في ندوة دولية بجنيف.. “جسور إنترناشيونال” يوصي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لحماية الصحفيين في مناطق الصراع
رئيس منظمة جسور إنترناشونال للإعلام والتنمية، محمد الحمادي: أول خطوة لحماية الصحفيين محاسبة المسؤولين عن تهديدهم وقتلهم
الصدى – متابعات/
أوصت ندوة عقدها مركز «جسور إنترناشيونال للإعلام والتنمية»، بالتعاون مع نادي جنيف للصحافة، أمس الأربعاء، بضرورة استخدام الصحفيين لتقنيات الذكاء الاصطناعي لحمايتهم في مناطق الصراع والحروب.
من جانبه، أكد رئيس منظمة جسور إنترناشونال للإعلام والتنمية، محمد الحمادي، أن “قضية حماية الصحفيين لا تقتصر على منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فحسب، بل في مختلف أنحاء العالم”.
وأضاف الخبير في القضايا الإعلامية والعلاقات الدولية أن “هناك أشكالًا مختلفة من التعدي على الصحفيين، منها الاعتداءات الجسدية وتهديدهم شخصيًا والاعتداء على أسرهم وتهديد مستقبلهم الوظيفي، وهذا الأمر أدى إلى إجبار الكثير من الصحفيين على ترك المهنة بسبب هذه الضغوطات”.
وأكد أن “الاعتداء على الصحفيين لن يتوقف طالما أن المعتدين يفلتون من العقاب، لذا فإن أول خطوة لحماية الصحفيين هي محاسبة ومحاكمة من يتسبب في مقتلهم أو تهديدهم”، مشيرًا إلى “ضرورة أن تكون هناك أفكار وطرق خارج الصندوق لحماية الصحفيين”.
وأوصى “الحمادي” باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لحماية الصحفيين من خلال تحليل البيانات والتنبؤ بالمخاطر التي قد تواجههم خلال عملهم في مناطق الصراع والحروب، والتوسع في استخدام طائرات “الدرونز”، التي تساعد الصحفيين في الحصول على المعلومات المصورة، وكذلك تدريب وتأهيل الصحفيين على الأمن السيبراني، أخيرًا تطوير ما يسمى بالصحافة الافتراضية والعمل عن بُعد في مناطق الصراع”.
وقالت المدير التنفيذي لنادي جنيف للصحافة، إيزابيل فالكونير، إن “الصحفيين في جميع دول العالم يواجهون تحديات كثيرة خاصة في مناطق الصراع”، مشيرًا إلى أن “جميع العاملين في وسائل الإعلام يتعرضون لانتهاكات، مما يؤدي إلى حجب المعلومات عن الرأي العام في جميع دول العالم”.
وقال نائب رئيس منظمة حملة شعار الصحافة، جان فيليب جوتزي، إن “النزاعات أصبحت معقدة مع تداخل الأطراف وانتشار الجماعات المسلحة مثل (داعش) والجماعات الجهادية الأخرى، وعلى سبيل المثال تدخل جماعات تهريب المخدرات في أمريكا اللاتينية في الصراعات أيضاً”، مؤكداً أنه “على الرغم من ذلك تسعى المنظمة إلى الحصول على كل المعلومات التي تتعلق بالضحايا من الصحفيين”.
وأضاف “جوتزي”: “وقت أزمة (كوفيد-19) أدخلنا في حساباتنا التقنيين الذين يساعدون الصحفيين في إنجاز عملهم أيضًا”، مشيرًا إلى أن “المنظمة تعمل حاليا على التنسيق مع المؤسسات الصحفية لوضع معاهدة دولية وتأسيس لجان مستقلة لحماية الصحفيين الذين يقومون بعملهم وإقرار شعار دولي لحماية الصحفيين”.
وعبر مشاركة مسجلة من غزة، قال الصحفي الفلسطيني، محمد صواف، إنه “عندما أُرسلت لي محاور الندوة عن واقع الصحفيين الفلسطينيين في غزة وجدت أنه لا يمكن تجاوز حرب الإبادة التي تواجه القطاع.. قبل الحرب الحالية لم يكن هناك خطر أو تهديد على حياة الصحفيين، سواء من السلطة أو حماس، لكن في ظل هذه الحرب لا يوجد أي قدرة على حماية الصحفيين”.
وأضاف “صواف” أن “95% من الفلسطينيين في غزة تم تهجيرهم، بمن فيهم الصحفيون الذين لهم أسر وعائلات، فلا يوجد أي زميل صحفي لم يخرج من بيته أكثر من مرة، وأنا كنت من ضمن الجرحى الذين أقعدتهم الحرب، وتم استهداف مكاتب وسائل الإعلام ومكاتب وكالات الأنباء في غزة”.
وتابع: “الصحفي الفلسطيني إذا نشر أي شيء يحدث في قطاع غزة تتحول اللوبيات الإسرائيلية إلى سيف مسلط على رقبته”، مطالباً المؤسسات الدولة بالتحرك لحماية الصحفيين الفلسطينيين قائلاً: “نُريد تحركاً لا خُطباً وشِعارات”.
فيما قال الخبير في تكنولوجيا الإعلام، توماس ميسون، إن “هناك مفاهيم خاطئة فيما يتعلق بالمجالات التي لها علاقة بالأمن ومنها الصحافة”، مشيراً إلى أن “هناك تقنيات كانت مستخدمة منذ 25 عاماً، وكان من الصعب الحفاظ عليها، وكنا نظن في هذا التوقيت أنها محمية وقوية”.
من جانبها، قالت الصحفية ومخرجة الأفلام الوثائقية، لورا بيرنز، إن “المعلومات التي تُنقل من الصحفيين تؤثر على حياة المدنيين، وطريقة متابعتهم للحروب والنزاعات”، موضحةً أنه “من الضروري أن تؤثر القصص التي ينشرها الصحفيون في الرأي العام”.
وأضافت “بيرنز”: “من خلال خبرتي المهنية أثناء تغطيتي للحروب في عدد من المناطق كانت هناك مشكلات في جمع المعلومات الحقيقية، ويكون من الصعب الوصول إلى السلام دون تلك المعلومات”.
وقال مدير مشارك الأجندة المدنية، عثمان نور، إن “القوات الإسرائيلية أصبحت الجهة الوحيدة للمعلومات حول ما يحدث في غزة، في ظل غياب الصحفيين الذين يُقتلون في ظل صمت دولي”، مؤكدًا أن “إسرائيل تمارس الفصل العنصري وكل حالات الاضطهاد ضد الصحفيين”.