ماذا حدث عربيا وإسلاميا حتى الآن؟/ الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا(بيان)
مرت قرابة ثلاثة أسبابيع على اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره المشؤوم باعتراف أمريكا بمدينة القدس الشريف كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إليها.
فماذا حدث عربيا وإسلاميا حتى الآن؟
واقعيا لا شيء فعلي يذكر عدا الاجماع الدولي على إدانة و رفض القرار الأمريكي المتغطرس و المتحدي لقرارات الأمم المتحدة و ذاك عبر التصويت على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
على المستوى العربي لم يحدث شيء يذكر… والسبب واضح.. ليس قوة أمريكا ولا ضعف العرب بل استعداد هؤلاء للغدر و الخيانة و تخاذلهم و سرعة انسلاخهم من قيمهم و دينهم، تبعية مقيتة لأعداء الاسلام و المسلمين.، مخالفة لأمر الله تعالى : “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة. فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين”.
جاء هذا القرار المهين و الصادم لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم، في توقيت يطبعه سطو ترامب على المال العربي من خلال أكبر صفقات السلاح عبر التاريخ. و حيث أنه ليس في المنطقة من خطر يبرر حيازة هذه الترسانة الحربية المدمرة الهائلة، يصبح جليا أن هذا السلاح إنما هو لحراسة الاحتلال ومنع الشعوب العربية الغاضبة من أي ردة فعل مؤثرة ميدانيا.
ومن غير الخافي أن “عرب ترامب” و”مسلمو ترامب” هم من مهد لهذا القرار الذي يعتبر نقطة سوداء في رأس السطر الأول من مأساة “سايس بيكو الجديدة”، و ذلك من خلال تجزيء المجزئ و تحطيم أنظمة الجهاد العربي الحقيقي عبر الغزو المباشر و التمالؤ والتواطؤ برؤوس حاسرة مع العدو التاريخي للعرب وللقضية العربية.
يحدث هذا أيضا في ظل “دولة الخلافة في تركيا، و”دولة ولاية الفقيه” في إيران ودولة الجهاد السلفي في باكستان التي تمتلك علنا القنبلة النووية…
لن تنقطع لهؤلاء شعرة واحدة في سبيل القدس، ولا فلسطين. فليعتبر بذلك من كان له عقل.. ومن كانت له ذرة من النخوة.
إنني كعربي مسلم في هذه الظرفية العصيبة :
ـ أدين بأشد الإدانات قرار ترامب الظالم والمتنكر لكل حقوق الإنسانية والعدل والديمقراطية و للشرعية الدولية.
ـ أدين التواطؤ العربي الرسمي ضد فلسطين واللعنة على أنظمة مقايضة القدس بكراسي ينخرها سوس العمالة. والخزي للدول المتأسلمة لأغراض شعوبية.
ـ أعتبر هذا القرار من الخطوات الجبانة التي تتخذها امريكا المتصهينة، انتهازية للحظات ضعف الشعوب. لكن أقول : “لا تحسبوه شرا لكم، بل هو خير لكم” من حيث لا يدري ترمب و حثالة أزلامه من الصهاينة المغتصبين حيث أنعشوا و حركوا قضية تخلى عنها أهلها و كاد يطويها النسيان في ما طوى من نكبات و قضايا إسلامية و عربية.
ـ أطالب ما تبقى من منظمة التحرير الفلسطينية بالكف عن دور حصان طروادة ضد قضية الشعب الفلسطيني، وعدم لجم هذا الشعب، شعب الجبارين المغاوير الذي يجب أن يثور لتحرير الأرض المقدسة، فلا نضال بغير الدم والضحايا.
ـ ابتهل إلى الله تبارك وتعالى أن يوفق أحرار فلسطين والعرب والمسلمين في انتفاضة لا تبقى لمحتل أثر.
عاشت فلسطين حرة أبية وعاصمتها القدس الشريف
وليسقط الاحتلال الصهيوني
ولتسقط رموز الشر والعدوان.
و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين.
الدكتور الشيخ المختار ولد حرمة ولد بابانا.
نواكشوط في 21 ديسمبر 2017