الأخبارفضاء الرأي

ملاحظات جوهرية علي إعلان الوزير الأول ولد اجاي للسياسة العامة امام البرلمان/المهندس مصطفي السالك حمادي

كلف الوزير المختارولد أجاي من طرف رئيس الجمهورية
منذ اسابيع من الاستحقاقات الرئاسية الماضية بتنفيذ برنامجه “طموحي للوطن”
في المأمورية الثانية بعد مأمورية أولي كان شعارها “تعهداتي” للشعب.
ويجمع المراقبون بموضوعية علي عدم نجاعتها و فشلها في رفع التحديات العالية كالامن والشغل و الصحة و التعليم و الاكتفاء الذاتي.

هذا مع اعترافنا بتحقيق خجول لبعض الانجازات ،التي جسدت حصيلة بسيطة و رغم عدم سلبيتها ولكنها لم ترقي الي رضي الشعب وتطلعاته المشروعة، ولم تلبي توقعاته بنمو وازدهار منشودين من عقود عقبت الاستقلال
تفشي الفساد وظهر في البحر والبحر ويامدد في الجو ولن يتلاشى كظاهرة جديدة علي المجاعة الا اذا حوصر النمط المالي الفاحش و واوقف نهب ثروات هائلة من معادن وسمك لشعب قليل لا يتجاوز خمسة ملايين نسمة.
اننا نظن ان اعلان ورسم ولد اجاي لخارطة الطريق الجديدة هو الذي سيجسد برنامج نمو وتقدم للوطن وازدهار البلاد ورخاء العباد.

الوزير الأول ولد اجاي الذي ملا الدنيا وشغل الناس من عقدين هو الان تحت الاضواء ولقد تقلب في وظائف عمومية صعدت به من مدير ضرائب شرس ووزير اقتصاد ومالية غامض ومتحفظ و مدير لشركة اسنيم العملاقة.

واخيرا وزير مدير ديوان رئيس الجمهورية الى تعيينه وزير اولا.الوللحكومة في مأمورية الرئيس الثانية

وكل هذا جعلني اجزم ان النظام السياسي كان يهيئ ولد اجاي من أمد بعيد نسبيا بتعيناته المتتابعة له ليصعد به في اعلي هرم السلطة. ويمر به في مراحل ومحطات تدريبية علي تخطيط النظام لسياسات واحلام ومستقبل الوطن مؤخر ا بعد تعيينه خرج الوزير الاول في البرلمان لعرض سياسة حكومته كانه عفريت مارد لسليمان خرخ من قمقمه لينثر خطابات كثيرة حول تشخيص الفساد وسبل محاربته ورفع تحديات كبري مثل، العطش و اصلاح شركة الكهرباء وغلاء الاسعار و انهيار المؤسسات الصحية والتعليم و ضرورة الحوار السياسي واشكالية الأمن وتموقع المؤسسة العسكرية في سياسة الحكم و مشاكل الشباب الذي هاجرت منه عشرات الالاف الي امريكا وتحدي الهجرة من والي الوطن و استغلال الثروات بعدم الترشيد الخ…
ولم يترك الوزير تقريبا مجالا الا طرقه.
تبعا اذن لا دأب عليه سلفه فانه علي النظام القائم ان يدرك ان الشعب كل ومل وسئم الوعود السياسة و العرقوبية و ان الكلام والتشخيص هو مرحلة بداية البداية و ان الرهان و مربط الفرس هو قدرة هذا الوزير المعجزة الذي اختار ه الرئيس كفارس الميدان ومحارب الفساد و ايضا وزيرا ذا تجربة وخبرة وقادم من رحم موريتانا العميق و هو من واكب تراكمات العشرية والخمسية و اعطاه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني البطاقة البيضاءوكامل الصلاحيات والسلطة.

ان هدفي هو القول ان ما بقي في خطاب الوزير هو عدم تحديد سقوف زمنية لخطط العمل الجميلة والجذابة نظريا في فترة يأس وقنوط للرأي العام عندما ترشح الرئيس لمامورية جديدة لمواصلة مسيرة نرجو ان لا يتنعل لها “بخفي حنين” الذين جاء بهما من الماموريةالاولي.

كذلك سجلت تغاضي وتصامم الوزير الأول عن زيادة الاجور المتدنية وعن تحديد سعر المحروقات رغم تحديده وتثمينه لنقص علبة لبن اقلوريا بثلاثين اوقية!
اضيف الي ما سلف انه لم يظهر في الخطاب من رجل اقتصادي اهتمام الحكومة بالريف ولا كسياسي دفع عجلة اللامركزية واخلص الي انه علي الشعب اذن ان يعطيه ان استطاع الصبر علي الفاءات الثلاثة الفشل والفقر والفساد
فترةعفو و سماح زمنية من ستة أشهر الي سنة ودون نقد له او تعجيز أو تسرع حتي يبدأ بافعال ملموسة يحس الشعب تغيرها لواقعه المزري وايجادها لحلول للازمات المتشابكة السياسية والا قتصادية والمالية والتجارية والثقافية والاخلاقية والامنية والدوبلماسية ان السنوات الخمس المقبلة ستضع النظام القائم علي المحك علاوة علي خطورة انهيار مؤسسات البلد بفعل سياسات الحكم الغير رشيدة بتدوير الفساد وحماية ممارسته ،و عدم ترسيخ الديمقرطية بالحد من الحريات العامة وحصار النقابات وشيطنة النخبة المعارضة والمجتمع المدني الناقم علي الوضع الاقتصادي الصعب وعدم فصل السلطات و استخدام العدالة الهشة واللامستقلة ورفض حرية الاعلام و الإبتعاد عن أساليب الشفافية في الصفقات واجراء الانتخابات الغير توافقية وتمييع البرلمان وتدجين النخبة المعارضة ولن ننسي في مواصلة التحليل انه ربما كان الرئيس يريد وزيرا كفؤا ينوبه و يمكنه ان يخلص من ضياع وقته في تخطيط يومي علي الارض للوزارات ،و هو امر يضيع فيه وقت الرئيس ويحرمه من التفرد لملفات كبري
كالامن والاستقرار وسعيه لتخطيط استراتيجي ورؤية بعيدة الامد لسياسة الخارجية المتغيرة ،دائما والتي نرجو تثبيتها عسي تكون المنقذة من الضياع والتيه و تمكينه من مسافة تخلق نظرة بعيدة قصد إيجاد تموقع البلاد السياسي المناسب و تاكيد مصلحتها من اتخاذ مواقف دولية في الصراعات الدائرة في منطقة الساحل والحد من تاثيرات الحرب الخطيرة علينا في مالي و الصحراء و تقاسم استغلال الغاز مع الجارة السنيغال التي ستعرف علاقاتنا معها في المنظور القريب شدا وجذبا بعد بدأ تصديرها للغاز.

وفي الختام أضيف اننا نحن كنخبة نلاحظ كثرة. أسفار الرئيس وهو اليوم رئيس الاتحاد الافريقي عله يواكب النظام العالمي الجديد و لحضور قمم عالمية الصين وأفريقيا اليابان وأفريقيا الخليج وأفريقيا روسيا وأفريقيا ولا يبدو لنا جليا ما تجنيه موريتانيا بالحضور في هذه المؤتمرات رغم عبئهلا علي ميزانية الدولة فاخشي ما اخشاه لن يدل علينا قول من قال. ويقضي الأمر حين تغيب تيم ولا يشاورون وهم شهود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى