المنطقة العربية تستقبل 2025 بين تحديات الحاضر ورهان المستقبل / محمد جلال الريسي
المنطقة العربية تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة تهدد استقرارها وتضع مستقبل أجيالها على المحك.
من التغيرات المناخية المتسارعة التي تفرض ضغطًا هائلًا على الموارد الطبيعية، إلى النزاعات السياسية التي تستنزف الطاقات البشرية والاقتصادية، يبدو أن الطريق نحو المستقبل الآمن يتطلب قرارات جريئة وتعاونًا غير مسبوق.
الإمارات العربية المتحدة قدمت نموذجًا رائدًا في التصدي لهذه التحديات، حيث عملت على تنويع اقتصادها، وتعزيز الاستدامة البيئية، والاستثمار في الطاقة المتجددة، إلى جانب مبادرات دولية تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي. ومع ذلك، هذه الجهود بحاجة ماسة إلى دعم جماعي من دول الإقليم. فالتغير المناخي لا يعترف بالحدود الجغرافية، والأزمات السياسية تمتد تداعياتها لتشمل الجميع. التعاون العربي أصبح ضرورة ملحة لضمان أن يكون المستقبل فرصة للأجيال القادمة وليس عبئًا ثقيلًا عليها.
النزاعات والصراعات التي تدور في بعض دول المنطقة تشكل تهديدًا كبيرًا للتنمية، حيث تمنع الاستثمارات، وتقوض الأمن، وتبدد الموارد التي كان من الممكن أن تُستخدم لتحقيق النهضة الشاملة. هذه الدوامات لا تخدم أحدًا، بل تسهم في تعميق الأزمات، وتهدد بترك إرث كارثي للأجيال القادمة إذا لم يتم تداركها.
في ظل هذه التحديات، لا يمكننا أن نغفل عن حقيقة أن الله سبحانه وتعالى بفضله ورحمته قد حفظ المنطقة العربية من العديد من الأزمات التي ضربت دولًا أخرى. لكن هذا الحفظ الإلهي يستدعي منا أن نبذل المزيد من الجهد لنكون أهلاً لهذا الخير. علينا أن نعمل معًا بحكمة وإصرار للوصول بسفينتنا إلى ساحل الأمان، حيث يسود الاستقرار، ويزدهر الإنسان، وتنطلق التنمية.
إن المسؤولية تقع على الجميع، حكومات وشعوبًا، لتوحيد الجهود وتجاوز الخلافات من أجل بناء مستقبل مشرق. استغلال الفرص، والاستفادة من التجارب الناجحة مثل تجربة الإمارات، والسعي لتحقيق السلام، ليس خيارًا بل ضرورة. فلنعمل جميعًا على وضع رؤية مشتركة تستهدف حماية منطقتنا، لأن استمرار الصراعات لن يؤدي إلا إلى انهيار الحلم العربي الذي طالما سعى إليه أجدادنا.