المؤتمر الافريقي لتعزيز السلم في نسخته الثالثة في نواكشوط … السلم.. ثم السلم… ثم السلم .. / محمد عبد الرحمن المجتبى
غدا الثلاثاء يتجدد موعد نواكشوط مع القادة الديين في القارة السمراء حيث تنطلق فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر الافريقي لتعزيز السلم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني والرعاية الفخرية لسماحة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى أبوظبي لتعزيز السلم وبحضور وإشراف الأمين العام للمنتدى معالي الأستاذ الشيخ المحفوظ بن بيه وجمع غفير من النخب الفكرية والدينية من القارة الافريقية وشتى قارات العالم
مؤتمر هذا العام المنعقد تحت شعار الآية الكريمة (يـــــأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة.). يناقش على مدى ثلاثة أيام الإشكاليات والتحديات التي تواجه المجتمعات المسلمة خاصة في القارة السمراء و سيشهد مشاركة بعض رؤساء و ممثلي الحكومات في إفريقيا وأبرز قادة الشأن الديني وكبار العلماء و الدعاة و القيادات الشبابية في القارة.
و ستتناول جلسات الملتقى محاور وورشات مختلفة، من أهمها:
1 – المحور التشخيصي:”جغرافية الأزمات في القارة الإفريقية”.
2 – محور “الحوار والمصالحات.. التأصيل و التنزيل”.
3 – محور “تصحيح و ترشيد المفاهيم المرتبطة بتعزيز السلم”.
4 – محور “الدولة الوطنية و تعزيز السلم”.
5 – ورشة “دور المؤسسات التعليمية في تعزيز السلم في القارة”.
6 – ورشة “التنمية على بساط السلم”.
7 – ورشة “الهجرة غير الشرعية.. مأساة متكررة و مقاربات إنسانية”.
8 – ورشة الشباب ضمن أعمال قمة الشباب والسلم.
9 – ورشة “المرأة ودورها في تعزيز السلم”.
10 – ورشة “السلم في التراث الإفريقي”.
ويتوقع أن تعطي النسخة الثالثة من المؤتمر الافريقي لتعزيز السلم دفعا وتكريسا قويا لمخرجات المؤتمرين السابقين خاصة المؤتمر الماضي الذي شكل لحظة
موريتانية وافريقية فارقة وخالدة سجل فيها علماء وأجلاء القارة السمراء موقفهم ورفضهم الحاسم للاتهامات التي تسعى جهات داخلية وخارجية لإلصاقها بديننا الحنيف ، وبنا كمسلمين ، حيث انتشرت بين الناس ثقافة دخيلة تمجد العنف والتطرف، وعدم التسامح و تنشر الكراهية والظلامية وغيرها من الظواهر والمسلكيات المشوهة لتاريخنا وحضارتنا وديننا ودنيانا.
وتعاني مجتمعاتنا في القارة الإفريقية خاصة منطقة الساحل والصحراء من تداعيات هذا الوجع الفكري الخطير، الذي انتشرت خارطته الدموية مستغلة لبوس المظاهر الدينية الخداعة، وممتطية صهوة الهشاشة التنموية، و وضعيات الفقر المدقع الذي تعرفه مناطق كثيرة من القارة الافريقية…
في هذا السياق الخطير تأتي مبادرة منتدى أبوظبي لتعزيز السلم بعقد المؤتمر الاول في نواكشوط قبل عامين تحت عنوان دور الاسلام في افريقيا التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال وهو المؤتمر الذي تطارح فيه القادة الدينين والمفكرين الافارقة الاراء حول الظاهرة وخرجوا بإعلان نواكشوط الذي يرفض كل المسلكيات والظواهر المناقضة لسماحة الدين الاسلامي وتسامحه وعدله ورحمته
وهاهي نواكشوط تحتضن نواكشوط غدا الثلاثاء المؤتمر الثاني لعلماء إفريقيا من أجل تعزيز إعلان نواكشوط الأول وتأكيد الدور المحوري والحساس الذي يضطلع به علماء القارة في نشر ثقافة السلم والتسامح والعدل والرحمة بين الناس.
الأمر الذي يدخل في صميم اهتمامات منتدى أبوظبي لتعزيز السلم برئاسة سماحة الشيخ عبد الله بن بيه حفظه الله ، الذي تجسد أفكاره ورؤاه اليوم منابع استشرافية لمعالجة الوجع الفكري والتردي التنموي الذي تعيشه الأمة، بعد أن سادت السياسات الظلامية والتكفيرية خلال العقود الماضية، وسرقت عقول أبناء الأمة بتقنياتها العاطفية في شحن الشباب بالمفاهيم الهدامة والأفكار المنحرفة.
ولا شك أنها مهمة صعبة وشاقة تنتظر القادة الافارقة ومعهم النخب الدينية والفكرية لانتشال شباب القارة من خطر الجماعات الارهابية المتطرفة ، وبكل تأكيد تعتبر مبادرات منتدى أبوظبي لتعزيز السلم أهم وابرز آلية لتحصين شبابنا وبلدننا ضد هذا الداء الخطير.
ولا شك أن التطلعات كبيرة بحجم الامال والاحلام ، وشباب القارة وشيبها يتطلعون لهذا المؤتمر الهام ولمخرجاته التي ستعزز السلم في القارة والعالم ، وتطرح بدائل وآليات لإنقاذ الشباب من مصايد التغرير والاختطاف لمصايد القوى الظلامية ذات الأفكار الهدامة ، وهذا ما دأب عليه القائمون على هذا المؤتمر المنبثق من مشكاة منتدى أبوظبي لتعزيز السلم الذي يزرع زهور وبذور السلم والسلام في شتى أنحاء العالم ويرفع خطابا مسلما مسالما للبشرية فحواه ومبتغاه أن هلموا يسكان المعموة للتعايش والتآخي ولن يتأتى ذلك الحلم إلا بالتشبع بثقافة السلم ثم السلم ثم السلم
المصدر : إفتتاحية الصدى الورقية الصادرة اليوم الاثنين 23جمادى الثانية عام 1444هـ الموافق 16يناير 2023