الدكتور حماه الله ولد السالم يكشف المزيد من خفايا و أسرار “الماسونية” في موريتانيا (مقال)
حديث معاد وبتفصيل أكثر
معلومات من “فم الحصان” كما يقول الإنجليز.
تعرفت حدود 1992 على تاجر يبيع بضاعة نخبوية وهو في الأصل جامعي قدير وفيه بقية من شهامة ونبل رغم حدة طبعه وتغير مزاجه ولكنه مع ذلك صاحب ثقافة واسعة و علاقات متشعبة.
كان يعتقد أولا أنني من المنظمة ولذلك عندما أخبرته أنني كنت في ليشبونه بالبرتغال فاجأني بسؤال غريب: هل قمت بالحج؟ ولم أفهم ما يقصد إلا بعد أن تعمقت في خبايا المنظمة وعرفت أنه يقصد زيارة المحفل هناك.
بعدها توثقت علاقتي به وأخبرني أنه من قادة الماسونية في موريتانيا فقلت له لماذا دخلت هذه المنظمة وأنت من بيئة متدينة فأجاب: ندمت على ذلك لكنني توغلت بعيدا وقطعت خط الرجعة رغم أنني لا أقوم بأعمال إجرامية كتلك التي يقوم بها آخرون (سياتي الحديث عنهم).
أضاف: أنا صاحب أرشيفهم بكامله وسألته عن أحد أقاربه فقال: ذاك من القادة الكبار وسألته عن رئيس المنظمة فقال: فلان (شخصية من الشمال) من قبيلة زوايا ومثقف بالفرنسية وهو وزير سابق.
ثم سألته ما الذي تسعون إليه فقال: نحن نريد النفوذ فقلت له ولكن ذلك لا يبرر تغلغلكم في أجهزة الدولة وتعطيل كل شيء أو التلاعب بكل شيء.
فقال أنصت لما يلي: عندما أرادت فرنسا أن تتخلى عن موريتانيا بحثت عن وسيلة للتحكم في مستقبل الدولة الموريتانية والتحكم في الشعب ولا سيما البيظان فأشار عليها خبراء دوليون في السحر الأسود بإنشاء قصر يحوي سحرا مسلطا على النخبة الموريتانية بحيث لا يستطيع اي منهم الخروج على أوامر المحفل في دكار وانواكشوط وفرنسا وغيرها ولعلمك هذا القصر بنيان معروف يتراءى للداخل إلى داكار على اليمين من منعطف الأوتوروت وهو قصر أبيض يبدو وكأنه ملعب وبالقرب منه ما يشبه الوتد وهو مصعد إلى عدة طبقات في كل طبقة صناديق خشبية فيها متروك بشري يجعل شيطانا هوائيا مسلطا على الضحية يراقبه ويخبر بأحواله ويخضع لما يطلب منه وتخترق الطبقات قنوات تحمل رائحة المجاري المنبعثة من قناة تحت البناء يمدها نهر دائم من المجاري القادمة من محطة المجاري القريبة وذلك ليتشبع المكان بالنجاسة التي تالفها الشياطين. ولعلمك القصر موجود بعلم الحكومة السنغالية وهو محروس ليلا ونهارا بحرس خاص.
وهذا هو السر في أن مشاريع موريتانيا ومصالح شعبها يتم تخريبها بأيدي أبنائها لأنهم تحت الإكراه والتهديد والرقابة الخفية.
ولعلمك نحن لا نزيد على 73 شخص وهم القادة وبعضهم لا أعرفه شخصيا والبريد السري تحمله امرأة من قرية كذا جنوب انواكشوط ولا يعرفها الجميع.
بعض الماسونيين ولا سيما من ولايتين معينتين لديهم حقد على المجتمع ويمارسون من الموبقات والابتزاز الجنسي والقتل والظلم والطعن في الأعراض والإفساد في الأرض ما ينكره العقل ولا يقدر عليه إلا عتاة المجرمين الذين لا يؤمنون بشيء وذكر منهم فلانا وقال هو من يسبك ويطعن في أصلك وفرعك ليل نهار ويحاصرك بصنوف الحصار في عملك (بالطبع أعرف كلب النار الذي يقصده).
ثم قال ذات مرة: “كنا انباتو في نقاش إياك نحصلو لهذا الشعب قليلا من التعريب؟” فسألته وهل الدولة على علم فضحك وقال: “هوم هوم ذا كامل” أي يسيطرون على الدولة بحذافيرها ويرفضون أي مكانة للغة العربية.
ومن غرائب الحديث مع هذا الماسوني أنني ذات مرة ذكرت امامه رقم 13 فنظر إلي منزعجا وعرفت بعد ذلك أنهم يتشاءمون من هكذا رقم لأنه وافق اليوم الذي عدل عليهم فيه لعميه فيليب الحديدي ملك فرنسا العظيم.
ومرة أخرى قال لي نعرف أنك متحصن ابشي يغير نحنا انراقبوك الين تسها؟ فقلت له لا أخشاكم ولا عندي شي جاحدو فقال: انت اقلبتنا ونعرفو ان ما نخاف منك ما ينفع فيه شي وذكر أمورا ليس هنا مجال شرحها.
ومن غرائبه انني لاحظت أنه ينظر إلى تاجر يتردد على مؤسسته ويقوم التاجر بكتابة كلمات باحرف غريبة وهو ينظر إليه ولا يرد بل يستمر في المتابعة عرفت بعدها أن لهم كتابة معينة ولها حروف مخصوصة وفيها معنى عجيب لا يطابق عقيدتهم ولست هنا بصدد الحديث عنه.
تشعب الحديث وفي كل مرة كان “يتحفني” بالجديد المرعب ومن ذلك أنه قال: بعض القادة يبيح دبره لشيطانه مقابل خدمة معينة وعويصة وذكر ثلاثة أسماء (فلان وفلان وفلان من قادتهم) وبعضهم يسجد لتمثال إبليس المقام في جوف قاعة واسعة تحت بناء عادي في جنوب العاصمة وهي قاعة مفروشة بسجاد لا مثيل له في قصور الملوك وفي نهايتها تمثال بنفس مقاسات الشيطان لدرجة التطابق أنجزه حبراء منهم في لندن ومن يسجد له يدخل من طريق لا يعرفه ثم يشاهد المذكور ويردد كلاما كفريا بلغة الجن فيرتفع ما يشبه المد ويضيئ التمثال بتلبس شيطاني ويصاب الساجدون بحالة هيستيرية من النشوة والغياب عن الوعي ثم ينتهي كل شيء ومن شارك في هكذا عمل لا ينفعه إيمان ولا توبة وذكر فلانا وفلانا من القادة وعرفت بعد ذلك أسماء أخرى.
ذكر لي مرة أن وزيرا تولى وزارة سيادية في عهد ديمقراطي مؤقت كان من غلاتهم في كره البيظان وفي الانخراط في العمل الماسوني.
وأذكر وزيرا من قومية إفريقية مكث مدة يتنقل بين الوزارات كان يزوره في مؤسسته وبينهما ود وتفاهم خاص.
وقال أيضا: الماسون لا يحكمون العالم مطلقا لكنهم يتغلغلون بتلك الطرق وبغيرها من وسائل الإغراء والتهديد والابتزاز وتبادل المصالح ولديهم مراسلات شخصية يحملها البريد في رأسه كل مرة ويعبر إلى دكار ولو انقطع التواصل لانهار الكثير من أعمالهم وبعد مذابح السنغال تم غلق الحدود فضغطوا حتى أعيد فتحها.
سألته مرة أخرى ما هي أعمالهم فقال بعضهم يريد النفوذ ولا يباشر أعمالا ضارة مباشرة والبعض الآخر يعيث في الأرض فسادا.
وتعليقا مني على هذا الكلام الاخير فقد قال ماسوني كبير آخر: يريدون أن يكون الدين شيئا فرديا أو غير موجود وأن يكون المجتمع حرا في علاقاته وروابطه ومن غير قيود اجتماعية ولا خلقية ولا طبقية.
الراجل راصو حدجة وربما يقرأ هذا المكتوب
هذا من الملف الماسوني الذي لا يمكن إنكاره.
من صفحة الكاتب