الأخبارمقالات و تحليلات

ماذا بعد سقوط الأسد؟ /كتب : ا.د كريم فرمان

ا.د كريم فرمان / كاتب واكاديمي من العراق

ربما كان أفضل وصف للحالة الجديدة في سوريا ما قاله الناطق باسم الأمن القومي الأمريكي بان اي وضع جديد في سورية لا بد أن يكون احسن من حكم عائلة الاسد.
صحيح ذلك فربما هذا الوضع الكارثي والفضائع التي ارتكبت تطرح سؤالا كيف استمر هذا الوضع نحو ٥٤ عاما من العذابات.
من الصعب تقييم ما جرى وما يحصل الان في دمشق من تطورات عسكرية وسياسية الا ان هناك مؤشرات طيبة على فتح صفحة جديدة من الوئام والتسامح ونبذ التفرقة والطائفبة الا ان مهمة الكاتب والمحلل والمفكر السياسي ينبغي أن لا تذهب إلى تفكيك المشهد والبحث في النتائج التي ستترتب على سقوط حاكم جلاد قهر شعبه فحسب انما يجب إلى دراسة النتائج التي ستشكل صيرورة النظام او المجموعة التي تصدرت مشهد الحكم والامن في دمشق.
مما لا شك فيه ان ما تحقق كان بفعل ورعاية وتمكين من تركيا كما أن السيد أحمد الشرع وهو اسمه الجديد ولقبه السابق ابو محمد الجولاني قد جاء من رحم فكر وتنظيم اخوان مسلمين رغم انه مر في قنوات التطرف وداعش ثم بايع ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في السابق.
امس كنت استمع إلى محاضرة في ادلب لاحمد البشير المرشح لتولي رئاسة الوزراة من طرف الجولاني يقول نحن في نطاق تمكين الشباب نسير على نهج الشهيد حسن البنا!!
لا ابالغ اذا ما قلت ان المنطقة التي بشر بتغيير وجهها نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي قد تشهد بنعومة وهدوء ولادة نسخة محسنة من الربيع العربي التي تستهدف بلدان عربية اخرى سوف تشهد تمدد جيوسياسي تركي يسير وراء أحياء امجاد الإمبراطورية العثمانية بحلة جديدة عبر الإستثمار في الاسلام السياسي.
ذكر لي صديق لا اريد ان اذكر اسمه من العراق ينتمي إلى تيار الاسلام الاخواني بانهم قبل سنوات التقوا الرئيس التركي وقال لهم علينا ان نغير من الشكل والاسلوب بما يتماشى مع الواقع وفي الاخير المهم تتحقق الاهداف فساله احدنا كيف ذلك يا فخامة الرئيس ضحك وقال ماذا يضرنا ان نلبس البذلة المدنية ونرتدي ربطة عنق من حرير ولحية خفيفة غير هذا الزي الافغاني المستفز للغرب ونؤكد ع حقوق الانسان والحكم المدني!!!
كيف يتمكن رتل من العربات المدنية وسيارات البيك اب واسلحة خفيفة وبضعة طائرات مسيرة ان تقطع المسافة من حلب إلى حماة ثم حمص وتسقط دمشق من غير قتال فعلي وينهار أمامها جيش نظامي مهما اختلفنا مع حكومة الاسد الا انه يبق جيش نظامي بحدود ثلاثمائة الف منتسب معزز بقوة جوية وبطاريات صواريخ ومدفعية؟
امر مستغرب مالم تكن هناك صفقة او اتفاقات بين اطراف اقليمية ودولية.
نحن امام حالة من عدم اليقين بما سوف يحدث غدا من تطورات منى وكيف واين.
كم يشعر العربي ليلة امس بالالم والحسرة ويرى على الشاشات مقدرات جيش عربي ودولة تدمرها اسرائيل كاملة باكثر من ستمائة غارة وتحتل الجولان وجبل الشيخ دون طلقة واحدة ثم يقرر نتنياهو ان الجولان باتت جزء من اسرائيل والى الابد وهنا علينا ان نتذكر تصريح ترامب القادم لتسلم عهدته الثانية قبل سنوات بأن الجولان ارض إسرائيلية.
من يتحمل مسؤولية كل ما جرى من انهيارات وضياع تنمية وتطوير غير الاستبداد والتفرد بالحكم والشعارات الفارغة.

المصدر : الكاتب 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى