الأخبارتحقيقاتقضايا المجتمع
المدارس الخصوصية الأجنبية داخل الوطن … البيئة الحاضنة للتنصير و التبشير / اباي ولد اداعة
انتشر علي نطاق واسع عبر وسائل التواصل الإجتماعي محتوي فيديو يظهر قيام بعض القائمين علي شأن المدارس الأجنبية ببلادنا تنظيم أنشطة إحتفالات مسيحية تنصيرية بالتزامن مع أعياد ميلاد المسيح عليه السلام .
داخل وسط مدرسي بالعاصمة انواكشوط يضم أطفالا موريتانيين يرتدون ملابس تقليدية حمراء تعكس الإنتماء للمسيحية .
في مشهد يحاكي إحتفاء الكنائس ببابا انوييل .
و التشهير بألوان تروج للمثلية .
كما شهد الحفل توزيع بعض الهدايا علي الأطفال وهم في نشوة فرح .
يحدث هذا نهارا جهارا علي أرض بلاد شينقيط المنارة و الرباط ، في ظل تغافل الجهات الرسمية و الحكومية و غياب الدور الرقابي للأسرة و قطاع التعليم و الشؤون الإجتماعية .
في حين تحدثت مصادر متباينة أن لجنة تحقيق من وزارة التربية و إصلاح النظام التعليمي تمكنت من معرفة و تحديد مكان الإحتفالات المسيحية التي جرت بداخل روضة أطفال تحمل إسم Montessori تعمل في مقاطعة تفرغ زينة منذ سنوات دون ترخيص حسب المتداول ،
و هو أمر يبعث علي القلق ، يوحي و كأننا نعيش في بلاد السيبة .
هذا وقد أشرف وفد من وزارة العمل الإجتماعي بحكم إختصاصه في مجال التعليم ما قبل المدرسي ( التنشيئة أو الحضانة ) رفقة السلطات الإدارية و الأمنية علي إغلاق هذه الروضة .
في إنتظار مآلات التحقيق حول الحادثة قبل إتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة و المناسبة في هكذا حالات .
تأتي هذه الحادثة في الوقت الذي تم فيه مع بداية العام الدراسي الحالي حظر مستويات من التعليم الأساسي علي مدارس خصوصية وطنية في ظل فرض الحكومة إرساء نظام المدرسة الجمهورية .
و إصدار قرار بالسماح لأعداد كبيرة من المدارس و الروضات الخصوصية الأجنبية مزاولة تدريس المناهج الفرنسية بكل المستويات داخل الوطن .
في خطوة غير مسبوقة لتوطين الثقافة الفرنسية من خلال تربية أبنائنا علي تعليم مبني ظاهريا علي عقيدة علمانية و باطنيا علي التنصير و التبشير .
كنمط و سلوك و تاريخ سيشكل لاحقا جزءا من شخصيته .
دون مراعاة خصوصية الثوابت الدينية و الوطنية و الأخلاقية للبلد .
مما أثار أنذاك جدلا وطنيا كبيرا و إستياءا و غضبا واسعين داخل أوساط نقابات قطاع التعليم الخصوصي ، حيث شكلت هذه المدارس و الروضات وجهة و قبلة لأبناء النخب الوطنية النافذة و الحاكمة و رجال المال و الأعمال دون غيرهم ، بحكم إرتفاع رسوم الدراسة فيها و أمور أخري .
و هو ما يؤكد جليا أن الثقة باتت شبه مفقودة إن لم تكن معدومة بين المسؤول الحكومي و طبقات واسعة من المجتمع إزاء نظام التعليم العمومي.
بدليل تسجيل أبنائهم في مدارس خصوصية أجنبية .
مما سيكرس من جديد للطبقية في التعليم و سيخلق جيلين متباينين داخل وطن واحد .
و سيزيد الفجوة بين مكونات الشعب الواحد.
و بالتالي سيقلل من جدية و مصداقية عملية إصلاح قطاع التعليم التي تبنتها الحكومة .
هذا وقد سبق أن حذرت نقابات التعليم الخاص السلطات العمومية المختصة من خطورة تداعيات هذا القرار المتناقض غير منصف و غير عادل .
لما تشكله هذه المدارس الأجنبية من مخاطر علي التنشيئة الإجتماعية للطفل و الهوية الدينية و الوطنية .
إن إستمرار الوضع الحالي لهذه المدارس الأجنبية علي هذا النحو من الإستقلالية و حرية إختيار المناهج و التحرر من قيود الرقابة ،
سيؤدي للأسف الشديد إلي تعدد الإنتماءات الثقافية و الدينية للأجيال القادمة و إنفصام في الشخصية .
حسب نوعية التعليم الذي سيتلقاه الطفل في المدارس .
و إلا فسينتج حتما هذا التعليم الأجنبي جيلا مشوها عقائديا و فكريا و ثقافيا و وطنيا .
وسيخدم المستعمر إستدلالا بالآية الكريمة من سورة البقرة :
( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ” ) صدق الله العظيم .
إن نجاح إصلاح التعليم رهين بمدي قدرة المدرسة العمومية او الجمهورية علي إستيعاب جميع أبناء الوطن و الإضطلاع بمهام تربية و تكوين ناشئتنا بشكل يسهم في تنويع العرض التربوي الوطني مع مراعاة الثوابت الدينية و الوطنية و الأخلاقية .
فمراقبة سير المؤسسات التعليمية لا بد أن تبقي في قبضة يد الدولة .
بغية خلق أجيال متعلمة و الرفع من المستوي المعرفي لديهم ، و إنتاج أطر تربوية تعطي بعدا وطنيا في تكوين الأجيال المقبلة من النخب الوطنية التي ستدير شؤون البلاد و العباد في قادم الأيام إن شاء الله .
حفظ الله موريتانيا
اباي ولد اداعة