إفريقي ومغاربيالأخبارتقارير ودراسات
المهاجرون في ليبيا بين الرفض الشعبي والسياسات الدولية

في الإطار، استنكر النشطاء في ليبيا هذه التصريحات، معتبرين أنها تحمل طابعا تحريضيا وتشكل تدخلا يستهدف ليبيا لتحقيق أهداف معينة.
التحدي الديمغرافي
أكد عبدالمنعم الحر، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، أن “تصاعد الكراهية تجاه المهاجرين الأجانب في ليبيا، يعود إلى عدة عوامل معقدة، تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية”.
وأوضح الحر في تصريحه لـ”سبوتنيك“، أن “وجود أعداد كبيرة من المهاجرين من دول جنوب الصحراء يثير حساسيات ثقافية واجتماعية، خاصة في المجتمعات المحافظة، التي قد ترى في هذا التغيير تهديدا لهويتها”.
وأضاف الحر أن “وسائل الإعلام وبعض السياسيين يروجون لروايات تربط المهاجرين بارتفاع معدلات الجريمة والتدهور الأمني، مما يعزز مشاعر التمييز والكراهية ضدهم”.
كما أشار إلى أن “الضغوط الأوروبية لمنع تدفق المهاجرين نحو أوروبا ساهمت في تحميل المهاجرين مسؤولية المشاكل الداخلية، مما فاقم حالة العداء تجاههم”.
وفيما يتعلق بمسألة توطين المهاجرين في ليبيا، أوضح الحر أن “الليبيين يخشون أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على الموارد المحدودة، مما قد يجعل الوضع أكثر سوءًا”.
ولفت إلى أن “ضعف أجهزة الدولة في ضبط الحدود يثير المخاوف من احتمالية تسلل عناصر إجرامية أو متطرفة بين المهاجرين، وهو ما يعزز من الرفض الشعبي لفكرة التوطين”.
وأوضح أن “بعض السياسيين والقوى الفاعلة يستغلون هذا الرفض لتأجيج المشاعر الوطنية، مما يجعل أي نقاش حول التوطين موضوعًا حساسًا للغاية، كما أن الخوف من تغيير التركيبة السكانية وذوبان الهوية الليبية يجعل المجتمع أكثر تحفظًا تجاه استقبال أعداد كبيرة من المهاجرين من خلفيات ثقافية مختلفة”.