عطش نوانواكشوط 2025 كيف نتجنب تكراره / بقلم المهندس محمد الأمين الطالب عبد الرحمن

محمد الأمين الطالب عبد الرحمن / مهندس أشغال عامة
اليوم وقد ذهب الظمأ وابتلت العروق وباء الطمي بوزر عطش انواكشوط ، حان وقت الإجابة على السؤال كيف نتجنب تكرار ما حدث .
لا شك أن ثمة مهندسين وإداريين في الوزارة الوصية والإدارة المعنية يمكنهم الإجابة على هذا السؤال أحسن مني لكن غياب أصواتهم دفعني إلى التطفل عليهم بتقديم بعض النقاط علها وعساها تسلط الضوء على ما يجب فعله ليس فقط لعدم تكرار أزمة الماء وإنما أيضا للوصول إلى خدمة مائية تتماشى والمعايير العالمية .
يمكن تلخيص طرق وظروف الحصول على الماء في انواكشوط في إحدى حالتين فقط : أولاهما تخص المحظوظين حيث يتمكنون من تخزين الماء وقت توفره في خزانات تتجاور وأخرى للمياه العادمة ، وثانيهما ملازمة للمحرومين وتتمثل في جلب الماء في براميل صدئة على عربات يجرها حمير.
لماذا هذه الوضعية ولدت مع انواكشوط ولازمته حتى هذه اللحظة ؟
لايحتاج المرء كثير علم ولا ذكاء حتى يجيب على هذا السؤال :
إن السبب يكمن في أننا منذ البداية لم نعرف قدر حاجتنا الآنية ولا المستقبلية من الماء .
منذ السبعينيات وحتى الألفين من القرن الماضي شهدت مدينة انواكشوط هجرات من الداخل ربما لم يضعها مصممو المشاريع المائية في الحسبان وذات الأمر تكرر فيما مضى من هذا القرن ولكن بسب إلى جانب استمرار الهجرة من الداخل هناك هجرات أخرى غير مسبوقة من الخارج ينضاف إليها توسع في الحركة العمرانية ونمو سريع في الأنشطة الصناعية وتزايد مستمر في الطلب على الماء لأغراض الري الزراعي والحضري كالبساتين العامة والخاصة وكذلك تطور نمو الحياة الاقتصادية والإجتماعية للسكان مما يترتب عليه ارتفاع استهلاك الفرد من الماء .
لقد ترتب على ما سبق ذكره من مشاكل عدم القدرة على صياغة رؤية واضحة لتحديد المعطيات الأولية اللازمة لبناء منظومات مائية تستجيب للحاجات الآنية مع خطط عمل لتطويرها تمشيا مع متطلبات حاجاتنا المستقبلية في هذه المادة .
وحتى نأمن عدم تكرار عطش انواكشوط 2025 بل ونتمكن من الوصول إلى خدمة مائية بمعاير عالمية بات لزاما على الدولة أن تتخذ في المديين القريب والقريب جدا بعض الأمور.
المدى القريب :
ــ القيام بدراسات إحصائية تحدد حاجة كل مستهلك من الأصناف المذكورة آنفا وصولا إلى تحديد الحاجة الكلية الآنية والمستقبلية من الماء .
ــ بناء على نتائج هذه الدراسات الإحصائية وتقييم ما هو قائم من المنشآت المائية ودراسة النقاط الإيجابية والسلبية من التجارب الماضية تصاغ سياسة مائية جديدة تمكن من تقديم خدمة مائية بالمعايير العالمية خاصة وأن المصادر المائية موجودة والخيارات متنوعة .
المدى القريب جدا :
ــ لقد ذكر معالي الوزير الأول في تدوينته الأخيرة حول انتهاء مشكلة الطمي مشاريع قيد التنفيذ وأخرى طور الدراسة ، ولكن رغم أهمية هذه المشاريع ستبقى بلا فائدة ما لم تسبق بترميم وتوسيع شبكات الماء في انوكشوط ، إذن للمحافظة على مستوى الخدمة المائية الحالية يلزم :
ــ تأمين وتحصين محطات المعالجة المائية في ابني نعجي وما بعده .
ــ إتمام أشغال توسعة إديني .
ــ ترميم وتوسعة شبكات التوزيع .
ــ تسريع البدء بأشغال مشروع تحلية مياه البحر .
المصدر : الكاتب