت قوية، فأنت ستكسب دون الضغط علينا، فنحن لم نُلغ العبودية قبل 60 أو 70 سنة؛ على سبيل المثال لأنه تمت ممارسة ضغوط علينا؛ بل لأنه كان هناك تأثير جيد من الدول الأجنبية، فلقد درس السعوديون في الخارج، وجاءت الشركات الأمريكية والأوربية وغيرها من الشركات وعَمِلت في المملكة، وكان تأثيرها قويا، وعليه قررنا أن العبودية أمرٌ خطأ لا يمكن الاستمرار به، لذا ألغيناها.”

 

إلى ذلك، أوضح أن ممارسة الضغوط لم تجد نفعًا على مدى التاريخ، ولن تجدي نفعًا. وقال “إذا كانت لديك الفكرة الصائبة، والطريقة الصحيحة في التفكير، فاستمر فيما تفعله، فالأشخاص سيتبعونك إذا كان ذلك هو الأمر الصائب، وإذا كان الأمر خاطئًا، فالأشخاص سيتبنون طريقتهم الخاصة في التفكير، وعليك تقبل الأمر.”

 

“نتقبل ثقافتكم”

وتابع قائلا “على سبيل المثال، في المملكة العربية السعودية، نحن نتقبل ثقافتكم في أميركا، وطريقة تفكيركم، ونتقبل كل شيء في دولتكم؛ لأن هذا الأمر عائد لكم، ونتمنى أن تتم معاملتنا بنفس الطريقة، فنحن نختلف مع الكثير من الأشياء التي تؤمنون بها، لكننا نحترمها، فليس لدينا الحق في وعظكم في أميركا، بغض النظر عما إذا كنا نتفق معكم أو لا، ونفس الأمر ينطبق علينا.”

 

كما أضاف “أنا لا أعتقد أننا نحن في المملكة العربية السعودية وصلنا إلى المعيار الاجتماعي الذي نطمح له، ومع ذلك، نحن نختار التغييرات التي نعتقد أننا – كسعوديين – نشعر بالثقة فيها، بناءً على ثقافتنا ومعتقداتنا في المملكة العربية السعودية.

 

إلى ذلك، تطرق الأمير محمد بن سلمان في المقابلة المطولة إلى العديد من الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كما تحدث عن التطورات الكبيرة التي شهدتها المملكة على مدى السنوات القليلة الماضية.

 

المصدر : العربية نت/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى