إفريقي ومغاربيالأخبار

تونس :قيس سعيد يعلن رسميا ترشحه لانتخابات الرئاسة

– أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد مساء اليوم الجمعة ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية، في قرار كان متوقعا على نطاق واسع خاصة بعد أن كثف في الفترة الأخيرة من تحركاته وزياراته لعدة مناطق في خطوة اعتبرها كثيرون حملة انتخابية مبكرة.

وقال سعيد من برج الخضراء في الجنوب التونسي (927 كلم عن العاصمة) في فيديو نشرته الرئاسة التونسية على صفحتها الرسمية بفيسبوك ”حين يدعوك الواجب الوطني المقدس فلا مجال للتردد ولا مجال إلا أن تقول إنني لبيت النداء.. ومن برج الخضراء أعلن رسميا ترشحي للرئاسية يوم 6 أكتوبر لمواصلة مسيرة النضال في معركة التحرير الوطنية”.

وأضاف أنه اختار إعلان ترشحه لسباق الرئاسة من برج الخضراء لرمزية المكان. وقال “اخترت هذا المكان لأنه يعبق برائحة النضال.. برج الخضراء رمز المناعة والصمود والعلو والشموخ.. اخترت هذا المكان للتأكيد على أن تونس دولة موحدة من آخر نقطة في الشمال إلى آخر نقطة في الجنوب وستبقى موحدة ..”.

وبرج الخضراء هي آخر نقطة في التراب التونسي جنوبا على الحدود مع كل من ليبيا والجزائر. وكانت تسمى في عهد الاستعمار ‘فور سان’.

ودعا سعيد التونسيين الذين سيقومون بتزكية المترشحين إلى الانتباه من كل أشكال الاندساس والمغالطات. وقال إن ”البعض سقط عن وجوههم القناع والبعض الآخر سيسقط عنهم في قادم الأيام”، محذرا أيضا من تلقي الأموال من أي جهة كانت، قائلا ”من قبل بمليم واحد فأنا منه براء إلى يوم الدين”.

كما دعا إلى “عدم شخصنة السلطة” لأن القضية اليوم تتعلق بتونس، مضيفا أن ”الجميع مارّون عابرون وتونس ستبقى”.

ولم تترشح لسباق الرئاسة شخصيات سياسية وازنة، فمعظم من عبروا عن نيتهم التقدم بملف الترشح لا يتمتعون بشعبية كبيرة.

وكان قيس سعيد قد فاز بولاية رئاسية مدتها 5 سنوات في انتخابات أكتوبر 2019 من دون أن ينتمي لأي حزب ولم تدعمه أي جهة على خلاف بقية المرشحين في تلك الانتخابات. ولم يكن شخصية معروفة لدى التونسيين لكنه اشتهر خلال ظهوره في برامج تلفزيونية في تحليلات سياسية تتعلق أغلبها بمسائل دستورية بحكم أنه جامعي مختص في القانون الدستوري.

واكتسب شعبية أكبر بعد قرارات 25 يوليو 2021 التي عزل بموجبها منظومة الحكم السابقة التي كانت تقودها حركة النهضة وحل البرلمان وتعليق العمل ببعض فصول الدستور التونسي واعتماده على مراسيم رئاسية في إدارة الحكم وهي المنظومة التي اتهمها بالفساد ونهب المال العام وتجويع التونسيين.

واتهمه خصومه بالانقلاب على الشرعية وتعرض لانتقادات حادة داخليا ودوليا وتعرض لضغوط شديدة، لكنه أصر على موقفه وتجاهل تلك الضغوط، مؤكدا أن الإجراءات التي اتخذها هي تصحيحا للمسار الثوري ولانقاذ الدولة من الانهيار.

ويقبع حاليا عدد من رموز منظومة الحكم السابقة ومن رجال أعمال في السجن على ذمة قضايا تتعلق بالفساد المالي والإرهاب.

وفي 2 يوليو دعا سعيد الناخبين إلى انتخابات رئاسية في 6 أكتوبر المقبل. وقاطعت المعارضة كل الاستحقاقات التي تضمنتها إجراءات استثنائية بدأها سعيد في 25 يوليو 2021، وأوجدت أزمة واستقطابا سياسيا حادا.

وشملت هذه الإجراءات حل مجلسي القضاء والنواب وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء شعبي، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

وتعتبر قوى تونسية هذه الإجراءات “انقلابا على دستور 2014 وتكريسا لحكم فردي مطلق”، بينما تراها قوى أخرى مؤيدة للرئيس التونسي “تصحيحا لمسار ثورة 2011″، التي أطاحت آنذاك بالرئيس زين العابدين بن علي (1987 ـ 2011).

ولم تترشح لسباق الرئاسة شخصيات سياسية وازنة، فمعظم من عبروا عن نيتهم التقدم بملف الترشح لا يتمتعون بشعبية كبيرة.

وقبل يوم من إعلانه الترشح بشكل رسمي كان سعيد قد اتّهم أطرافا لم يسمها بتأجيج الأوضاع في البلاد من خلال قطع الماء والكهرباء في عديد المناطق.

وخلال اجتماع مع وزير الداخلية خالد النوري ووزير الدولة للأمن الوطني سفيان بالصادق في مكتبه بقصر قرطاج، شدد سعيد الخميس على ضرورة تتبع من يحاول إثارة الفوضى وتأجيج الأوضاع الاجتماعية.
■وكالات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى