موريتانيا تتولى رئاسة (ج G5) : خارطة طريق تعيد الأمل إلى الشباب لحمايته من التطرف والإرهاب
الصدى – وما/
تأتي القمة السادسة لدول مجموعة الخمس في الساحل التي افتتحت اليوم في نواكشوط، لتضع أسس وقواعد مرحلة حاسمة من تاريخ هذه المجموعة التي تحظى دولها اليوم بوعي متزايد، بمخاطر الإرهاب ودرجة استيعاب أكبر لمختلف الإشكالات المرتبطة بتلك الظاهرة الخطيرة، في وقت تشهد فيه أساليب الجماعات المسلحة تغييرات وتكتيكات جديدة، تنضاف إلى باقي التحديات المرتبطة بمحاربة الفقر والبطالة، التي تشكل المصدر الحقيقي للتطرف والعنف.
إن قمة اليوم، بما تمثله من أهمية سياسية وأمنية وفي ظل رئاسة موريتانيا للمجموعة خلال الفترة المقبلة، ستكون بلا شك بداية لدفع جديد لعمل المنظمة، التي ستستفيد من تجربة موريتانيا ومقاربتها الأمنية الرائدة، لكونها تتميز، بشهادة الجميع، بالفعالية والشمولية والانسجام.
إن اللقاء السادس من نوعه لقادة مجموعة الخمس في الساحل في نواكشوط، يتميز كذلك، بالشروع في تنفيذ خارطة الطريق التي أعدتها موريتانيا، لتكون منطلقا حاسما لإعادة تركيز عمل المنظمة وتفعيله، مع الأخذ بعين الاعتبار لقضايا محاربة الإرهاب بصورة أشمل، عبر تحديد المشاريع والبرامج التي يجب تحقيقها وتهيئة الظروف المناسبة للوصول إلى الأهداف التي تم رسمها.
وتمثل خارطة الطريق الموريتانية، إطارا توجيهيا مناسبا، للعمل، انطلاقا من محاور متعددة تشمل الأمن والدفاع والتنمية البشرية والبنى الأساسية وتعزيز الحوار وتنشيط العمل الدبلوماسي ووضع آليات مؤسساتية للمتابعة.
فعلى المستوى الأمني والدفاعي، تحدد خارطة الطريق من بين أهداف أخرى، مواصلة تقوية وتعزيز القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل وتخطيط وإدارة العمليات في مختلف المحاور، مع التركيز على المناطق الحدودية وتحسين مستويات تكوين وتدريب الفرق العسكرية على مختلف الطرق المتبعة في الحرب، ووضع آليات للعمليات المشتركة للقوات الجوية وتعزيز حضور الدولة في المناطق الحساسة.
وعلى مستوى تعزيز قدرات السكان على مواجهة التحديات والتنمية البشرية والبنى التحتية، تنوي الرئاسة الموريتانية لمجموعة الخمس، بدء التنفيذ الفعلي للمشاريع التي تضمنها البرنامج التنموي الاستعجالي ودعم تمكين السكان الأكثر هشاشة في المناطق غير الآمنة، فضلا عن إقامة صندوق للاستثمار لصالح تشغيل الشباب في الساحل وإنشاء أنشطة مدرة للدخل.
وبخصوص تعزيز الحوار الداخلي وبين المجموعات، يمكن اعتبار خارطة الطريق الموريتانية، إطارا توجيهيا متميزا وخطة محكمة تستلهم من إعلان نواكشوط المنبثق عن المؤتمر المنعقد مؤخرا في نواكشوط تحت عنوان: دور الإسلام في إفريقيا: التسامح والوسطية.
إنها إطار ملائم وفعال، لعلاج التطرف وتسوية الصراعات الداخلية ووضع برنامج للتهذيب والتحسيس للوقاية من الإرهاب، يستهدف الشباب ويسعى لتطوير وتعزيز الأنشطة التضامنية ترسيخا للثقة بين السكان المحليين والقوى الأمنية التي وجدت لتكون في خدمة مواطنيها.
وعلى المستوى الدبلوماسي، تتضمن وثيقة خارطة الطريق إجراءات عديدة يتعلق بعضها بدعم أجندة مجلس الأمن الدولي، بخصوص وضع القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل، في إطار الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لضمان تمويل دائم ودعم المبادرة التي أقرتها قمة “باو” بفرنسا لصالح تحالف دولي أوسع لمحاربة الإرهاب في الساحل، والقيام بعمل دبلوماسي لتعبئة الأموال التي أعلن عنها الممولون خلال قمة نواكشوط 2018 وتنظيم بعثات مناصرة لدى المؤسسات الدولية.
من جهة أخرى، تتضمن خارطة طريق الرئاسة الموريتانية لمجموعة الخمس في الساحل، مجموعة من الترتيبات للمتابعة، من خلال وضع دليل للرئاسة الدورية وتبني توصيات بخصوص مراجعة تدقيقية لعمل الأمانة الدائمة للمجموعة ووضع شبكة من مراكز الدراسات ورصد استراتيجي للمتابعة المنتظمة لمستوى تقدم الأنشطة ذات الأولية والعراقيل القائمة.
وانطلاقا من تجربتها الذاتية في مجال محاربة الإرهاب والتزاما بتفعيل وتوسيع إطار التشاور والتنسيق بين الدول الأعضاء، ستعمل الأمانة الدائمة والشركاء خلال الرئاسة الموريتانية، على متابعة تنفيذ المقاربة التقليدية المعمول بها حتى الآن من طرف مجموعة الخمس في الساحل والمتمثلة في: الأمن والتهذيب والتنمية.
إن جميع تلك الإجراءات والمبادرات الهادفة والواعدة، ستجعل بحول الله، فترة رئاسة موريتانيا لمجموعتنا، الدول الخمس في الساحل، مرحلة حاسمة ومنعطفا فريدا في مسيرة المجموعة، وبداية لسلسلة من النجاحات والانتصارات، في المعركة التي تخوضها بلدان الساحل، بكل شجاعة وتصميم، ضد الإرهاب والتطرف العنيف بكل أشكاله.
تقرير: حماده ولد محمد صالح
ترجمة: الحسن ولد أحمد