مقالات و تحليلات

تصعيد قياسي في الحرب الكلامية بين واشنطن و بكين/ يربانا الحسين

د. يربان الحسين الخراشي، أكاديمي وكاتب موريتاني.

انتهت الجولة الحادية عشرة من المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة أمس الجمعة دون التوصل إلى اتفاق، وواشطن ترفع الرسوم من 10 % إلى 25 % على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، والصين تعلن أنها سترد بالمثل إذا ما مضت واشطن قدما في قرارها. لكن يبدو أنه ليس هناك مجال كبير أمام الصين للرد عن طريق زيادة التعريفة الجمركية على السلع الأمريكية فوفقا لبيانات وزارة التجارة الصينية استوردت الصين ما قيمته 155.1 مليار دولار من البضائع الأمريكية خلال 2018، و منذ بداية الحرب التجارية فرضت الصين التعريفة على ما قيمته حوالي 110 مليار من السلع الأمريكية، وهذا ما يعني أنه إذا كانت البكين تريد الانتقام عن طريق زيادة التعريفة الجمركية فإن الخيار هو فرض تعريفة على البضائع الأمريكية المتبقية بقيمة 40 مليار دولار أو رفع التعريفات الجمركية السارية المفعول.

 

فشل الجولة الحادية عشر من المفاوضات يأتي في ظل تصعيد قياسي للحرب الكلامية بين واشطن و بكين، حيث حذر يوم الأربعاء المنصرم وزيرخارجية أمريكا مايك بومبيو (Mike Pompeo) بريطانيا من الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق واصفا إياها بأنها عبارة عن ” صفقات فاسدة للبنية التحتية في مقابل النفوذ السياسي” كما قال” أن الصين تتبع دبلوماسية فخ الديون التي تغذيها الرشوة مما يهدد تقويض النموذج الاقتصادي العالمي للسوق الحرة ” بل قد بالغ وزير الخارجية الأمريكي في تشويه حقيقة المبادرة عندما قال أنها “مبادرة تقوض سيادة جميع الدول”.

 

وقد جاء رد بكين سريعا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية السيد قنغ شوانغ (耿爽) الذي قال: “

一段时间以来,美方个别人士针对“一带一路”倡议,持续发表不负责任言论。特别是第二届“一带一路”国际合作高峰论坛前夕 أي : ” منذ بعض الوقت هناك أفراد معدودين في أمريكا دأبوا على إصدار تصريحات غير مسؤولة بشأن مبادرة الحزام والطريق خاصة عشية انعقاد المؤتمر الدولي الثاني لمبادرة الحزام والطريق”

وأضاف : 但结果怎么样呢?150个国家、92个国际组织共6000多名代表参加了第二届“一带一路”国际合作高峰论坛,这其中也包括美方的50多名代表。这是国际社会用行动对共建“一带一路”倡议投出的信任票和支持票,也是对美方言行最好的回应。

” لكن ماذا كانت النتيجة؟ 150 دولة ، 92 منظمة دولية وأكثر من 6000 ممثل شاركوا في قمة المؤتمر الثاني لمبادرة الحزام والطريق بمن فيهم 50 مندوبا من أمريكا نفسها، وهذا التحرك للمجتمع الدولي تعبير عن ثقته ودعمه لبناء مبادرة الحزام والطريق، و هو أيضا أفضل رد على تصريحات أمريكا وأفعالها “

وتابع : 我们注意到,这两天美方个别人又开始老调重弹,继续对“一带一路”倡议进行攻击抹黑。他们说得不累,我们听得都累了。我想再次提醒他们,不要高估自己的造谣能力,也不要低估他人的判断能力。如果他们愿意,那就让他们继续说,我们会继续加油干

” لقد لاحظنا أنه في اليومين الأخيرين عاد أفراد معدودين في أمريكا إلى العزف على الاسطوانة المشروخة و الاستمرار في مهاجمة المبادرة و تشويه سمعتها ، وإذا كانوا هم لم يتعبوا من القول فقد سئمنا نحن من سماعه، و أريد أن أذكرهم مرة أخرى ، لا تبالغوا في قدرتكم على اختلاق الشائعات، ولا تستهينوا بقدرة الآخرين على الحكم، إذا كانوا يرغبون في هذا، فليواصلوا الحديث. ونحن سنواصل العمل”

 

تجدر الإشارة إلى أن بلادنا التي وقعت على مذكرة التفاهم للتعاون مع الصين في إطار المبادرة مطلع سبتمبر 2018 خلال زيارة فخامة رئيس الجمهورية للصين للمشاركة في منتدى التعاون الصيني الإفريقي لم تبعث أي مسؤول للمشاركة في هذا المؤتمر الهام رغم التوقيع في إطار هذه المبادرة على بعض المشاريع الهامة التي بعضها قيد التصميم، وبعضها الآخر سيرى النور قريبا على سبيل المثال لا للحصر : ميناء في المياه العميقة في مدينة انواذيبو، وجسر “كرفور مدريد” ، و ميناء للتفريغ الصيد التقليدي عند كلم 28، والأهم من ذلك أن الصين تعد أكبر شريك تجاري لبلادنا بحجم تبادل تجاري بلغ سنة 2017 حوالي 1.647 مليار دولار، ومن بين أكبر الممولين لبلادنا ، وهذا ما يجعل من عدم حضور بلادنا للمؤتمر غير مبرر وغير مفهوم خاصة في ظل حضورنا المكثف لمؤتمرات ثانوية في دول أخرى لا تربطنا بها أي علاقات اقتصادية أو تجارية مهمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى