افتتاحية الصدى

منتدى ابوظبي لتعزيز السلم … ويتجدد الموعد مع علماء إفريقيا في نواكشوط ..!!!/ محمد عبد الرحمن المجتبى

محمد عبد الرحمن المجتبى /رئيس التحرير

غدا  يتجدد الموعد بين منتدى أبوظبي لتعزيز السلم و علماء القارة السمراء ومفكريها على أديم العاصمة نواكشوط للمرة الثانية ، وهذه المرة من أجل “بذل السلام للعالم” وتكريس مضامين ومرامي إعلان نواكشوط الذي أسفر عنه المؤتمر الأول في مطلع العام قبل المنصرم أي في يناير 2020م

لقد كان ذلك المؤتمر المشهود لحظة موريتانية وافريقية فارقة وخالدة سجل فيها علماء وأجلاء القارة السمراء موقفهم ورفضهم الحاسم للاتهامات التي تسعى جهات داخلية وخارجية لإلصاقها بديننا الحنيف ، وبنا كمسلمين ، حيث انتشرت بين الناس ثقافة دخيلة تمجد العنف والتطرف، وعدم التسامح و تنشر الكراهية والظلامية وغيرها من الظواهر والمسلكيات المشوهة لتاريخنا وحضارتنا وديننا ودنيانا.

وتعاني مجتمعاتنا في القارة الإفريقية خاصة منطقة الساحل والصحراء من تداعيات هذا الوجع الفكري الخطير، الذي انتشرت خارطته الدموية مستغلة لبوس المظاهر الدينية الخداعة، وممتطية صهوة الهشاشة التنموية، و وضعيات الفقر المدقع الذي تعرفه مناطق كثيرة من القارة الافريقية…

في هذا السياق الخطير تأتي مبادرة منتدى أبوظبي لتعزيز السلم بعقد المؤتمر الاول في نواكشوط قبل عامين تحت عنوان دور الاسلام في افريقيا التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال وهو المؤتمر الذي تطارح فيه القادة الدينين والمفكرين الافارقة الاراء حول الظاهرة وخرجوا بإعلان نواكشوط الذي يرفض كل المسلكيات والظواهر المناقضة لسماحة الدين الاسلامي وتسامحه وعدله ورحمته

وهاهي نواكشوط تحتضن نواكشوط غدا الثلاثاء  المؤتمر الثاني لعلماء إفريقيا من أجل تعزيز إعلان نواكشوط الأول وتأكيد الدور المحوري والحساس الذي يضطلع به علماء القارة في نشر ثقافة السلم والتسامح والعدل والرحمة بين الناس.

الأمر الذي يدخل في صميم اهتمامات منتدى أبوظبي لتعزيز السلم برئاسة سماحة الشيخ عبد الله بن بيه حفظه الله ، الذي تجسد أفكاره ورؤاه اليوم منابع استشرافية لمعالجة الوجع الفكري والتردي التنموي الذي تعيشه الأمة، بعد أن سادت السياسات الظلامية والتكفيرية خلال العقود الماضية، وسرقت عقول أبناء الأمة بتقنياتها العاطفية في شحن الشباب بالمفاهيم الهدامة والأفكار المنحرفة.

ولا شك أنها مهمة صعبة وشاقة تنتظر القادة الافارقة ومعهم النخب الدينية والفكرية لانتشال شباب القارة من خطر الجماعات الارهابية المتطرفة ، وبكل تأكيد تعتبر مبادرات منتدى أبوظبي لتعزيز السلم أهم وابرز  آلية لتحصين شبابنا وبلدننا ضد هذا الداء الخطير.

فكم من الآمال والتطلعات تنتظر مخرجات المؤتمر الثاني لعلماء الأفارقة في نواكشوط خاصة في نسخته الثانية التي أختار لها القائمون عليها شعار “بذل السلام للعالم” وكم كانت قارتنا ودولتنا حرية بنشر قيم السلام وهي التي نشرت دين الرحمة و السلام بالقلم واللوح والمسبحة في أرجاء القارة السمراء 

المصدر : أفتتاحية الصدى  الورقية الصادرة بتاريخ 5رجب 1443هـ الموافق 07-02-2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى