افتتاحية الصدىالأخبار

الرئيس الغزواني .. ومواطن ومواجع الخلل التنموي في البلاد!!!/ بقلم: محمد عبد الرحمن المجتبى

يكتبها المدير الناشر رئيس التحرير لمجموعة "الصدى" للإعلام بموريتانيا

محمد عبد الرحمن المجتبى / المدير الناشر رئيس التحرير

منذ خطاب إعلان الترشح للرئاسيات منتصف سنة2019 للقائه مؤخرا بالأمناء العامين للوزارات ، لم يفوت رئيس البلاد محمد ولد الشيخ الغزواني فرصة إلا وأكد فيها على نوايا الإصلاح واهتمامه بتطوير البلاد وتقريب الخدمات من المواطن ومحاربة الفساد ونبذ كل المظاهر المتنافية مع قيم الجمهورية ومع مبادئ الشافية والحكم الرشيد ،

لم نتوقع موجة استقالات جماعية من القطاعات الحكومية لأن القائمين على المشهد الحكومي واثقون من كفاءاتهم العالية ، لكننا والحق يقال توقعنا موجة إقالات جماعية بعد كلام رئيس الجمهورية عن حجم الفساد والقصور والتقصير

ولعل الذاكرة الوطنية القريبة تعود بنا لخطاب الرجل أمام خريجي المدرسة الوطنية للإدارة في شهر مارس من  العام الماضي حيث تحدث بإسهام عن مواطن ومواجع الخلل التنموي في البلاد بالتفاصيل التي أكدت للجميع مواكبته ودرايته لكل الإشكالات التنموية وكل مظاهر الفساد والقصور والتقصير في الجهاز الحكومي لدرجة أنه طالب كل مسؤول لا يرى في نفسه الأهلية لخدمة البلد والاضطلاع بمهامه الوطنية بترك مكانه لغيره … وطبعا لم نتوقع موجة استقالات جماعية من القطاعات الحكومية لأن القائمين على المشهد الحكومي واثقون من كفاءاتهم العالية ، لكننا والحق يقال توقعنا موجة إقالات جماعية بعد كلام رئيس الجمهورية عن حجم الفساد والقصور والتقصير ، فكلام رئيس الجمهورية ليس كلاما عابرا ولا يجب أن يستخدم للاستهلاك “اللحظي” كاسفنجة لأمتصاص أزمة ما

ما لا يعلمه الكثير منا هو أن أكثر ظلم تعرضت له سياسات النظام الحالي جاء من بعض المحسوبين على النظام نفسه

و توقعنا أيضا وما زلنا نتوقع حملة شرسة على الفساد والمفسدين وملاحقة جادة للمقصرين والمتلاعبين بالمصالح العمومية ، وهي المهمة المناطة بالدرجة الأولى بمكتب الوزير الأول بوصفه المنسق الوطني للعمل الحكومي ، وبأجهزة التفتيش المختلفة في الدولة،  ومناطة بدرجة ثانية بالأذرع السياسية والإعلامية للحكومة ، ولم نشهد خلال  مأمورية الرئيس التي بدأ عدها التنازلي أية جهود جادة وناجعة لتكريس خطابه السياسي و تثمين وصيانة إنجازه التنموي رغم الموارد المادية الهائلة التي سخرت لتلك “الأذرع” وهذا ما سهل ولوج وسيادة الخطاب المعادي للنظام معارضا كان أو”معاردا”

هل سيكشف الرئيس الغزواني للمتلاعبين بالشأن العمومي عن وجه غير مألوف كالوجه الذي يراه اليوم من خلال ضيوف محكمة العشرية ؟

في المشهد اليوم هناك من يرى أن النظام الحالي يحمل علامة صفر على الشمال في مجال الإنجازات وهذا في الحقيقة ظلم للرجل ولنظامه، ولكن ما لا يعلمه الكثير منا أن أكثر ظلم تعرضت له سياسات النظام الحالي جاء من بعض المحسوبين على النظام نفسه ، ولعل النشرية الصادرة مؤخرا عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية تؤكد بلغة الأرقام أنه تحقق الكثير خلال ما مضى من هذه المأمورية التي شارفت على الانتهاء ، كما تؤكد إرادة جادة للإصلاح لدى الرجل ، لكنها إرادة تواجهها إرادة متجذرة في الفساد ، وهي نفسها الإرادة التي عبثت بكل الأنظمة السابقة وعطلت عجلة التنمية في البلاد لدرجة أننا في مرحلة ما من تاريخنا البائس نتباهى بإنجازنا التنموي العظيم، وهو تصنيفنا في مرحلة متقدمة من قائمة الدول الأكثر فقرا في العالم ونحن الدولة الحبلى بالموارد والكفاءات.

فهل سيكشف الرئيس الغزواني لهؤلاء للمتلاعبين بالشأن العمومي عن وجه غير مألوف كالوجه الذي يراه اليوم من خلال ضيوف محكمة العشرية مثلا؟ وهل الوضع في البلاد يحتمل المزيد من الحلم والتغافل عن عبث المفسدين بحاضر ومستقبلا البلاد والعباد ؟ 

المصدر : افتتاحية عدد أغسطس من مجلة الصدى الشهرية الملونة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى