لافروف يعتبر ان طرد الدبلوماسيين الروس من دول عدة نتيجة “ضغوط هائلة” من واشنطن
الصدى – متابعات /

بريطانيا بحملة طرد دبلوماسيين يشتبه بتجسسهم لصالح روسيا حول العالم معتبرة أنها “نقطة تحول” في موقف الغرب تجاه موسكو “المتهورة” التي قالت بدورها أن التحركات ناجمة عن “ضغوط هائلة” تمارسها واشنطن.
وأمرت 23 دولة، كانت آخرها ايرلندا، منذ الاثنين بطرد 117 شخصا يعتقد أنهم جواسيس يعملون تحت غطاء دبلوماسي، في خطوة تجاوزت بشكل كبير اجراءات مشابهة اتخذت حتى في أسوأ النزاعات المرتبطة بالتجسس أيام الحرب الباردة.
كما أعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء طرد سبعة دبلوماسيين روس ورفض اعتماد ثلاثة اخرين في اطار الاجراءات الدولية ردا على تسميم العميل الروسي السابق في بريطانيا سيرغي سكريبال.
وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف في بروكسل “لقد سحبت اليوم اعتماد سبعة من اعضاء البعثة الروسية لدى حلف شمال الاطلسي. وسارفض ايضا طلب اعتماد ثلاثة اخرين” مضيفا “هذا الامر سيوجه رسالة واضحة الى روسيا بانه هناك عواقب لسلوكهم غير المقبول”.
وكتب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في صحيفة “ذي تايمز” “لم يقدم هذا العدد من الدول ابدا في الماضي لطرد دبلوماسيين روس” في خطوة اعتبرها بمثابة “ضربة ستحتاج الاستخبارات الروسية لسنوات عدة قبل التعافي منها”.
وقال “أعتقد أن أحداث الأمس قد تصبح نقطة تحول”، مضيفا أن “التحالف الغربي اتخذ تحركا حاسما ووحد شركاء بريطانيا صفوفهم في وجه طموحات الكرملين المتهورة”.
وجاءت قرارات الطرد للرد على تسميم العميل المزدوج الروسي سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز للأعصاب في مدينة سالزبري البريطانيا في الرابع من آذار/مارس.
وقدم سكريبال، الذي كان مسؤولا في الاستخبارات العسكرية الروسية سجنته موسكو لكشفه معلومات عن عدة عملاء روس في عدد من الدول الأوروبية، إلى بريطانيا في إطار صفقة لتبادل الجواسيس في 2010.
وأمرت لندن في وقت سابق بطرد 23 دبلوماسيا روسيا بعدما اتهمت موسكو بتنفيذ الاعتداء، وهو ما نفته الأخيرة بشدة موجهة أصابع الاتهام إلى الاستخبارات البريطانية.
وقام حلفاء بريطانيا بخطوات مماثلة حيث تصدرت واشنطن قائمة الدول التي اتخذت هذه الاجراءات فأمرت بطرد 60 روسيا في ضربة للعلاقات الأميركية-الروسية بعد أقل من أسبوع على تهنئة الرئيس دونالد ترامب نظيره فلاديمير بوتين على إعادة انتخابه.
واتخذت كل من استراليا وكندا وأوكرانيا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي تحركات مشابهة عبر القيام بعمليات طرد على نطاق أضيق.
– “حرب باردة” –
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء ان قرار نحو 20 دولة طرد دبلوماسيين روس ردا على تسميم عميل روسي سابق في المملكة المتحدة هو نتيجة “ضغوط هائلة” من واشنطن.
وصرح لافروف في لقاء صحافي في طشقند أعاد بثه التلفزيون الروسي “انها نتيجة ضغوط هائلة، وابتزاز هائل يشكل للاسف السلاح الرئيسي لواشنطن على الساحة الدولية”.
ورأت الصحف الروسية الثلاثاء أن تنفيذ أكثر من عشرين بلداً عملية منسقة لطرد دبلوماسيين روس ردا على قضية تسميم عميل روسي سابق مزدوج في بريطانيا يغرق العلاقات بين موسكو والغرب في “حقبة جديدة من الحرب الباردة”.
اختارت صحيفة ازفستيا عنوان “تعبئة حاشدة معادية لروسيا”، وذكرت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا انه لم تحدث من قبل حركة طرد منسقة بهذه الطريقة.
وكتب المحلل فيودور لوكيانوف في صحيفة فيدوموستي ان “العلاقة بين روسيا والغرب تدخل مرحلة حرب باردة بالفعل”، ورأى ان عمليات الطرد “سيكون لها أثر مدمر تحديداً على العلاقات الروسية الأميركية”.
واضاف “انها ليست نهاية التصعيد، من الواضع ان الأمر سيتفاقم ويُتوقع ان تتخذ تدابير أقسى مما قبل، (وتفرض) عقوبات اقتصادية ضد روسيا”.
وكتبت صحيفة كومرسنت ان هذه “التدابير القاسية التي لم نشهد مثيلاً لها (…) ليست سوى تفاقم جديد في العلاقات بين روسيا والغرب”.
وقالت اذاعة “صدى موسكو” المستقلة ان “كل السياسة الروسية تركز طاقتها على تدمير الذات منذ 2014” وهي سنة ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا والذي أعقبه فرض عقوبات غربية على روسيا.
وقالت الإذاعة انه “كلما ساءت العلاقات بين روسيا والغرب، تحسن وضع الرئيس (فلاديمير بوتين) فإذا كنتم في قلعة محاصرة عليكم على الدوام ان تقوموا بأعمال استفزاز للتسبب بشن هجمات عليكم وإلا فستخسرون شرعيتكم”.
قرر 23 بلدا بينها 16 في الاتحاد الأوروبي طرد 116 دبلوماسيا روسيا تضامنا مع بريطانيا التي حملت روسيا مسؤولية تسميم العميل السابق المزدوج سيرغي سكريبال على أراضيها.
وطردت واشنطن لوحدها 60 دبلوماسيا وصفتهم بانهم “عملاء استخبارات” وأغلقت قنصلية روسيا في سياتل على الساحل الغربي.
ونددت موسكو على الاثر بما وصفته بانه “اجراء استفزازي” وتوعدت بالرد. واكد الكرملين مجددا ان روسيا لم يكن وليست لها اي علاقة بقضية سكريبال.