قضايا المجتمعمقالات و تحليلات

فن تحول المشاعر ..!!! / د. وفاء ابوهادي

د. وفاء ابوهادي / مستشارة اعلامية وكاتبة – مدرب معتمد

من المؤكد أن الله ميز الإنسان بنعمة  (المشاعر) عن بقية المخلوقات لكن من منا عرف قيمتها فجعل لها تلك المكانة التي تستحقها والتي ترفع من القيمة الإنسانية والروح السامية التي نفخ المولى عز وجل فينا كبشر من روحه فكانت رحمته أسبق من عذابه وحسابه ؟!

 

قلة من يعرف هذه النعمة فيتعامل بها مع قانون الحياة الذي يجعل من ما حولنا له شكل أروع ويضفي جمالاً على مسيرتنا في محطات الحياة المختلفة…..

 

فالمشاعر عندما تحتوي إنسانيتنا ونتعامل بها نتخطى مصاعبٌ كثيرة

 ونسكن في اطمئنانية وسكينة برابط روحاني مع الله ثم مع أنفسنا يتبعها مُصالحة لا نظير لها مع النفس ومع كل ما يحيط بنا ..

 ولكن هناك من يُجيد تحويل المشاعر بطريقةٍ قد نعجز عن فهم طبيعته الإنسانية .!!

ونتساءل هل حقا هذا إنسان ؟!

من شدة قدرته في تحول مشاعره مابين ليلة وضحاها..

 نظلم من حولنا عندما نحرمهم الثقة ونجعل التوهان يسكن طرقات خطواتنا ..!!

فكيف يستطيعون التحول بهذه القدرة متخطين الفطرة الإنسانية في استشعارهم بالألم عند ايذاء مشاعر الآخرين .؟!!

 

إني لأستبعد عنهم مجرد الإحساس بوجع الضمير الذي يرافق المشاعر في دورتها كالدم في الشرايين في الإشخاص الطبيعين الذين يعاملون الله في خلقه ويخافوه أن يكونوا في موضع وجعٍ أو ظلم للغير

و من المؤكد أن كلاً منا يختلف في التعبير عنها واحتواء الآخرين لكن  نتفق أن إيلام القلوب لا يمت لها بصله

وقد تمرض المشاعر وتتعرض لمواقف تجعل منها قاسية نوع ما ، ولكنها تحنُ لفطرتها وتعود لمرفأ المحبة والتعايش مع الروح التي هي توأمها واندمجت معها بسلام داخلي يعزز القيمة الإنسانية لدى الإنسان

فليس بايدينا أن ننسلخ من طبيعة مشاعرنا التي تُمثلُ كيان لا يتجزا منا

وهذا لمن يملكون  وجودها حقيقة فمن المحال أن تتحول وتكون هشة كريشة في مهب الرياح نتيجتها ضياع إنسانيتنا وقيمنا كآدميين ..

فلنتفق إن تحول المشاعر دون اسباب منطقية ماهو إلا تلاعب بتلك الروح التي وضعت في الطرف الآخر عند بوحها بشعورها كل ثقتها واستشعرت الأمان في مسمى مشاعر مخلصة

وكل ما يحدث عكس ذلك ماهو إلا اجرام يعاقب عليه قانون السماء ولابد أن يكون هناك قانون بشري صارم يُحتم بإنزال اقصى العقوبات ليكون كل متلاعب باستقرار واطمانينة القلوب عبرة لمن لا يخاف الله في اسمى ما خلق على هذه المعمورة ..

 

المصدر: الكاتبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى