“الصدى” تنشر كلمة الأستاذ احمد سالم ولد أحمد رئيس دائرة العلاقات الدولية بالمنظمة العربية للتنمية في حفل تأهيل مزرعة الشيخ ابراهيم نياس بالسنغال
شهدت قرية طيب انيسين بمحافظة كولاخ بجمهورية السنغال حفل اطلاق مشروع إعادة تأهيل مزرعة شيخ الاسلام الشيخ ابراهيم انياس بتمويل من المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا وبمتابعة وتقييم من طرف المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، وقد مثل المنظمة في الحفل الإطار الموريتاني البارز أحمد سالم ولد أحمد، مدير إدارة التدريب والدراسات والاستشارات، رئيس دائرة العلاقات الخارجية الدولية بالمنظمة العربية للتنمية حيث ألقى كلمة المنظمة في الحفل الذي حضره الشيخ ماحي سيس الناطق الرسمي باسم الخليفة العام للفيضة الابراهيمية الى جانب السلطات الادراية في كولاخ و جمع من المشاييخ و أعيان كولاخ ومدينة الشيخ ابراهيم نياس ،

وهذا نص الكلمة التي ألقاها الأستاذ أحمد سالم ولد أحمد بالمناسبة :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الكريم
صاحب الفضيلة سيدي الشيخ ماحي سيسي الناطق الرسمي باسم الخليفة العام للفيضة التجانية سيدي محمد الماحي الشيخ ابراهيم انياس وممثله،
صاحب الفضيلة الشيخ التجاني ولد السيد؛ معاون الخليفة العام وصاحب مبادرة هذا المشروع،
السيد الحاكم،
السيد ممثل وزارة الاقتصاد والتخطيط والتعاون،
السيد العمدة،
السادة ممثلي المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا والمنظمة العربية للتنمية الزراعية،
أيها الجمع الكريم،
إنها لسعادة خاصة هذه التي أستشعرها وانا بين ظهرانكم اليوم في طيبة انيسين؛ البلدة الطيبة المباركة، ذات الرمزية الكبيرة والدلالات العميقة، فقد شهد هذا الموقع في مطلع القرن الماضي مولد رجل عظيم بكل المعاني، يصعب التعبير عن أبعاده الفعلية ورمزيته الحقيقية؛ أعني شيخ الاسلام الشيخ ابراهيم انياس؛ الذي طبع بطابعه الخاص زمنه وتجاوز إشعاعه ورسالته بشكل جلي الحدود الجغرافية للسنغال، وما زالت بصماته تتسع يوما بعد يوم في حيز زماني ومكاني لا يعرف الحدود ولا المسافات.
أيها الحضور الكريم..
لا بد أن أغتنم هذه السانحة لأعبر عن عميق شكرنا وامتناننا لحكومة السنغال وسماحة الخليفة العام على ما لقيناه من حفاوة في الاستقبال وكرم في الضيافة منذ وطئت اقدامنا هذا البلد الجميل.
كما لا يسعني إلا أن أنقل لكم تحيات صاحبي المعالي لبروفسور ابراهيم ادم احمد الدخيري؛ المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية والدكتور سيدي ولد التاه المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، وتمنياتهما بالنجاح لورشة إطلاق هذا المشروع النموذجي الممول من طرف المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا وتتولى المنظمة العربية للتنمية الزراعية متابعته وتقيمه.
أيها الجمع الكريم..
إن المشروع الذي نلتقي اليوم في إطار ورشة انطلاقة؛ يطمح أن يكون نقطة انطلاق لبرنامج أوسع لإعادة تأهيل مساحة تول باي انياس، وتتضمن المرحلة النموذجية الحالية من المشروع عدة مكونات منها:
استصلاح مساحة لزراعة الخضروات، وحفر بئر مجهزة بكامل التجهيزات، وتسييج المساحة، وشق طريق ريفي داخل المزرعة، وتشييد بعض البنايات متعددة الاستخدامات، وتركيب أجهزة للطاقة الشمسية، واقتناء بعض الدراجات الثلاثية العجلات وإقامة ثلاث مداجن للدجاج البياض والدجاج اللاحم واقتناء بعض أدوات التبريد.
كما يتضمن المشروع كذلك تنظيم دورات تدريبية لصالح المستفيدين والمستفيدات، بالإضافة إلى آلية للإشراف والمتابعة.
وستتابعون ضمن برنامج هذه الورشة عرضا مفصلا عن مختلف مكونات المشروع.
ايها الحضور الكريم..
إن تحقيق الأهداف التي يطمح إليها هذا المشروع؛ والمتمثلة في تخفيف معاناة السكان المحليين وتحسين ظروف عيشهم؛ يظل مرتبطا بشكل وثيق بتضافر جهود الجميع من مستفيدين وإدارة ومنتخبين ومصالح فنية للتأطير والاشراف، ومصالح حكومية مركزية وجهتي التمويل والمتابعة.
وفي هذا السياق، هنالك بعض النواحي التي يجب أن تكون محل اهتمام خاص من طرفنا جميعا؛ ألا وهي اتقان إعداد ملفات المناقصات الصرامة في اختيار الشركات ومقدمي الخدمات، والمتابعة المكثفة لهذه الشركات ومقدمي الخدمات أثناء قيامهم بعملهم واليقظة عند تسلم الإنشاءات بعد إنجازها من طرف مقدمي الخدمات.
والأهم من هذا كله أن يقوم المستفيدون بوضع بنية فعالة لديها الكفاءة المطلوبة لقيادة وتسيير المشروع بعد انتهاء مهمة الشركاء الخارجيين، فعلى ذلك تترتب استدامة المكاسب والإنجازات وعليه يترتب كذلك استقطاب جهات تعاون أخرى لتوفير الوسائل المالية والفنية الإضافية لاستصلاح باقي أجزاء مشروع تول باي انياس.
أيها السادة والسيدات..
اسمحوا لي أن أختتم مداخلتي هذه بمثل شائع في بلدي موريتانيا؛
كان الموريتانيون في الماضي يعتمدون على تربية الماشية في مصدر عيشهم؛ خاصة تنمية الابقار، وكان المجتمع موزعا إلى مخيمات متنقلة طلبا لكلأ الماشية، وفي كل حي كان يوجد شخص يتولى في النهار رعاية الماشية وفي الليل يأتي لكل خيمة ويحلب لها بقراتها، وكان يحلب بقراته بعد انتهائه من بقرات الاخرين، وكان كأي مسلم عندما يبدأ عمله (أي عمليات الحلب) يقول “بسم الله” يقولها هكذا مختصرة عند حلب بقر الحي، لكن عندما يأتي دور بقراته هو يضيف لها عبارة فيقول “بسم الله حك حك” اي بسم الله حقا حقا.
اليوم أجد نفسي في وضعية مماثلة لهذا الشخص، فقد تعودت منظمتنا أن تكلفني بمتابعة مشروعات في دول إفريقية أخرى (اتشاد، بوركينافاسو، الغابون، )النيجر
وفي كل مرة أبدأ عملي بكلمة بسم الله، اليوم والمنظمة تكلفني بمتابعة مشرع إعادة تأهيل مزرعة شيخ الإسلام الشيخ ابراهيم انياس “اقول بسم الله حك حك حك حك، أقولها أربعا، أي بسم الله حقا ،حقا ،حقا ،حقا.
اسمحوا لي أن أتوقف عند هذا الحد حتى لا أخرج عن القواعد لبروتكولية، أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.
قرية طيبة انيسين الجمعة ٩ رمضان الموافق ٣١ مارس ٢٠٢٣.
تنويــــــــــــــــــــــــــة : مصدر الصور :