الأخبارفعاليات

خطاب الاستاذ مفتاح صالح الريفاوى رئيس الوفد الليبي المشارك فى المؤتمر الافريقى لتعزيز السلم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أمر بالسلم وجعله أساساً لعمارة الأرض، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الذي أرسى دعائم التآخي بين الشعوب، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني،
الأخ رئيس المؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم
الشيخ عبدالله بن بيه،

أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة الحضور الكرام،

باسم المجلس الأعلى لقبائل الأشراف والمرابطين بدولة ليبيا، نعرب عن سعادتنا واعتزازنا بالمشاركة في هذا الملتقى الإفريقي الهام، الذي ينعقد في ظل رعاية سامية من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ودعم كريم من دولة الإمارات العربية المتحدة.

السيدات والسادة،
إن القارة الإفريقية تعيش اليوم واقعاً مليئاً بالتحديات التي تهدد استقرارها وازدهارها، من نزاعات مسلحة إلى انتشار التطرف والجماعات الإرهابية، إلى أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة. وفي هذا السياق، يبرز الحوار كحاجة ملحة وضرورة لا غنى عنها للتعامل مع هذه الأزمات.

من منطلق قيمنا الإسلامية الراسخة، نؤمن بأن الحوار هو واجب ديني وأخلاقي، حيث يدعو الإسلام إلى نبذ الفرقة والتنازع، واعتماد الحوار وسيلة لحل الخلافات. كما أن ثقافة الحوار هي إرث حضاري، يجسد قيم التسامح والتعايش التي عرفتها شعوبنا على مر العصور. إن القارة الإفريقية بحاجة إلى إعادة إحياء هذه القيم، وترسيخها كمنهج حياة لتجاوز الصراعات وبناء مستقبل مستدام.

لقد أثبتت التجارب الناجحة في إفريقيا والعالم أن المصالحات الوطنية تشكل مفتاحاً للاستقرار والتنمية. ومن هنا، نؤكد أن المصالحة ليست مجرد خيار سياسي، بل هي واجب ديني وأخلاقي، تستند إلى قيم العدل واحترام الآخر. ليبيا، على سبيل المثال، تقدم نموذجاً مهماً في هذا السياق، حيث تشهد جهوداً حثيثة للتغلب على التحديات الداخلية من خلال الحوار الوطني، بمشاركة جميع الأطياف الليبية.

وفي هذا السياق، لا بد أن نشيد بالدور المحوري الذي تلعبه القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، في محاربة التطرف والإرهاب، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار. لقد كانت القوات المسلحة الليبية صمام أمان الوطن، وحصناً منيعاً ضد قوى الظلام التي تسعى لتدمير النسيج الاجتماعي الليبي.
كما أن قبائل الأشراف والمرابطين، بتاريخها العريق وإرثها الحضاري، وقفت دوماً في طليعة المدافعين عن وحدة ليبيا وسيادتها، وأسهمت في تعزيز قيم التعايش السلمي والحوار بين مكونات المجتمع الليبي.

إن الوضع الراهن في إفريقيا يتطلب منا جميعاً تحمل المسؤولية التاريخية، والعمل المشترك لترسيخ ثقافة الحوار كأداة لحل النزاعات وبناء مستقبل مشترك. الحوار ليس ترفاً، بل هو أساس للوحدة والتضامن بين شعوبنا.

وفي الختام، نعبر عن تقديرنا البالغ للقيادة الحكيمة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، ممثلة في فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وللدعم الكريم من دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يعكس التزامها بدعم السلام والاستقرار في إفريقيا.

نسأل الله أن يوفقنا جميعاً في خدمة شعوبنا، وتحقيق تطلعاتها نحو مستقبل يسوده السلم والازدهار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى