أخبار موريتانياالأخبار

الدكتور السيد ولد أباه يكتب عن السفير الراحل محمد فاضل ولد الداه

بعد قراءة شهادتي الأخوين الكريمين موسى أفال وأحمد ولد سيد أحمد حول الفقيد العزيز الصديق محمد فاضل ولد الداه، أود أن أسجل بعض المواقف السابقة للراحل. 

١- حدثني أحمد الوافي وبابا ولد محمد عبد الله رحمهما الله أن فاضل كان زميلهما في أول بعثة دراسية إلى القاهرة في مطلع الستينيات، وكان باعتراف المصريين عبقريا لا يشق له غبار ، فصيح اللسان، حاد الذكاء ،سريع الفهم .

وقد حدثني المرحوم فاضل نفسه عن زيارته الأولى للقاهرة وقال لي إنه لم يستطع النوم ليلته الأولى في هذه المدينة الساحرة من شدة التأثر وهول المفاجأة.

٢- حدثني الأخ الشيخ ولد باها حفظه الله وكان زميل المرحوم فاضل في كلية القانون في الرباط أن الراحل كان متفوقا في الدراسة طيلة سنوات التحصيل إلى حد أنه أذهل أساتذته. 

٣- حدثني العديد من أصدقاء فاضل أيام المد اليساري في موريتانيا في الستينيات والسبعينيات أنه كان من رموز الحركة الشبابية ( الكادحين ) وقد تميز بمقالاته القوية في صيحة المظلوم وبشعره الثوري الذي كان يكتبه بإسم مستعار .من شعره الذي نشر في كراسة ” سطور حمراء ” قصيدة جميلة بعنوان ” يا سيدي الهمام “.

حدثني الفقيد عن مرحلة السجن التي مر بها ،وكان من رفقائه في الزنزانة عالم الرياضيات الشهير يحي ولد حامدن رحمه الله. 

٤- رغم أني تعرفت على المرحوم فاضل منذ الثمانينيات، إلا أن صداقتنا توطدت في القاهرة سنة ١٩٩٤ عندما كان سفيرا فيها ، وقد تعودت ان أزوره كل ليلة مدة ثلاثة شهور ،وكنت في كل جلسة استفيد كثيرا من أفكاره ومعلوماته رغم تواضعه الجم وابتعاده عن الأضواء. أذكر في هذه الحقبة أن أحد كبار كتاب الرأي في صحيفة الأهرام كتب في زاويته مقالا فيه مس من موريتانيا وقد رد عليه فاضل بأسلوب راق ومهذب فنشر الكاتب الرد بالكامل في زاويته على غير العادة .وقد أثار هذا الرد فرحة عارمة في صفوف الجالية الموريتانية من دبلوماسيين وطلبة .

٥- رغم الوظائف السامية التي شغلها في الحكومة والدبلوماسية ، إلا أن فاضل أحب كثيرا عمله في مجلس جائزة شنقيط ،وكان يستمرئ صحبة المثقفين والأدباء ولم يخلع يوما رداء الشاعر والمثقف في وظائفه العامة ،بل حافظ على أناقة الأسلوب ولطف العبارة وجمال السبك اللغوي. وكما كتب موسى أفال ارتبط بصداقة وثيقة مع المرحوم صالح ولد مولاي احمد وكان كثير الحديث عنه بعد خروجه من جائزة شنقيط .

لا يمكنني الحديث عن جوانب شخصية من حياة المرحوم فاضل ،وأنا أعرف حساسيته وحياءه، لكن المقربون منه يعرفون ما جلب عليه من كرم حاتمي وأخلاق فاضلة ووفاء نادر للأصدقاء رغم إختلاف الرأي أحيانا معهم .

رحم الله فاضل ولد الداه 

وانا لله وانا اليه راجعون

 

د.السيد ولد أباه 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى