الأخبارمقالات و تحليلات

سيل الاجور يداهم ساحل العاج ونحن تداهمنا آثار وبقايا العشرية والفيضانات / د. محمد بن محمد الحسن

الخبير الاقتصادي البارز الدكتور محمد ولد محمدالحسن

نعم ،  لكن  المقارنة  لا  تصح  الا بين  شيئين  تجمع  بينهما  روابط !

 

صديقان  كريمان  بعثا لي  نفس  الفيديو .

 

اقترح  الاول  أن  تحذو  موريتانيا  حذو  الكوتديفوار ،

 

ولامني  الثاني ،  بعد  صوتيتي  الأخيرة ،  على  الإستمرار  رغم  كل  شيء ،  في  دعم  رئيس   الجمهورية .  ويبرر  تحفظه ،  من  خلال  المقارنة  بين  وطارا ،  الرئيس  الايفواري  ورئيسنا .

 

استمعت  في  مقطع  الفيديو  المذكور ،  إلى  خطاب  الرئيس   الايفواري   الذي  قدم  فيه  سيلا  من  الزيادات  في  الرواتب ،  ومزايا  اخرى ،  لصالح  موظفي  الخدمة  المدنية  والوكلاء  والمتقاعدين .

 

علاوة  على  ذلك ،  حض المشغلين  في  القطاع  الخاص  على  رفع  أجور  مستخدميهم  بنسبة 5% .

 

أشير  اولا ، إلى  أن  المشكل  غالبا  ما  يطرح  بشكل  غير  مرضي  في  بلدنا .

 هناك  طرق  مواتية  لطرح  المشاكل  التي  ترشد  إلى  طرق  الحلول المناسبة .  وهناك  طرق  لا تسمن  ولا  تغني  من جوع !  ؛  مثل  مشكلة  الحياة  الباهظة  التي  يعيشها  العالم  اجمع .

 

في  موريتانيا ،  يتم  طرح  المشكلة  التالية :  ” الاسعار  باهظة ،  الاسعار  ارتفعت …” .

كما  أن  مشكل  غلاء  المعيشة  يطرح  بطريقة  غير  ملائمة ؛  وهذا  لا  يساعد  على  إيجاد  الحلول  الناجعة .

لأسباب  واضحة  لا  تحصى .  ساذكر  منها ،  القليل :

 

—   ثقل  المديونية  المفرطة  التي  خلفتها  العشرية  300   مليون  دولار  في  الإنفاق   السنوي  العام .  حولوا  إلى  الاوقية ! .  (انا  نسيت  الدولار  وأشعر  بالاشمئزاز  من الاوقية ،  بسبب  علاقة  العزيزيين  مع الاوقيتين ،  القديمة  والجديدة.  موقف  يتحكم  فيه  الشرف  والاعتزاز  بالنفس).

 

—   لان  الغزواني  ورث  شركات  عمومية   مثقلة  بالديون  وخاسرة . (ما  يسميه  المسيرون في  مصطلحاتهم ،  المخلوق  الاعرج ) التي  لم  تعد  تساهم  في  ميزانية  الدولة ,  بل  تتوقع  اعانات  حكومية  كل  عام .  نحن  لا  نتحدث  هنا  عن  شركات –  اغتيلت –  مدفونة  فى  حي  لكصر ،  واماكن  أخرى.

 

—   لان  الطبقة  الوسطى  اضمحلت  قواها ،  ولم  تساهم  في  ميزانية  الدولة  الا  بمائة   الف  اوقية ،  سنة   2018 ,  وثلاثمائة  الف  سنة  2017 .   بينما  كانت تساهم  بمئات   الملايين  قبل  العقد  العزيزي .

 

—   لان  الذهب   هو  ” التونكاد  الجديد  فقط  بين 2 “.  انتم تعرفون   ذلك ! .

 

—   لان  الأسماك  أعطيت  للصين ،  مقابل  اكبر  عمولة  عرفها  القرن ،  وتعتبر  هذه  الصفقة  اكبر  فضيحة في  تاريخ  العلاقة  الأفريقية  الصينية .  

 

—  لان  الشركات  الخاصة  الأولى  من  حيث  (الحجم ، والاعمال ، والضرائب  المدفوعة … الخ ) تم  اقصاؤها من  الدائرة  الاقتصادية  والمالية ،  لافساح  المجال أمام  تاجر  أو  تاجرين ،  يحصلان  على  ثلاثة  حقوق  ” غير  شرعية ” :

    –  حق  الاحتكار ،

    –  الحق  في  الاعفاء  من  الضرائب   والرسوم ،

     –  الاستحواذ  على  كل  الصفقات –  وكأن  هذا  غير  كاف – ،  يتعاملون  معهما ،  بالتراضي !

 

لا  تعتقدون  أن  الرئيس  الغزواني   سيتمكن  من  تقليد  الريس واتارا ! 

 

—   لم  يأت  الرئيس واتارا  إلى  الحكم  وراء  غاز ي،  أو  كاسح  للمال   أو  مكرس  للديون و للعجز .

 

 عندما  يتم  مسح  الميراث  المقيت ،  استعدوا لطرح  مشكلة  القوة  الشرائية  بشكل  صحيح ،  وليس  مشكلة  الاسعار   الخارجة  عن  سيطرة  الغزواني .

 

لكن ،  متى  سيتم  تصفية  ارث العشرية العزيزية ؟ .  متى  تعود  الميزانية  العامة  إلى  التوازن  أو  الفائض ؟

 

اجيب  :  انا  متيقن  من  شيء  واحد ،  ” لن  يحدث  ذلك ،  ما دام  أولئك  الذين  تسببوا  في  تلك  الديون  والعجز  الاقتصادي  يقبعون  بجوار  الغزواني “.

 

الرجال  الاكفاء  يبنون  من  حبة ، قبة .   اعني  يصنعون  الثروة  من القليل  المتوفر .  لكن  الفاسدون ،  يدمرون  الجوهر ،  ويستنزفون  الأموال  العامة .  ويفقرون  موظفي  الخدمة  المدنية  والمتقاعدين .  اما  الفقراء  ،  لا  داعي  للتحديث  عن  الضرر  الذي  يلحقه  بهم  المفسدون .

 

على  الرئيس  ،  ومساعديه  الصادقين ،  المخلصين  اوغير  المتحيزين  -على  الإقل-  أن  يشرحوا  لموظفي  الخدمة  المدنية  وللشعب ،  الأصل  العزيزي  للعقبات  التي  تحول  دون  أن  يحظوا  بهذا الشكل من الزيادات علي الطريقة الافو ارية.

 

محمد بن محمد الحسن

معهد مدد راس 2Ires

  09  غشت  2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى