أردوغان يطرق باب التنين … هل ينفجر البيت الأطلسي؟ / كنب ا.د كريم فرمان

وصول أردوغان إلى تيانجين ليس زيارة بروتوكولية ولا صورة تذكارية بين قادة آسيا، بل هو مشهد من مسرحية كبرى تُكتب على عيون العالم:
بحضوره ضمن مؤتمر منظمة شنغهاي اراد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان يقول للناتو “أنتم لستم قدري الوحيد”.
الرجل الذي طالما اتُهم بان لعبته المفضلة هي التقلب، يثبت اليوم أن تقلبه هو استراتيجيته. يفتح الباب على الشرق، يدخل قاعة منظمة شنغهاي كـ “ضيف شرف”، لكنه يعلم جيدًا أن مجرد حضوره هناك كافٍ ليصيب بروكسل بارتجاف، ويجعل البنتاغون يعيد حساباته.
الغرب الذي اعتاد أن يرى تركيا مجرد جندي في ثكنة الأطلسي، يكتشف أن هذا الجندي صار يبيع ولاءه في سوق مفتوح: من يدفع أكثر؟ من يضمن مكانة أكبر؟ من يحترم أنقرة كلاعب لا كحارس حدود؟
تيانجين ليست بكين، والاختيار ليس بريئًا. هنا تُعقد صفقات الصناعة والمال والطاقة، وهنا تُكتب عقود القرن
. أردوغان لم يأتِ ليشرب الشاي الأخضر، بل ليقول للعالم: “طريق الحرير يمرّ عبر بوابتي، وأنا من يملك مفتاحها”.
الناتو اليوم أمام مشهد مُذل:
العضو المتمرد يغازل التنين والتنين يبادله الابتسامة.
وإذا قررت تركيا يومًا أن تتحول من “ضيف شرف” إلى “عضو كامل” في معسكر شنغهاي، فإن البيت الأطلسي سيتشقق من أساساته، لأن الجسر بين أوروبا وآسيا سيكون قد تبدل اتجاهه إلى الأبد.
أردوغان يلعب لعبته المعتادة:
يحضر عند الشرق ليكسب نقاط على الغرب، ويرجع للغرب ليفاوضهم بورقة الشرق.
وجوده ك.ضيف شرف ليس ك.عضو”، يعني انهم لا زالوا يختبروا نواياه وما في اندماج كامل لكن الرسالة وصلت !!
تركيا تريد ان تقول “أنا لست تابعًا بل لاعب مستقل”.
هذه ليست زيارة… هذه صفعة.
أردوغان لم يذهب إلى تيانجين كـ “ضيف”، بل كرسول لزمن جديد:
زمن سقوط احتكار الغرب، وصعود لعبة المساومات الكبرى والتلويح لمن يهمه الأمر بانه من غير المستبعد استشعار والعمل بهدوء لانبثاق نظام دولي جديد ،
ومن لم يفهم الرسالة… فليتوقع أن يجد نفسه غدًا خارج التاريخ.
المصدر : الكاتب