أخبار موريتانياالأخبار

افتتاحية الصواب: “سبب معارك المرور هو أن الناس – في حياتهم العامة – لا يلمسون إلا الظلم والغبن”

نص الإفتتاحية:
(لا حَجر على الأحلام )
هل نتذكر ذلك الكاتب، أو الفيلسوف، أو عالم الاجتماع، الذي قال:
إن ثقافة المرور عند أي شعب، هي مرآة كاشفة لمستوى “رُقِيّهِ”، على سُلم المدنية، والحضارة، والإنسانية، إذ لا يكفي أن يكون مستعملو الطريق على علم بقواعد وآداب السير ،والمرور بل يجب أن تكون لهم ثقافة.. وسلوكا في الوعي واللاوعي.
إن لم يستحضر سكان نواكشوط القائل.. لن يعدمهم استحضار المقولة.. فأي واحد من سكان هذه الـ “نواكشوط” التي تقضي نهارها، وشطرا من ليلها في “مهارشات كِلَابِية” مرورية، لا تترك فرصة للنسيان.
هل رأيتم الكلب عندما يغضب من التحدي المقابل: تَحمَرُّ عيناه كأنهما جمرتان، و “تَـنُـكَشِطُ” شفتاه إلى الوراء عن “مِشْطٍ” كامل على جانبي الفَـكّـيْن من الأسنان المرعبة، في وضعية متحفزة للوثوب.. يصاحب ذلك “هَـرير” متواصل، هو ذاتُه سيلُ الشتائم واللعنات المتدفقُ من أفواه المتبارزين في معارك المرور، من جسر (باماكو) جنوبا حتى ( البراد ) و( عين الطلح ) شمالا، من ( الورف) حتى ( تنويش) شرقا مرورا بكل نقاط الاختناق المروري القديمة والمتجددة على ذات الخط.
لماذا المرور معركة حامية الوطيس يوميا في عاصمتنا ؟.
لأن الناس – في حياتهم العامة – لا يلمسون إلا الظلم والغبن.
لو آمن الناس بأقل القليل من العدالة، في الشأن العام، لانعكس ذلك على تصرفهم في الشارع العام.
الظلم لا يولد إلا الرغبة المجنونة في الانتقام.. والغـبن لا يولد إلا الأنانية العدوانية الجموحة.
وهما معا يوفران المناخ الملائم، للإعصار المجهولِ التوقيتِ والنتائج.
ومع ذلك، يحق للنوكى وللحمقى والأغبياء، أن يحلموا بإمكانية استخلاص العسل من نيوب الأفاعي وأذناب العقارب.!
لا حجر على الأحلام.!
حزب الصواب
افتتاحية الأربعاء 09/10/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى