خبير ألماني: هؤلاء من يمكنهم نزع سلطة «الميليشيات» في ليبيا
الصدى – متابعات
رأى خبير ألماني أن من يريد إعادة السلام إلى ليبيا، يجب عليه «أن ينتزع من الميليشيات سلطتها»، مبينًا أن هذا أمر «لا تقدر عليه في الوقت الراهن سوى القبائل الكبيرة»، التي قال إن فيها «تتعاظم المقاومة لسيطرة المليشيات»، غير أنه شدد على أن «لا حل لأزمة المهاجرين دون دولة قوية في ليبيا».
وقال خبير الشؤون السياسية في صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» الألمانية راينر هيرمان، في مقال نشره موقع «دويتشه فيله» اليوم الأحد، إن «ليبيا هي مفتاح السيطرة على تدفق المهاجرين من أفريقيا، لكن تفكك ليبيا وعجز حكومة السراج يجعلها شريكاً لا يمكن الاعتماد عليه».
فكرة الحكومة الإيطالية للتعامل مع أزمة المهاجرين «كانت جيدة»
وأضاف هيرمان في مقاله أن فكرة الحكومة الإيطالية للتعامل مع أزمة المهاجرين «كانت جيدة»، مشيرًا إلى أنها «حددت النقاط الصحيحة» للتعامل مع الظاهرة، وهو ما دفع البرلمان الإيطالي للموافقة على مهمة للبحرية الإيطالية تتمثل في دعم خفر السواحل الليبي تنص «أيضًا على إلزام المنظمات الإنسانية غير الحكومية التي تجوب البحر المتوسط بقواربها، بعدم التعاون مع المهربين».
على من يمكن الاعتماد في ليبيا؟
وأشار الخبير الألماني في مقاله إلى أن إيطاليا «تحملت عبء تدفق اللاجئين عبر البحر المتوسط في هذا الصيف وحدها تقريبًا»، لكنه رأى أن «خطتها لم تحقق الكثير»، لأنه «لا يمكن الاعتماد على المشير الليبي خليفة حفتر».
وأشار هيرمان إلى أن حفتر كان قد قدم خلال الأسبوع الماضي «تعهدًا بالتعاون» مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، الذي وصفه الخبير الألمانية بـ«العاجز والمعترف به دوليًا».
ولفت إلى أنه «على أرض الواقع، مارس (المشير حفتر) ما كان يعنيه فعلاً، عندما رفض اتفاق حكومة السراج مع إيطاليا واصفًا إياه بالخرق للسيادة الليبية. بل ودعا إلى إغراق السفن الإيطالية التي تقترب من ليبيا».
وبين الخبير الألماني أن المشير حفتر الذي قال إنه «القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي الممسك بزمام الأمور في شرق ليبيا» يريد «عرقلة أي نجاح يمكن أن يحققه السراج» وأن «هدفه هو السيطرة على ليبيا بأكملها بمساعدة مصر وروسيا».
الكرملين يريد عبر حفتر تحويل قضية اللاجئين إلى ورقة ضغط ضد إيطاليا، وبالتالي ضد الاتحاد الأوروبي
كما بين هيرمان أن «مصر من جانبها تريد توجيه ضربة للإسلاميين المتشددين»، بينما «هدف روسيا فيكمن في الحصول على قاعدة ثانية في البحر الأبيض المتوسط بعد حصولها على الأولى في سورية»، لافتًا إلى «أن الكرملين يريد عبر حفتر تحويل قضية اللاجئين إلى ورقة ضغط ضد إيطاليا، وبالتالي ضد الاتحاد الأوروبي».
واعتبر أنه «يمكن للحكومة الإيطالية أن تتحدث عن نجاح حاسم»، مشيرًا إلى مصادرة السلطات الإيطالية لسفينة إنقاذ مهاجرين تابعة لمنظمة الإغاثة الألمانية (يوغند ريتيت) للاشتباه بأنها لا تنقذ المهاجرين في البحر، وإنما تتسلمهم بشكل مباشر من المهربين، منوهًا إلى أن «هذه الخطوة أثارت غضب منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية وغيرهما. وكانت على حق: فإنقاذ البشر ليس بجريمة. لكن ينبغي أن يُقال لها أيضًا بأن الاتجار بالبشر جريمة».
تفكيك ليبيا وصل مرحلة متقدمة
ورأى هيرمان أن تدفق المهاجرين من القارة السمراء «سيستمر عبر ليبيا، طالما بقي جهاز الدولة في ليبيا معطلاً»، قائلاً: إن «هذه حقيقة واضحة وضوح الشمس. لكن الذي يثير الاستغراب أكثر هو أن المجتمع الدولي مازال يجانب الواقع ويعتقد بإمكانية تنصيب تلك الحكومات من الخارج، لكنها تبقى عاجزة كحكومة السراج».
تفكيك ليبيا وصل مرحلة متقدمة والمليشيات تمارس السلطة.
كما اعتبر الخير الألماني في مقاله المنشور على موقع «دويتشه فيله» أن «تفكيك ليبيا وصل مرحلة متقدمة»، وبين أن «الميليشيات المحلية تمارس السلطة»، وأن «المدن تحارب بعضها البعض» كما أن «الاتجار بالبشر بات تجارة مربحة لبعض المليشيات».
واختتم خبير الشؤون السياسية في صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» الألمانية راينر هيرمان، مقاله بالقول: «من يريد إعادة السلام إلى ليبيا، يجب أن ينتزع من الميليشيات سلطتها، وهو أمر لا تقدر عليه في الوقت الراهن سوى القبائل الكبيرة، التي تتعاظم فيها المقاومة لسيطرة الميليشيات».
المصدر: بوابة الوسط الليبية