إفريقي ومغاربيالأخبارتقارير ودراسات

تونس : جزيرة الأحلام “جربة”… تدخل لائحة التراث العالمي

احتضنت على اراضيها قمة الفرنكوفونية لعام 2022

   كتبت  نورة عثماني صحفية تونسية /

رسميا أصبحت جزيرة الأحلام جربة التي احتضنت قمة الفرنكوفونية لعام 2022 ضمن قائمة التراث العالمي حيث تم خلال حفل انتظم  يوم الجمعة 02 فيفري في متحف التراث التقليدي بجربة 2024 ،تسليم  وزيرة الشؤون الثقافية السيدة حياة قطاط القرمازي، شهادة تسجيل جزيرة جربة على لائحة التراث العالمي من قبل مدير المكتب الإقليمي للمنطقة المغاربية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) السيد ايريك فالت  بحضور رؤساء مكاتب المنظمات الأممية بتونس والسلطات الجهوية والمحلية وممثلي المجتمع المدني مع الإشارة و  أنه قد تم إدراج جزيرة جربة رسميا على لائحة التراث العالمي لليونسكو، في 18 سبتمبر 2023، خلال الدورة الخامسة والأربعين الموسعة للجنة التراث العالمي التي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض كما تم تسجيل سبع مناطق و24 معلما على لائحة التراث العالمي لليونسكو كشاهد متفرد واستثنائي على نمط معماري جزيري.

و جربة، هي جزيرة كبيرة مساحتها 20 × 20 كيلو مترًا تقريبًا، وتقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي من قارة إفريقيا، جنوب شرق دولة  تونس، بالقرب من الحدود الليبية. وتقع الجزيرة على خليج قابس، وهي معروفة بأنها يقطنها صفوة من المواطنين والسائحين، هذا إلى جانب الشواطئ الرائعة والقرى الخلابة التي تتميز بأبنية مميزة مربعة الشكل وبيضاء. وتعد حومة السوق إحدى المدن الكبرى، حيث تتوسطها الأسواق الصاخبة والمقاهي النابضة بالحيوية في الهواء الطلق. ويعتقد أن جزيرة جربة، التي تتوفر بها قلاع القراصنة والمساجد التي تشبه القلاع الحصينة، أنها كانت مصدر إلهام ملحمة الأوديسة الشعرية التي وضعها هوميروس. ويربط الجزيرة بالبر الرئيسي طريق صممه الرومان في الأصل، يمكن الوصول إليه من جنوب تونس.

و أغلب المعالم التاريخية في الجزيرة هي عبارة على  مبان دينية، من المساجد والكنائس والمعابد اليهودية. كما تضم الجزيرة مجموعة من الحصون والأبراج أشهرها برج الغازي مصطفى أو البرج الكبير و من بين المعالم التاريخية الأخرى ذات الطبيعة الاقتصادية، يمكن أن نذكر عددًا قليلاً من ورش النسيج ومعاصر الزيت تحت الأرض و تتميّز جربة بتعدّد مساجدها و نذكر مسجد الترك الذي يقع وسط حومة السوق، وهو مسجد حنفي يرجع تاريخه وفقًا لبعض المصادر التاريخية إلى نهاية القرن السادس عشر. يتميز مسجد الترك بعمارته العثمانية و مسجد الغرباء و يسميه أهل جربة جامع غربة، يقع في وسط حومة السوق. كان في الأصل مدرسة إباضية تسمى توزين وتعود إلى القرن الخامس عشر. منذ القرن التاسع عشر أصبح مسجدا مالكيّا، ومن هنا جاء اسم الغرباء الذي أطلق على الأجانب المالكيين القادمين للاستقرار في الجزيرة، وقد عرف المسجد بعض التعديلات و ايضا مسجد الوطا و هو معلم صغير تحت الأرض يقع في الريف وسط غابة من أشجار الزيتون غير بعيدة عن الطريق بين المحبوبين والقنطرة. لا يرى منه سوى قبتين ومدخل مقبب من الخارج، والباقي تحت الأرض بالكامل. إنه مصلّىً إباضي أصلي، ذو مكوّن دفاعي ظاهر وهو مالكي حاليًا. يعود تاريخه إلى ما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر ميلادي.

 لقد كانت  القمّة الثامنة عشرة للفرنكوفونيّة بجزيرة جربة مناسبة لاكتشاف ما تزخر به من معالم اثرية و تاريخية حضارية حيث تمكنت الوفود المستضافة على أرضها من القيام برحلات ثقافيّة تعرفوا خلالها على  تاريخ جزيرة جربة الطويل الثريّ من خلال مشاهدها الهندسيّة والعمرانيّة الفريدة من نوعها في العالم، وذات القيمة الكونيّة للمتميّزة. و من ابرز تلك  المعالم متحف التراث بجزيرة جربة الذي كان يسمّى في السابق متحف الفنون والتقاليد الشعبيّة يمكّن من تقديم مختلف مكوّنات التراث التقليديّ لجزيرة جربة ) الهندسة المعماريّة والأزياء التقليديّة  والمصوغ والفلاحة والصيد البحريّ والفخار والعادات والحفلات…) و معلم كنيسة الغريبة و هي  أقدم كنيس بالقارّة الإفريقيّة. يحجّ إليها، سنويّا، اليهود من مختلف أنحاء العالم. يعود بناؤها حسب الروايات الأسطوريّة، إلى سنة 585 ق م فيها حجر تمّ جلبه من معبد سليمان، كما توجد فيها نسخة من أقدم نسخ التوراة و  كنيسة  القدّيس يوسف التي تمّ تشييدها سنة 1848 لتكون فضاء عبادة للجالية الكاثوليكيّة المقيمة في جزيرة جربة، والمتكوّنة بالخصوص من بحّارة مالطيّين، وتمّ توسيعها في مناسبات عديدة. وبعد أن تنازل عنها الفاتيكان لصالح الدولة التونسيّة سنة 1964، عادت سنة 2005 بواسطة مرسوم رئاسيّ إلى وظيفتها الأولى فضاء عبادة و جامع سيدي ياتي الذي يقع على نتوء صخريّ عند الساحل الجنوبي الغربيّ من الجزيرة، وهو يحمل اسم علم من مشاهير القرن العاشر ويعتبر معماره البسيط العاري من كلّ زخرف عن الرؤية الفلسفية والدينيّة للمذهب الأباضيّ الغالب في الجزيرة، على امتداد فترة طويلة. و نذكر من المعالم ايضا جربة هود2 و هو متحف في الهواء الطلق

يقع في قرية الرياض في مدينة جربة الذي احتضن منذ صائفة 2014 أعمال حوالي مائة فنان من أكثر من ثلاثين جنسيّة مختلفة. وقد أصبح فضاء للتعبير للجميع الفنانين الذين ينتمون إلى ثقافات متنوّعة، وهو عبارة عن مشهد بانوراميّ للشارع العالميّ للفنون، وفضاء ترفيهيّا لا يمكن الاستغناء عنه في تونس و على هامش القمة الثامنة عشرة للفرنكفونية احتضنت كذلك ضاحية الرياض النسخة الثانية من تظاهرة جربة هود ، حيث التقت مجموعة هامّة من الفنانين التونسيّين والعالميّين يبلغ عددهم الثمانين . و من المعالم الأخرى نذكر جامع فضلون و برج الغازي مصطفى وكنيسة القديس نيكولا و جامع البرضاوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى