“روافد العطاء” تنتقد طغيان ظاهرة” الزيدنة ” على منابر وأنشطة النظام الرسمية والسياسية
بيان :
نتابع باندهاش واستغراب شديدين في ” مجموعة روافد العطاء الفكرية ” ، ماتشهده الساحة السياسية في موريتانيا من تفش مؤسف لظاهرة التملق والمتملقين ، وهي ظاهرة بالغة الخطورة ولايغفرها القانون ولاتتماشى مع قيم وطبيعة منظومتنا الإجتماعية الفاضلة ، لما فيها من تشجيع على النفاق السياسي وتهديد للسلم الإجتماعي الذي قد يؤدي — لاقدر الله — إلى إشعال زيوت الفتنة وتغذية الصراعات العشائرية التي تعتمد على المحسوبية والمحاباة في مجتمع متنوع الأعراق ومتباين الثقافات والإنتماءات .
ظاهرة تجاوزت حدودها كنوع من التعبير عن الدعم والسير في ركب تيار سياسي معين ، لتصبح نافذة مفتوحة تلج من خلالها مبادرات النفاق والتزلف والنصب والاحتيال … إلى سوق الثراء الفاحش وأكل أموال الناس بالباطل والتقرب إلى كهف الرؤساء والمديرين وأصحاب النفوذ ….
وهو مابات يعرف أخيرا بظاهرة ” الزيدنة ” أو مبادرة ” أعطيني ” التي طغى حضور أصحابها على منابر وأنشطة النظام الرسمية والسياسية ، كأن البلد أصبح مسرحا آمنا لأشخاص تقوم حياتهم على النفاق والتكسب حسب المصالح والرغبة في حظوة لدى هذا الطرف أو ذاك ، مع أن القرائن واضحة الدلالة في رعاية الجهات العليا في البلد لمثل هذه الممارسات المشينة والتصرفات المخيفة ألا أخلاقية والدخيلة على مجتمعنا .
إنما الأمم الأخلاق مابقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ..
وإذ نعبر للرأي العام عن امتعاضنا من هذا النوع من أنواع النفاق الأخطر مقتاً وأشدها تدميراً ودمارا لكل مقومات التنمية والإستقرار ، فإننا نسجل مايلي :
١— مطالبتنا بمحاربة هذا النوع من النفاق الإجتماعي والسياسي الغريب على بلادنا ، والذي لايحترم الذوق العام ولاخصوصية المجتمع .
٢— دعوتنا لكل القوى الفاعلة والنخب الغيورة على مصلحة الوطن لسد الباب أمام هؤلاء الباحثين عن كسب ود المجتمع بمجاملته ومداهنته على حساب الواقع والحقيقة ونمو البلد وتقدمه .
٣— ضرورة الوقوف في وجه هذا المد التشويهي بكل الوسائل ، قطعا لطريق تحقيق غاياته الفاسدة والرامية إلى الإضرار بكل من حوله .
٤ — دعوتنا لكل الصحفيين ووسائل الإعلام الوطنية إلى صرف الإهتمام عن تغطية أي نشاط يحضره من ينافق لتدمير وإفساد العلاقات المحترمة بين المجتمع ، والدس والوقيعة به.
٥— تحذير المدونين والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي من التعاطي مع أي شكل من أشكال إذكاء الخلافات وتعميق هوتها ، واستغلالها لصالح الوحدة الوطنية ، أو على حساب أمن واستقرار الوطن وسلمه الإجتماعي .
— كما أننا نربأ برجال أعمالنا وكل المسؤولين عن التجاوب مع من يحاول إشاعة الفساد في البلاد مقابل مبالغ مالية قدرت بالملايين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
روافد العطاء