أخبار موريتانياالأخبار

تدشين مركز لتصفية الكلى بمركز الاستطباب الوطني بتمويل سعودي

الصدى_و م أ /

أشرف وزيرا الشؤون الاقتصادية و ترقية القطاعات الإنتاجية والصحة السيدان على التوالي ، أوسمان مامادو كان،و المختار ولد داهي، اليوم الثلاثاء في نواكشوط، رفقة سفير المملكة العربية السعودي في بلادنا، السيد محمد بن عايد البلوي، و الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، السيد سلطان بن عبد الرحمن المرشد، على تدشين مركز لتصفية الكلى بمركز الاستطباب الوطني، ممول من طرف الصندوق السعودي للتنمية.

و يصل الملبغ المالي لهذا المركز ما يناهز 700 مليون أوقية قديمة ،وقد شيد على مساحة تربو على 1200 متر مربع، ويتوفر على كل اللوازم من قاعات لمعالجة المياه ومختبرات وغرف للعمليات وقاعات للتشخيص والتمريض، والصيدلة، وغير ذلك من لوازم المستشفيات.

و بعد قطع الشريط الرمزي إيذانا ببدإ أعمال المركز، أدى الوفد جولة تفقد لمختلف أجنحة المركز، كما اطلعوا على مختلف الأجهزة التي يحتويها.

و أوضح معالي وزير الصحة، في كلمة له بالمناسبة ، أن هذا المركز يضع لبنة خير وإنجاز في صرح بنيان واحدة من أكثر المشاكل الصحية؛ نظرا لتعاضـد وتشـابك الأبعاد الاجتماعية والإنسانية والصحية بها.

و أضاف أن مشاكل التكفل بأمراض الكلى، وغسيلها بالذات، قد أضحت أمرا يؤرق العديد من الأفراد والعائلات، ويستنزف الكثير من طاقاتها ووسائلها، وإن بلدنا؛ رغم انخفاض نسبة مرضى غسيل الكلى فيه، مقارنة مع دول الجوار المغاربي بسبب نقص قدرات الاستكشاف المبكر؛ ما يزال يعاني بعض النقص في مجال مستلزمات ومتطلبات التصفية.

و بين أن تمركز أكثر من 60% من مرضى الكلى بمـدينـة نواكشـوط وحدها ومحدودية القدرة الاستيعابية لمراكز التصفية، ونقص المصادر البشرية المتخصـصـة في أمراض الكلى سـواء كانوا أطباء متخصـصـين أو فنيي تمريض كلها عراقيل وعقبات تجعل من هذا المشروع مشروعا ضروريا ومهما وهو ما يفسر الاستعجال على استغلاله منذ أكثر من سنة قبل انتهاء كافة أشـراط وشـروط استلامه وتدشينه نظرا لمستعجلات تتعلق بحياة بعض مرضى غسيل الكلي.

و قال ” إن هذا المركز وبنيته المكتملة فنيا مثل وسيمثل تحولا مهما وضروريا في واقع العديد من مرضى غسيل الكلى المزمن الذين تتحمل الدولة عنهم كل المصاريف ذات الصلة بالتصفية بنسبة 100%، (شفاهم الله وعافاهم ولا أرى محبيهم فيهم مكروها)؛ فهذا المشروع بالغ الأهمية لما سيساهم به من تخفيف الضغط على العديد من المراكز؛ مع خدمات ذات جودة أعلى”.
 وبين معالي الوزير أن قطاع الصحة يمثل أولوية قصـوى لدى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني،كما تمثل أوضـاع ذوي الأمراض المزمنة بالذات اهتماما خاصا لديه؛ لذلك فإن هذا المركز يعني لنا كثيرا، لما ننتظره منه من مساهمة في حل المشكل الصحي، ولما نتوخاه منه -أيضا من التخفيف على هذه الفئة الهشة من المرضى، وهي مناسبة أيضـا للتعبير عن مزيد حاجة القطاع الصحي لتمويلات الصندوق السعودي للتنمية بناء و تجهيزا لمستشفيات متخصصة كمستشفى علاج أمراض السكرى وبناء و تجهيز مسـتشـفيين وفق المعايير الفنية خاصين بالأورام السرطانية الأم والطفل ونحن واثقون من التعويل عليكم السـيـد الرئيس و على مؤسـسـتكم الموقرة في المساهمة في سـد الـنـواقـص و تلبية الاحـتـيـاجـات الـمـنـوه عنهما.

و قال إن هذا المركز ليس بدعا أو نشازا في التاريخ السعودي الموريتاني، وإنما هو محطة فقط من رحلة طويلة من الأخوة والتعاون والبذل.. بدأت مع الآباء المؤسـسـين؛ يوم اكتشفوا – عبر قوافل الحجيج – أهل شنقيط؛ أهل القرءان والنحو والأدب والفصاحة والعلم.. ليحجزوا في تلك الـمـكـانـة الـتـي ورثهـا الـجـدود للأبناء أنـفسـهـم و الاحفاد.

و أشار إلى أن تمويل هذا المركز ينضـاف إلى مئات مشاريع العون الاقتصـادي والاجتماعي والثقافي الثابت منذ أن زار الملك فيصل رحمه الله موريتانيا 1972؛ الذي كان – شـأنـه شـأن بقية أبناء وأحفاد الملك عبد الـعـزيـز- الـمـوريـتـانـيـون يـتـبـوؤون مـكـانـة خـاصـة في نفسه، مبينا أن قافلة الخير السعودية ما تزال سيارة، وما يزال السعوديون يصرون كل مرة على أن موريتانيا تعني لهم الكثير، ولعل آخر تلك البوادر توجيه الملك سلمان بن عبد العزيز بتسمية بلدنا لإيواء جائزة الملك سلمان بن عبد العزيز لحفظ وتجويد القرآن الكريم، وعلوم الحديث ويحيي هذا التوجيه الملكي الذاكرة المتعلقة بالصـورة الموريتانية في أذهان أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز؛ صـورة الشناقطة الذين ضربوا بالحجاز مثلا في العلم والعمل به.

و بدوره شكر الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتمنية، الحكومة الموريتانية على حفاوة الاستقبال و كرم الضيافة، مضيفا أن تدشين المركز يأتي انطلاقا من دور المملكة العربية السعودية، وإيمانها بأن صحة الإنسان تشكل أهمية بالغة، مبينا أن دعم القطاع الصحي له الأثر الواضح في النهوض بالحياة الاجتماعية نحو النمو والازدهار، آملا أن يتم تدشين مشروع المستشفى بمدينة أطار ووضع حجر الأساس لمشروع مستشفى الملك سلمان الجامعي خلال الربع الأخير من هذا العام.
 أشار إلى أن تمويل المركز يأتي ضمن منحة مقدمة من طرف حكومة المملكة العربية السعودية من خلال الصندوق السعودي للتنمية بقيمة إجمالية تقدر بـ(10) ملايين دولار وتتضمن تمويل مستشفى بمدينة أطار،حيث يشمل المشروع الذي نفتتحه اليوم بناء وتجهيز مركزا يتسع لعدد (16) وحدة غسيل كلى والتي ستسهم في رفع الطاقة الاستيعابية للخدمات الصحية بنواكشوط.

و أضاف أن حكومة المملكة العربية السعودية تولي اهتماما بالغا لدعم قطاعات التنمية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية من خلال المشاريع والبرامج الإنمائية التي يمولها الصندوق السعودي للتنمية، حيث قدمت على مدى السنوات الماضية (19) قرضا تنمويا لتمويل (24) مشروعا إنمائيا بقيمة تصل إلى أكثر من (625) مليون دولار، بالإضافة للمنح الكريمة المقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية عبر الصندوق لتمويل (29) مشروعا إنمائيا بقيمة تزيد عن (151) مليون دولار، للإسهام في نمو وازدهار العديد من القطاعات الحيوية والتنموية.

و كان عمدة بلدية تفرغ زينه، السيد الطالب و لد المحجوب، رحب بالوفد السعودي، كما أشار إلى أهمية تشييد هذا المركز و لما له من أهمية بالنسبة للطبقات المتوسطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى