الأخبارمقالات و تحليلات

الدهشة تحتويني في عشرة مواقف! / بقلم :أحمد عبدالرحمن العرفج

أحمد عبدالرحمن العرفج / باحث وكاتب صحفي ومنتج محتوى سعودي

أُحبُّ #الدَّهشةَ، وأعلمُ أنَّ الدَّهشةَ هِي التِي تجعلُ الإنسانَ فِي حالةِ نموٍّ مستمرٍّ؛ كمَا أنَّ الحياةَ غالبًا مَا تتجدَّدُ بالدَّهشةِ، وأسعدُ النَّاسِ حالًا مَن كانَ مصاحبًا للدَّهشةِ، لذلكَ فعَّلتُ خاصيَّةَ الدَّهشةِ فِي عشرةِ مواضعَ وهِي علَى النحوِ التَّالِي:

أوَّلًا: عندمَا أقرأُ القرآنَ، أقرأُهُ وكأنَّهُ موجَّهٌ إليَّ، أتدبَّرُهُ وأفكِّرُ فِي ألفاظِهِ ومعانيهِ.. والعجيبُ أنَّنِي كلَّمَا تأمَّلتُ، اكتشفتُ معانيَ جديدةً!

ثانيًا: إِذَا مشيتُ فِي حارتِنَا، تجوَّلتُ فيهَا كغريبٍ، أعبرُ أزقَّتَهَا وكأنَّنِي أسيرُ فيهَا لأوَّلِ مرَّةٍ.. حتَّى أكونَ فِي حالةِ اندهاشٍ دائمٍ!

ثالثًا: إِذَا دخلتُ أيَّ مدينةٍ مِن المدنِ -حتَّى لوْ كنتُ أعرفهَا جيِّدًا- أتجوَّلُ فيهَا كسائحٍ لأوَّلِ مرَّةٍ يدخلُهَا.

رابعًا: إِذَا أقبلتُ علَى الطَّعامِ، أُقبلُ عليهِ كمتذوِّقٍ يحاولُ أنْ يعرفَ أسرارَهُ.

خامسًا: إِذَا ذهبتُ إلَى أهلِي، أذهبُ إليهِم كزائرٍ؛ لأنَّ الزَّائرَ يلتقطُ العجائبَ، ويلاحظُ الجماليَّاتِ فِي كلِّ ركنٍ.

سادسًا: إِذَا قرأتُ أيَّ كتابٍ، أقرأُهُ كمستكشفٍ يحاولُ أنْ يلتقطَ مَا فيهِ مِن كنوزٍ.

سابعًا: إِذَا جلستُ معَ صديقِي، أجلسُ معَهُ وكأنَّنِي أراهُ لأوَّلِ مرَّةٍ، إِنَّنِي لستُ كبعضِ أصحابِ الغزلِ الكذَّابِينَ الذِينَ إذَا رأُوا فتاةً جميلةً قالُوا لهَا:

كَأنَّنِي أَعْرفُكِ مِن سِنين، لستُ كذلكَ؛ بلْ أقولُ لصديقِي: إِنَّنِي أستمعُ إليكَ وكأنَّنِي تعرَّفتُ عليكَ البَارحةَ!

ثامنًا: إِذَا ذهبتُ إلَى استديوهاتِ #روتانَا، أستعدُّ لحلقةِ #يَاهَلَا_بِالعَرفَجِ، وكأنَّهَا أوَّلُ حلقةٍ أُقدِّمُهَا فِي حياتِي المهنيَّةِ، رغمَ أنَّنِي تجاوزتُ -الآنَ- تقديمَ أكثرِ مِن 500 حلقةٍ.

تاسعًا: إِذَا كتبتُ كتابًا، أو مقالًا، أهجرُهُ وأنفصلُ عنهُ لمدَّةِ أسبوعَينِ، ثُمَّ أقرأُهُ، وأنفصلُ عنهُ، ثمَّ أقرأُهُ وكأنَّه لغيرِي حتَّى أعيشَ الدَّهشةَ بكاملِ أبعادِهَا!

عاشرًا: عندمَا أقابلُ «مَن أُحبُّ» أعيشُ معَهُ الدَّهشةَ وأحاولُ أنْ أكتشفَ جماليَّاتِهِ التِي لمْ أتعرَّفْ عليهَا مِن قَبل.. ومِن العجيبِ أنَّنِي كلَّمَا قابلتُ مَن أُحبُّ، أرَى فيهِ أشياءَ لمْ أُلاحظْهَا مِن قَبل، وهكذَا هِي مخرجاتُ الدَّهشةِ!

حسنًا؛ مَاذَا بَقِيَ؟!

بَقِيَ القولُ: يقولُ شيخُنَا أبو سفيان العاصي: «الدَّهشةُ هِي العمودُ الفقريُّ للفلسفةِ»!

ويقولُ شوبنهاور: «امتلاكُ الرُّوحِ الفلسفيَّةِ؛ يَعنِي القدرةَ علَى الدَّهشةِ أمامَ الوقائعِ الاعتياديَّةِ وأشياءِ الحياةِ اليوميَّةِ، ويَعنِي طرحَ أكثرِ الأشياءِ عموميَّةً واعتياديَّةً للدراسةِ».

إنِّنِي أحاولُ أنْ أكونَ مندهشًا طوالَ الوقتِ، وقدْ تعلَّمتُ الدَّهشةَ وصناعتَهَا مِن الأطفالِ، فهُم فِي حالةِ اندهاشٍ دائمٍ، يندهشُونَ مِن كلِّ شيءٍ يرونَهُ، أو يسمعُونَهُ، أو يتذوَّقُونَهُ، أو يشعرُونَ بِهِ!

المصدر : صحيفة المدينة السعودية  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى