الأخبارعربي و دولي

عبد الله ابو شلال يوصي أمه ساعات قبل استشهاده برصاص الاحتلال الصهيوني بمواصلة رعاية مرضى الفشل الكلوي في المخيم

لا تصدق المواطنة جميلة أبو شلال من مخيم بلاطة شرق نابلس، أنها ستعيش ما تبقى من عمرها من دون نجلها الأحب إلى قلبها الشهيد عبد الله أبو شلال (30 عاما)، والذي استهدفته قوات الاحتلال بالاغتيال برفقة أربعة شهداء، أول من أمس، عندما استهدفت المركبة التي كان الخمسة بداخلها بصاروخ موجه أطلقته طائرة إسرائيلية مسيرة.

تقول أبو شلال، إنها بقيت وعائلتها كما هو الحال بالنسبة لأهالي المخيم، ساعات طويلة في حال من الخوف والترقب على مصير نجلها بعد أن تضاربت الأنباء بداية حول هوية الشهداء الذين اغتالتهم قوات الاحتلال واحتجزت جثامينهم وهي متفحمة.

وبقي هذا الحال، كما يقول أفراد من عائلة أبو شلال والذي كان من أبرز المطاردين لجيش الاحتلال ونجا من محاولات اغتيال كثيرة، حتى أتى الخبر اليقين ليؤكد استشهاد نجلها، ففقدت الأم وعيها على الفور، وهي تتمتم بكلمات: “الله يرضى عليك يا عبد الله”.

ولن تنسى الأم طيلة حياتها، آخر لحظات أمضتها مع نجلها الشهيد قبل ساعات معدودة من استشهاده، حيث قال، إنها التقت معه مساء اليوم السابق لاغتياله عندما زارها على عجل بشكل خاطف، وطلب منها أن تسجل للحج أو العمرة، وأوصاها إذا ما استشهد بمواصلة رعاية مرضى الفشل الكلوي في المخيم، والذين كان يقوم على خدمتهم وتوفير احتياجاتهم، رغم مطاردته ونجاته من كثير من محاولات الاغتيال.
ووصفت الأم نجلها الشهيد بأنه كان غاية في الحذر، ويتميز برباطة جأش واتزان وصاحب أخلاق حميدة ومواقف إنسانية، وكان شخصا حنونا في معاملته مع أهالي مخيمه وأسرته وأبناء أشقائه وشقيقاته، فكان رفيق الكل، والكل يحبه ويحترمه، ويحب الفقراء.
وقالت: إنها في كل مرة كانت تلتقي نجلها الشهيد، كانت تسأله عن دربه وإلى أين هو ماض، وذلك حرصا من الأم على حياة ابنها الذي كانت إجابته واحدة في كل مرة بعبارته المعهودة “إما النصر أو الشهادة، ومن عمل لله وكان معه لن يضيعه الله”.
ومضت “كلما كان شهيد يرتقي في المخيم كان عبد الله يقول نياله ما أجمل حظه”، مضيفة، إنه لم يكن يتردد على منزل عائلتها كثيرا، إلا لأداء الصلاة، وكان يعيش ظروف مطاردة قاسية، وبان عليه المرض إثر البرد الشديد، قبل استشهاده.
واستهدف الاحتلال الشهيد أبو شلال وأربعة مقاومين آخرين من مخيم بلاطة، بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة، واستهدف المركبة التي كانت تقلهم قرب مدخل المخيم الغربي وتحديدا على مفترق شارع القدس، فأصاب المركبة مباشرة، وتسبب باحتراقها بالكامل، قبل أن تنقل جرافة عسكرية إسرائيلية المركبة وبداخلها جثامين الشهداء إلى مكان مجهول.
ووفق عائلة الشهيد أبو شلال، فإنه كان هدفا للاعتقال من قبل قوات الاحتلال ثلاث مرات، وأمضى في سجون الاحتلال أكثر من ست سنوات، واعتقل شقيقه الأكبر رائد مرتين، وقضى نحو ثماني سنوات في سجون الاحتلال، في حين استشهد شقيقه الأوسط رياض في العام 2004 خلال اجتياح الاحتلال للمخيم.
وقبل نحو العامين، أصبح الشهيد أبو شلال هدفا للمطاردة من قبل قوات الاحتلال، ونجا من ست محاولات اغتيال كان أبرزها منتصف آب الماضي، حيث قصف الاحتلال منزل عائلته بقذائف “الأنيرجا” والتي أحرقته ودمرته بالكامل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى