مسؤولة سابقة بالموساد تدعو لمنع الرهائن المفرج عنهم من التحدث للإعلام!
دعت مسؤولة سابقة في جهاز الموساد لمنع الرهائن ال لوسائل الإعلام، وذلك عقب الضجة التي أحدثتها تصريحات المسنة يوخفد ليفشيتز في تل أبيب.
وأعرب محللون عبريون عن غضبهم من تصريحات ليفشيتز، واعتبروها دعاية للمقاومة وفشلا لحكومة بنيامين نتنياهو في التعامل مع ملف الحرب الإعلامية والنفسية، وطالبوا بمنع المفرج عنهم من التحدث لوسائل الإعلام.
وكانت الرهينة المفرج عنها والبالغة 85 عاما قد أكدت -في مؤتمر صحفي عقد في أحد مشافي إسرائيل غداة إطلاق حماس سراحها بشكل طوعي بعد وساطة مصرية قطرية- أن عناصر المقاومة عاملوها ومن معها من المحتجزين بلطف وقدموا لهم الرعاية الصحية والأدوية وكانوا يأكلون معهم من نفس الطعام.
في ذات السياق قالت القيادية السابقة بجهاز الموساد جيل شورش، إن الحديث الذي أدلت به ليفشيتز كان يجب أن يقال للمخابرات فقط “لأن ثمة كلاما لا يقال إلا للمخابرات وعائلات المخطوفين، بينما يجب ألا يقال للجمهور”.
ومن وجهة نظر شورش، فإن ماكينة الدعاية والحرب النفسية ستعمل على هذه الأقوال، وبالتالي “يجب على إسرائيل أن تكون جاهزة إعلاميا من خلال التوجه إلى مقر المحتجزين والتصرف بمسؤولية”.
الأمر نفسه تقريبا ذهب إليه جنرال الاحتياط نحمان شاي، وهو من حركة “قيادات من أجل أمن إسرائيل” الذي قال إن ما جرى “فاسد، كما كانت المعلومات في ذاك الصباح السابع من أكتوبر فاسدة أيضا”.
وفي مقابلة على القناة 13، قال شاي “لا يعقل أن نأخذ امرأة في الـ85 من عمرها لم تنم إلا 3 أو 4 ساعات خلال الليل ثم نضعها أمام عشرات الكاميرات ومئات الصحفيين”.
وفسر شاي ما جرى بأنه “دليل على عدم وجود توجه ولا نظام ولا من يقوم بترتيب الأمور، وأنه لا توجد حكومة”.
وفي السياق، قال مستشار الاتصالات والإستراتيجية آفي بنياهو إن الحوار بين المستويين الأمني والسياسي لا بد أن يكون وثيقا ومتواصلا، مؤكدا أنه يتألم وهو يقول هذا، لكنه يعرف أن “العلاقات -بين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير- ليست جيدة، وأن الحوار بينهما ليس جيدا”.
وأضاف: “أعرف أن هناك غانتس (وزير الدفاع السابق) وغادي إيزنكوت (رئيس أركان سابق)؛ وإن لم يكن الأمر كذلك فعليهما الظهور وتقديم شهادتيهما. هذه وظيفتهما وهما يتحملان المسؤولية”.
من جانبها قالت عنات مروم، الخبيرة الدولية بالجغرافيا السياسية والأزمات العالمية، على شاشة القناة 12- إنه رغم الحرب النفسية واتساع الإدراك والقوة التي مرت على ليفشتز، ورغم التعاطف معها، فإن هذه الصورة التي ظهرت بها تمثل انتصارا لحماس.
وأضافت: “من المروع أن نقول هذا، بل هو فظيع، ولكنه ذكي وماهر جدا، إنه وحشي وقاتل، غير أن هذه الصورة -التي تتحدث عنها بأنهم لم يعاملوها بلطف وحساسية وحسب إنما اهتموا بإحضار الدواء الذي تحتاجه أو الدواء البديل لها- صدى كلماتها سيتردد لصالح حماس في العالم كله”.
وترى خبيرة الأزمات الإسرائيلية أن حركة حماس “تخاطب العالم بكلمات هذه المرأة المسنة”.
يذكر أن تصريحات الرهينة الإسرائيلية التي أفرجت عنها كتائب القسام، الإثنين، أثارت ضجة واسعة في تل أبيب، كونها أعطت الوجه الجميل للمقاومة التي يحاول الصهاينة تشويه صورتها بأي ثمن، وما زاد من حدة التعليقات هو مصافحتها لعنصر قسامي حينما كانت تهم بالرحيل.
وحاول الإعلام الغربي ولا سيما التابع لآلة الدعاية الإسرائيلية والمتحالف معها، تشويه صورة إطلاق سراح المستوطنة عبر تحريف كلامها، ولكنّ الأمر أدّى إلى ردود فعل في وسائل التواصل، انتقدت بشكل كبير هذه المغالطات.
ووصفت وسائل إعلام عبرية تصريحات ليفشيتز التي انتشرت بشكل لافت في ساعة زمن، بأنها “ضربة للدعاية الإسرائيلية، وهدفا ذاتيا في شباك إسرائيل”، واختار البعض التهجم عليها واتهامها بتلفيق الأكاذيب خوفا على زوجها الذي لا يزال أسيرا لدى المقاومة.