الإمارات من التطوير والتمكين… للريادة والإلهام / محمد عبد الرحمن المجتبى
حزن عميق خيم في أجواء دولة الامارات الحبيبة بعد إعلان خبر وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد طيب الله ثراه
ولا شك أن شعب الامارات الذي يسكب دموعه اليوم على فقيد نادر تخرج من الأكاديمية الأخلاقية والقيادية والإنسانية لحكيم الأمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه رحمات الله، معذور في سكب الدموع على قائد استثنائي تسلم مشعل القيادة والأمانة من مؤسس دولة الامارات الشيخ زايد طيب الله ثراه
بيد أن الأيادي البيضاء للرئيس الراحل الشيخ خليفة وما شهدته الامارات في عهده من حضور إقليمي ودولي مشرف ، وما زرعته من بصمات الخير وسنابل العطاء في شتى أصقاع المعمورة ، كلها عوامل تجعل خارطة الحزن على فقيد الامارات تتجاوز بكثير الحيز الجغرافي لدولة الامارات ، فكل الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم يشاطرون شعب الاماراتي حزنه العميق ومصابه الجلل
وبالنسبة لنا في موريتانيا كانت بلادنا في طليعة البلدان التي أعلنت الحداد الرسمي وبعثت برقيات التعازي والمواساة في رحيل شيخ الحكمة والوقار الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله
كما سافر رئيس الجمهورية على رأس وفد هام لتقديم واجب العزاء لقيادة الإمارات
لقد استلم الشيخ خليفة بن زايد مقاليد السلطة في ظرف مضطرب إقليميا ودوليا ،وفي لحظة كان البعض يرى ( ويتمني) أن الامارات لن تستمر باتحادها الأسطوري يوما واحدا بعد رحيل الشيخ زايد ، وهاهي الامارات بعد ثمانية عشر سنة من حكم الشيخ خليفة تزاحم الدول الكبرى بحضورها الإيجابي وتحجز الأرقام الأولى في شتى المؤشرات العالمية خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية والإنسانية وما وصول الامارات للكوكب الأحمر منا ببعيد
وعلى المستوى الإنساني حفرت الامارات بصمة ذهبية خالدة في وجدان الإنسانية بجهودها الإنسانية الرائعة في أزمة جائحة كوفيد19 التي تراجعت أمامها أعتى المنظومات الصحية والاقتصادية ، لتنفرد الاساطيل الجوية الإماراتية بالمجال الجوي في عز الازمة وهي توزع الدواء والغذاء في شتى اصقاع العالم
كل ذلك وغيره حصل خلال عهد التمكين والتطوير بقيادة الشيخ خليفة بن زايد بمؤازرة وتنفيذ ساعده اليمين ولي عهده الأمين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الذي استلم الأمانة من بعده مفوضا بالبيعة و الطاعة من إخوانه حكام الامارات وشعبه الاماراتي الأصيل، الذي لا أعتقد أنه يوجد اليوم شعب على وجه الأرض يحب قائده كما يحب الأماراتيون الشيخ محمد بن زايد
فالرجل بحضوره الميداني مع شعبه في المدارس والمستشفيات والحقول وبمجلس المفتوح أمام مواطنيه اكتسب حبا اسطوريا في قلوب مواطنية ، وبلغ ذلك الحب ذروته وتعطلت كل آليات التعبير عنه بعد صيحته الشهيرة في عز الوباء والوجل والذعر “لا تنشلون هم” لقد كان لهذه العبارة مفعولها سحري في رفع معنويات شعب الامارات في أقسى وأصعب اللحظات التي شهدتها البشرية في العصر الحديث
محمد بن زايد القائد الفذ الملهم المسكون بحب وطنه وأمته يتقلد اليوم زمام الأمور في دولة الامارات خليفة لخليفة الشيخ زايد ، ولعل أروع تعريف بالرجل هو ما كتبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حيث قال “محمد بن زايد هو ظل الشيخ زايد وامتداده…
تعانق الامارات والأمة العربية والإسلامية اليوم الشيخ زايد بفكره المستنير وحكمته العميقة وانشغاله بقضايا الامة من الماء الى الماء ،وهذا ما جعل الرجل المحبوب بطبيعته نظرا لأخلاقه الآسرة وتواضعه الجم ، مزعجا للتيارات الظلامية على إمتداد خريطة الوجع العربي
لقد أثبت الشيخ محمد بن زايد بحضوره العالمي الذي بهر قادة وساسة العالم أنه رجل المرحلة بامتياز، رجل تحتاجه الأمة كما تحتاجه الإمارات في هذه اللحظة السياسية المأزومة عربيا وإقليميا وحتى دوليا بفعل تداعيات الحرب في أوكرانيا
ولا شك أن تسلم الشيخ محمد بن زايد لمقاليد السلطة في الامارات حدث له ما بعده، لما يشي به من تطور مذهل على شتى المستويات في الامارات ، كما يبعث على الأمل ببروز نجم جديد في سماء القيادات العربية يملك من الحكمة والحنكة والكاريزما ما يؤهله لتصويب القرار العربي وتفعيله والتحليق به لفضاءات الإنجاز والتسامح والتعاطي الإيجابي مع مختلف القضايا العربية ، فالرجل حسب من خبروه مسكون حد الوجع بما تعيشه الأمة العربية من تخلف وتشرذم ، ولديه من الحكمة والروية ما يشعل به قناديل الأمل في نهاية النفق العربي الدامس
حفظ الله دولة الامارات حكومة وشعبا ، ووفق الله قائدها الملهم الشيخ محمد بن زايد للتحليق بها لعوامل جديدة من التطوير والعطاء والإبهار
المصدر : صحيفة “الصدى” الأسبوعية الصادرة بتاريخ الإثنين 15 شوال1443هـ الموافق16/05/2022م